إعداد عبد الواحد الضراب تقع صهاريج الطويلة بوادي الطويلة في امتداد خط مائل من الجهة الشمالية الغربية لمدينة عدن( كريتر) وهي واقعة اسفل مصبات هضبة عدن المرتفعة حوالي (800 قدم) وتأخذ الهضبة شكلاً شبه دائري ويقع المصب عند رأس وادي الطويلة . وتصل الصهاريج بعضها ببعض بشكل سلسلة وهي مشيدة في مضيق يبلغ طوله (750 قدماً ) تقريباً ويحيط بها جبل شمسان بشكل دائري باستثناء منفذ يؤدي ويتصل بمدينة كريتر ، تقوم الصهاريج بحجز المياه المنحدرة من الهضبة من خلال شبكات المصارف والسدود والقنوات التي استحدثت بهدف تنقية المياه من الشوائب والاحجار.ويعلق المؤرخ عبدالله محيرز على عدم وجود تاريخ لهذه الصهاريج بانه ليس من الضروري البحث عن تاريخ لمثل هذه الصهاريج فوجودها ضروري في أي زمان أو مكان خاصة في مدينة كعدن شحت آبارها وتعرض اهلها بحكم موقعها لخطر الموت عطشاً إن هي حوصرت لزمن طويل ، وتقوم الصهاريج بتلقف المياه وحفظها وخزنها تم تصريفها لاكتمالها.وقد ورد ذكر الصهاريج في كتابات المؤرخين والرحالة الاسلاميين قديماً أمثال الهمداني والرحالة الجغرافي العربي المقدسي صاحب ( احسن التقاسيم في معرفة الاقاليم ) وابن المجاور صاحب كتاب ( المستبصر ) وابن بطوطة وابن الديبع وغيرهم من المؤرخين . وقد تم اعادة ترميم الصهاريج مع احتلال الانجليز لعدن عام 1839م ، وتعد صهاريج الطويلة مأثرة معمارية هندسية تدل على عظمة ابتككار الانسان اليمني لاحتياجاته قديماً كنظام مائي متطور لبى احتياجات عصره واستمرت حتى اليوم .ولنظام الصهاريج اهداف متعددة مختلفة عن الصهاريج الاخرى الموجودة بالمدينة والتي اقتصر دورها علي اعتبارها خزانات لجمع الماء وحفظه وهدف الصهاريج هو توفير الماء في متناول المستهلك ولكنه يعكس دينمائي وتكنولوجيا بارعة ووجهاً حضاري فريد وهو وسيلة لتلقف الماء عبر جدران جاهزة، إما منحوتة بصخور الجبل أو مبنية بالحجارة والقضاض وتقوم بثلاث مهمات تلقف الماء ، وحجز الحجارة والطمي الساقط مع الشلالات وتوجيه الماء عبر سلسلة من هذه الجدران لتصريفه إلي حيث تكون الحاجة إليه إلى صهاريج المدينة.ويمكن الحديث عن الصهاريج بعد ترميم الانجليز في فترة احتلالهم لعدن ، والذين كانوا يتوقعون نتائج مرضية تعيد الصهاريج كما كانت عليه ولكن التغيرات التضاريسية التي طرأت على هضبة عدن بفعل عوامل التعرية وبناء حواجز على الهضبة من قبل المهندسين الانجليز لغرض تصفية المياه من الحجارة والطمي ، فكانت النتيجة أن الماء لم يعد ينهمر إلى وادي الطويلة وفاض في الهضبة التي تعلو الطويلة .وقد صنف بليفير جدولين(B.A) وقام بحصر نحو (50 صهريجاً) من مدينة عدن وسط مدينة كريتر وأوديتها الطويلة والعيدروس والخساف ، ويبلغ عدد صهاريج الطويلة منها (18صهريجاً) بداية من الصهرية الزول في أعلى الوادي والمسمى صهريج (أبو سلسلة) وانتهاء بالصهريج الدائري الضخم المسمى صهريج (بليفير) وسعته 4ملايين جالون وتبلغ السعة الاجمالية للصهاريج حوالي(20 مليون جالون) أما بالنسبة للصهاريج التي رممت فيبلغ عددها 14 صهريجاً وهناك 36صهريجاً لم ترمم وبعضها بات مخرباً.وأكبر الصهاريج واشهرها : صهريج بليفير الدائري ، ويقع خارج وادي الطويلة.- صهريج كوجلان (المربع) ويقع وسط الوادي.- صهريج أبي قبة ، ولعل القبة اضيفت خلال فترة العثمانيين.- صهريج أبي سلسلة ويقع في أعلى وادي الطويلة.لم تعد بطبيعة الحال للصهاريج قيمة نفعية عملية في الوقت الراهن حيث يتم توفير مصادر أخرى للمياه بمدينة عدن ابتداء من اواخر القرن الماضي التاسع عشر الميلادي وبداية القرن العشرين حيث بائت عدن تصل مياهها من مصادر عدة مثل بئر أحمد وبئر فضل والحسوة والمحطة الكهروحرارية، وبالتالي اصبحت الصهاريج قيمة جمالية اثرية جاذبة للسياح والوافدين والزوار ، ولازالت معظم منشآتها قائمة وبحالة جيدة مبنية بالحجارة السوداء (البازلت) وملبسة بالقضاض .
|
رمضانيات
مدن ومعالم
أخبار متعلقة