الشاعر / محمد بن عبدالله بن شرف الدين
شاعر رقيق العاطفة اشتهر شعره في اليمن وبالذات الحميني منه وأغلبه مغنى ، وقد تحدث عنه وعن شعره الكثير من الأدباء والكتاب اليمنيين وأوردوا نماذج منه وأجمعوا إنه ممن رسخ أقدام الأغنية العاطفية الشعبية اليمنية بتلك الصورة الجمالية البديعة التي تضمنتها غنائياته ونالت شهرة كبيرة عبر قرون عديدة من الزمن ولازالت حتى الآن تجد تجاوباً وتفاعلاً من قبل اليمنيين وغيرهم من أبناء الجزيرة والخليج العربي .كما تناول اشعاره وحلل جوانب عديدة منها كل من د. عبد العزيز المقالح و د. محمد عبده غانم والأديب عبدالله البردوني والأديب أحمد محمد الشامي وغيرهم من الأدباء والكتاب كما أسلفنا القول.والشاعر بن شرف الدين كان غزير العطاء في مجال الشعر الحميني والمغنى وابتكر عشرات الصور الجمالية لقصائده الغنائية المختلفة وأقتفى أثره العنسي والآنسي وغيرهما من الشعراء اليمنيين جيلاً بعد جيل ليظل رافداً للأغنية اليمنية العاطفية يتدفق كدلالة على الأصالة .وحقيقة القول أن الشاعر بن شرف الدين هو شاعر الحب ومغني الجمال ، ولد عام 965هـ في كوكبان المدينة الريفية الصغيرة الواقعة إلى الشمال الغربي من العاصمة صنعاء من أسرة عريقة أرستقراطية ملكية خاض افرادها حروباً طاحنة في سبيل الاتفاظ بالامامة ، ولقد كان شاعرنا ابن شرف الدين ار ستقراطي عاشق ، رقيق الطبع ، عذب الصوت وافر الحظ من التجديد ، هرب من الامامة إلى الحب والطرب فكان أحب من أي إمام وأكثر الائمة شهرة وأخلد منهم تاريخاً وتخليداً وذكراً . يقول مستجدياً عطف الحبيب :-يامن سلب نوم عيني طرفة النعاس وعذب القلب مابين الرجا واليأس واغرى بي الشوق والأشجان والوسواس لاتشمت الناس بي يامنتي في الناس وقد قام فنان اليمن الكبير الأستاذ محمد مرشد ناجي بآداء هذه الأغنية بلحن يافعي أسر قلوبنا وترسخ في وجداننا ولايزال عالق في اذهاننا.عندما يعيش بن شرف الدين حالة حب جديدة لايستطيع اخفاء مشاعره ومهما يكون نوع الاحباط الذي يعاني منه بصفته شاعراً وعلى الرغم من أنه ادار ظهره لقضايا المجتمع في عصره إلا أنه احتل مكاناً مرموقاً في ذلك العصر .لقد كان حقاً صاحب القصائد المشهورة التي تجري على لسان كل مطرب وفنان من ابناء اليمن ، اننا مهما حاولنا البحث والتنقيب في جمع سيرة هذا الشاعر الذي مضى على وفاته أكثر من أربعة قرون من الزمن فإننا لانستطيع الايفاء بهذا الغرض.ولما كان هذا الشاعر قد أظهر في سلوكه نزعة إلى التصوف انكرها معاصره الامام القاسم بن محمد فقد توهم بعض نقاد شعره أن ماقاله في الغزل كان على طريقة الصوفية ولكن الشاعر انكر ذلك، ويؤكد جامع ديوانه أن غزل الشاعر كان حسياً تماماً وانسانياً وإنه مرتبط بحبه وتجارب حياته