مهما نسينا فلن ننسى أبداً الدور النضالي التاريخي لجبهة التحرير وقطاعها العسكري التنظيم الشعبي للقوى الثورية في مقاومة الاحتلال البريطاني في جنوب الوطن..وما سطره مناضلو جبهة التحرير في ثورة14أكتوبر المجيدة من ملاحم بطولية في معارك التحرير ضد المستعمر البريطاني وكبدوه خسائر فادحة في الأرواح والعتاد العسكري وأجبروه على الجلاء عن أرض الوطن في الثلاثين من نوفمبر1967م.ولن ننسى أيضاً تلك المؤامرة الدنيئة التي خطط لها المستعمر البريطاني قبل مغادرته البلاد للانتقام من جبهة التحرير وتسليم السلطة للجبهة القومية..وذلك من خلال تفجيره الحرب الأهلية بين جبهة التحرير والجبهة القومية التي ساندها الجيش النظامي التابع لبريطانيا في مواجهة جبهة التحرير..تلك الحرب المشؤومة التي شهدتها مدن الشيخ عثمان والمنصورة ودار سعد وغيرها في عدن..حيث كانت مجاميع الجبهة القومية والجيش يقصفون منازل مناضلي جبهة التحرير والمواطنين المؤيدين لهم وتعرض الكثير من المناضلين والمواطنين للقتل والاغتيالات واعتقال عشرات الآلاف..وحينها أدرك مناضلو جبهة التحرير الشعبي أبعاد المؤامرة الإستعمارية ولذا حرصاً منهم على أرواح المواطنين وإيماناً منهم بأنهم أدوا واجبهم الوطني ضد الاستعمار قرروا الانسحاب من المعركة والنزوح إلى شمال الوطن وهناك في كرش كانت الطائرات الحربية البريطانية تطاردهم بالقنابل والرشاشات الثقيلة..ونجا الكثير من المناضلين ووصلوا إلى تعز وأقاموا فيها وكذا في غيرها من المحافظات الشمالية واستقروا هناك وحصلوا على أعمال في القطاع الحكومي والقطاع الخاص.وهكذا قامت بريطانيا آنذاك بتسليم السلطة للجبهة القومية التي حكمت جنوب الوطن،ثم الحزب الإشتراكي على مدى 23عاماً..أما مناضلو جبهة التحرير فقد ظلوا في داخل الوطن وخارجه بعيداً عن الأضواء السياسية حتى تم إعادة تحقيق الوحدة اليمنية يوم22مايو1990م..وفي ظل النهج الديمقراطي الرائد بقيادة فخامة الأخ علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية وفي إطار التعددية السياسية والحزبية..قرر المناضلون إعادة إحياء جبهة التحرير والتنظيم الشعبي للقوى الثورية..وبدلاً من إنشاء حزب واحد يضم الجميع..قاموا بإنشاء حزبين الأول حزب جبهة التحرير وأمينه العام حالياً صالح صايل وحزب التحرير الشعبي الوحدوي وأمينه العام أحمد علي سعيد..والحقيقة أنه يتوجب على قيادة الحزبين العمل على ضرورة دمج الحزبين في حزب واحد يعملون من خلاله بجد ومصداقية على إعادة التاريخ النضالي المشرف لجبهة التحرير..وإنصاف الشهداء والمناضلين وإخراجهم من ملف النسيان.حقاً لقد أصبحت جبهة التحرير وقطاعها العسكري التنظيم الشعبي في ملف النسيان..وما يؤكد ذلك عدم إنصاف أو عدم رعاية الحكومة لمناضلي وأسر شهداء جبهة التحرير..في الوقت الذي يحظى فيه قيادات ومناضلو وأسر شهداء الجبهة القومية والحزب الإشتراكي بالدعم الحكومي الكامل وحصولهم على المناصب القيادية الحكومية وغيرها من الامتيازات التي ما زال مناضلو وأسر شهداء جبهة التحرير محرومين منها حتى اليوم..والذين أصبحوا يموتون غرباء في وطنهم.ونذكر منهم كبار المناضلين الفقيد خالد المفلحي قائد فرقة النصر والفقيد عبد الرحمن الصريمي قائد فرقة صلاح الدين والفقيد محمد الشاذلي والفقيد محمد الزريقي وغيرهم من المناضلين الحقيقيين الأبطال الذين لم يحظوا في حياتهم بأي رعاية وماتوا بصمت ولم يذكرهم أحد.كما توفي بصمت أيضاً يوم الجمعة الماضي في عدن المناضل أحمد علي سعيد أمين عام حزب التحرير الشعبي الوحدوي مستشار محافظ عدن إثر مرض عضال لأنه لم يحصل على الرعاية الطبية والدواء الغالي الثمن الذي ظلت أسرته تتواصل تلفونياً مع الإخوة المسئولين من أصدقاء الفقيد في صنعاء وعدن لمساعدتها في شرائه..ولكنهم لم يقدموا أي مساعدة له..ففارق الحياة..ولم يشارك الإخوة المسؤولون في قيادة محافظة عدن حتى في تشييع جنازة زميلهم الفقيد أحمد علي سعيد الذي شيع جنازته فقط أهله وجيرانه..ولم ينشر المسئولون حتى تعازي لأبنائه في الصحف..فوا أسفاه.. ويا حسرتاه على زمننا هذا..وآه..وآه..لكن أمل أسر شهداء ومناضلي جبهة التحرير كبير في فخامة الأخ الرئيس القائد علي عبدالله صالح بإصدار توجيهاته برعاية وإنصاف شهداء ومناضلي جبهة التحرير..
مناضلو جبهة التحرير في ملف النسيان
أخبار متعلقة