هكذا غنى الأدباء
إعداد / داليا عدنان الصادقبدر شاكر السياب واحد من رواد الشعر العربي المعاصر خرج وآخرون غيره على عمود الشعر وهجر القصيدة التقليدية في جانب كبير من شعره وشق لنفسه متاثراً بالشعر الانجليزي طريقاً يتمثل فيها يعرف الآن بالشعر الحديث على اختلاف في تحيد المدى الذي توصى به هذه التسمية ويعني بها حركة الشعر الحر الذي خرج على شكل القصيدة العربية الموروثة في ثورة عامرة مازالت اصداؤها تترد منذ الأربعينات حتى يومنا هذا. أما السياب نفسه فيرجع اسهامة في تلك الثورة إلى عام 1946 حين نظم قصيدة " هل كان حبا؟".حيث عدت واحدة من التجارب الرائدة في هذا المجالولد السياب في عام 1926م في قرية تدعى جيكور في جنوب العراق وهي قرية كانت خاملة الذكر شانها في ذلك شأن كثير من القرى المنتسبة في الريف العربي ولكنها بعد ولادة السياب ونبوغ شاعريته غدت من أكثر القرى العربية دكراً في أوساط المثقفين بعامة وجراء شعر السياب خاصة ذلك انه اتخذ منها رمزاً غنياً للريف مثقلاً بالدلالات والإيحاء لقد عانى بدر من حياة اليتم اثر وفاة والدته في عام 1932 ولم يكن قد جاوز السادسة من عمره فعهدته جدته لامه وقامت على تربيته.دخل أكثر من مدرسة ابتدائية في جنوب العراق وفي عام 1938م التحق بمدرسة البصرة القانونية وكانت جدته هي التي ترعى شؤونه وما ان فرغ من دراسته الثانوية في عام 1943م حتى التحق بدار المعلمين العالية في بغداد.وكانت كلية جامعية مرموقة في ذلك الوقت ولم تكن جامعة بغداد قد أسست لم يبتعد السياب عن أحداث العراق المهمة التي عاصرها فقد قامت ثورة رشيد عالي الكيلاني في عام 1941م فأيدها وتأثر برجالها وعندما أخفقت واعدم عدد من قادتها رثاهم بدر على ان دراسته في دار المعلمين العالية قد فتحت أمامه وهو المحب للثقافة والمعرفة افاقاً واسعة.التحق أول الأمر بقسم اللغة العربية وآدابها ثم مالبث ان تحول من دراسة الأدب العربي الى دراسة الأدب الانجليزي وفي القسم الأخير عرف السياب الشاعرين الانجليزيين( ت اس. اليوت) وأديت سيتوبل وقد قدر لهدين الشاعرين أن يتركا اثراً على شعر السياب لايستهان به لقد فصل السياب من دار المعلمين العالية في عام 1946م بعد ان تزعم حركة إضراب في الكلية وقفت في وجه قرار إداري يقضي بإضافة سنة رابعة اضافى الى عدد سنوات الدراسة فيها ولم يقتصر نشاطه العام على ذلك بل كان يسهم مع أقرانه من الشباب الثائر في المظاهرات التي كانت تعم بغداد استنكاراً للصهيونية وأعمالها في فلسطين قبل قيام اسرائيل وللسياسة الاستعمارية الانجليزية في العراق وكان من جراء ذلك ان دخل السجن في بلدة بعقوبة القريبة من بغداد.تم أعيد الى دار المعلمين عام 1946م وقد تخرج فيها ليعمل مدرساً للغة الانجليزية في إحدى المدارس الثانوية في غرب العراق ولكنه ظل على ولائه للحركة الوطنية يستجيب لدواعيها ويشارك في إحداثها ماوسعه من جهد فاضطر بسبب نشاطه للفرار الى البصرة ومنها الى إيران وفي عام 1953م جاء الكويت وعمل في شركة للكهرباء تم عاد الى بغداد وعمل في الصحافة وقد توفي السياب في المستشفى بالكويت اثر مرض عضال ظل يؤرقه طيلة ثلاث سنوات وقد خلف من الدواوين" أزهار أذبله ". (والمعبد الغريف) ومنزل الأفنان وأنشودة المطر (وشنانشيل ابنة الجلبي واقبال).