الباحث/ ياسر نور:
التقاه/ فضل أحمد سعيد :تعد الثروة السمكية من أهم الموارد الاقتصادية للجمهورية اليمنية, فهناك الكثير من الأغذية البحرية التي يتم تصديرها للخارج, لذا كان الاهتمام بها من أولوياتلمرحلة القادمة لما تمثله من مورد اقتصادي ولما تشغله من أيد عاملة وتوفره من بروتين حيواني عالي القيمة الغذائية. وهذا الاهتمام يجب أن يظهر باتباع الطرق العلمية الحديثة لضبط جودة هذه الثروة لتبقى متمتعة بسمعة عالية تواكب المعايير.في هذا الإطار تتواصل أعمال الدورة التدريبية في مركز أبحاث علوم البحار التي ينظمها مكتب الثروة السمكية بالحديدة لـ (20) من الصيادين التقليديين.ولأجل الإطلاع على هذا الموضوع كان لنا لقاء بالمهندس والباحث اليمني أخصائي جودة الأغذية البحرية/ ياسر عبدالله نور والذي قام بتدريب الصيادين خلال يومي السبت والأحد الماضي (24-25/2/2007م) بإلقاء محاضرات نظرية وعملية حول إجراءات الجودة التي يجب أن يتقيد بها الأخوة الصيادون علماً أنه قد سبق للباحث المشاركة في عدة ندوات ومؤتمرات ولقاءات علمية بأبحاث وأوراق عمل حول التلوث الميكروبي وأثره على الثروة السمكية.* ما تعليقكم على هذه الدورة؟ - هذه دورة تدريبية جيدة كونها تستهدف أولاً المسؤولين عن الجودة في الخط السمكي وهم الصيادون, حيث ينعكس مدى وعي هذه الشريحة بإجراءات الصيد والتداول الصحيح على مدى جودة الأسماك.الجانب الثاني أنها تمثل متطلبات دولية للمحافظة على سلامة وجودة الأسماك اليمنية, نظراً لما تتصف به من قيمة غذائية عالية وتعدد نوعي على مستوى المنطقة ولما لها من طلب كبير.لاشك أن البداية قد تكون صعبة لكن التوعية المستمرة والرقابة الدورية سيكون لهما أثر كبير على تحقيق ما نصبوا إليه.* لماذا الاهتمام بجودة الثروة السمكية؟- من المعلوم أنه في جولة التجارة الدولية بالأورجواي في 1995م أخذت مسألة السلامة الغذائية مكان الصدارة ومن وقتها أصبحت المعايير واللوائح التي تنظم عملية التصدير أكثر صرامة. والدول التي لا تتقيد بهذه اللوائح أو تندرج ضمن هذه المعايير تفرض عليها قيود وحظر بالمنع من التصدير وبالتالي الحرمان من مورد اقتصادي مهم جداً. لذا فأهمية الجودة تكمن في أنها معيار تدفق العملة الصعبة للدولة, إضافة لما يمثله ذلك من تشغيل أيدي عاملة.. الخ. وتأتي الأهمية كذلك من ارتباط صحة (بل وحياة) المستهلك بجودة هذه الأغذية.*ما هي الضوابط والمعايير المحددة؟- الضوابط هي شروط وصفات يجب تحققها في أي منتج مثلاً تحقيق الشروط التي وضعتها دول الاتحاد الأوروبي لاستيراد الأسماك, وجود القوانين المنظمة لعملية الصيد البحري, لوائح ضبط جودة الأسماك وما يتعلق بذلك من إيجاد قاعدة بيانات لتحديد درجة جودة الأسماك وتطبيق نظم جودة مثل نظام تحليل المخاطر وتحديد النقاط الحرجة (الهاسب HACCP) على شركات الأسماك المصدرة وكذلك شروط التداول بالإضافة إلى الشروط الخاصة بالمراكب ومنشآت إنتاج وتصدير الأغذية البحرية.أما المعايير فهناك معايير ميكروبية وهي حدود معينة يجب الالتزام بأن يكون الغذاء البحري خالياً منها كخلو الأغذية البحرية من بكتيريا معينة مثل السالمونيلا والليستيريا, أو وجودها ضمن مدى مثل بكتيريا مجموعة الكوليفورم يجب ألا تزيد عن 400 خلية مكونة للمستعمرة في الغرام الواحد من السمك, او عدم زيادة الحمل الميكروبي عن مليون خلية مكونة للمستعمرة للغرام الواحد كذلك. وهناك معايير كيميائية مثلاً كمية الهيستامين في الأسماك السطحية (التونة) و (الساردين) بحيث لا تتجاوز 0.5 جزء من المليون كحد أعلى أو آثار عنصر الزئبق وأيضاً لا تتجاوز 1000.5 جزء من المليون تبعاً لنوع السمك. لهذا يجب إجراء عملية التحليل لأي كمية مصدرة.* أين تتم عملية التحليل؟- تتم في معامل تتوفر لها الإمكانيات اللازمة مثل معمل مركز علوم البحار- عدن, معمل المواصفات والمقاييس – صنعاء, المختبر المركزي – صنعاء, معمل قسم علوم الأغذية – جامعة صنعاء, ومعمل كلية علوم البحار – جامعة الحديدة.* من خلال عملك والأبحاث التي أجريتها كيف وجدت الأسماك اليمنية؟- الأسماك اليمنية تتمتع بسمعة عالية, وهي ذات أهمية تغذوية واقتصادية مهمة وهي ذات جودة عالية مقارنة بغيرها, ولكنها تحتاج إلى رقابة أكثر خصوصاً في مناطق الإنزال ومحلات بيع الأسماك.لقد شوهدت بعض الأخطاء عند عملية الصيد وعرض الأسماك في مناطق الإنزال فوضع الأسماك على الأرض فوق التراب وعرضها دون تبريد كل ذلك يساعد على سرعة فساد الأسماك, كما لوحظ تكديس الأنواع المختلفة فوق بعضها مما يسبب جروح ميكانيكية للأسماك مما يسهل عملية احتراق الميكروبات للحوم هذه الأنواع, كما لوحظت أخطاء في عملية عرض وبيع الأسماك في محلات البيع من حيث عرضها في الهواء ودون تمييز للأنواع الطازجة عن القديمة مما يسبب انتقال التلوث وسرعة الفساد.* ما تعليقكم على الدور الرسمي في ضبط الجودة؟- للأخوة في وزارة الثروة السمكية جهود طيبة في ضبط الجودة وتوعية المستهدفين وذلك من خلال الدورات التدريبية التي تقام للصيادين والمراقبين, وكذلك جهودهم في الاهتمام بالمراكز العلمية البحثية القائمة مثل مركز علوم البحار في عدن والحديدة, ومتابعة وضع البيئة البحرية من خلال المراقبين التابعين لهم.* كيف يستطيع المستهلك المحلي تمييز جودة الأسماك؟- هناك بعض الأمور الحسية البسيطة حيث نعطيك هنا مقارنة بين الأسماك الطازجة والفاسدة التي يستطيع المستهلك ملاحظتها بسهولة وهي كالآتي :ما هي أهم مشاريعكم العلمية المستقبلية؟- تتركز المشاريع المستقبلية حول جودة الأسماك أيضاً حيث سنجري بحثاً ميدانياً حول تحديد جودة الأسماك اليمنية في مناطق الإنزال – الحديدة وهو من أهم الأبحاث الحيوية حيث يهدف إلى تلبية الشروط التي وضعتها دول الاتحاد الأوروبي لاستيراد الأسماك, وكذلك بحث علمي حول تقييم مدى تأثير استخدام صناديق الحفظ والتداول على جودة الأسماك.[c1] كلمة أخيرة؟[/c]- أولاً : أشكر الأخوة في صحيفة 14 أكتوبر الذين هيأوا لنا هذه الفرصة لشارك في توعية المجتمع.ثانياً : أوصي الأخوة في وزارة الثروة السمكية بدعم المشاريع البحثية التي تتناول جودة الأسماك كون هذا الجانب هو الأهم بالنسبة لنا في اليمن في هذه المرحلة.كما أوصيهم بدراسة مشكلات الثروة السمكية واتخاذ المعالجات السريعة وإن شاء الله ستكون هذه إحدى الدراسات التي نتقدم بها مستقبلاً.ثالثاً : محاولة تطبيق نظام تحليل المخاطر وتحديد النقاط الحرجة (الهاسب HACCP) على شركات الأسماك المصدرة.