كنا قد تناولنا في الصفحة الأخيرة ، قبل أيام، موضوعاً حيوياً وشائكا في نفس الوقت، وهو موضوع (اللغات الحية) وإمكانية البدء بتعليمها من المدارس الثانوية وحددنا الصعوبات التي تحول دون تطبيق ذلك إنطلاقاً من أن تدريس ثلاث لغات حية أو أكثر، لايفيد، بل يضر الطالب أيما ضرر ، فما بالنا أن يكون التوجه إلى أكثر من ذلك برغم حسن النيه ولزوم إدخال لغات حية كنوع من التعليم للفائدة وليس كمواد فيها رسوباً واسقاطاً لحق الطالب في النجاح، لكن ذلك يعرقل أكثر مما يفيد، وكنا قد طلبنا آراء المختصين في هذا الجانب ، لعل أن يكون لديهم ما يؤكد رؤيتنا أو دحضها من أساسها. وعندما اسمينا موضوعنا السابق ( ثلاث لغات وسبع لفات) ليس من باب التندر وعلى طريقة ( الثعلب فات فات والخ العبارة) لامن باب الخوف على أن طلابنا سوف يدوخون السبع دوخات فيما لو أقرت هذه المناهج سواء من السنة القادمة أم التي بعدها .. وذلك كون الموضوع بحاجة إلى دراسة متأنية وعلمية ومتعلقة ببحث يؤكد الفائدة من عدمها. الأستاذ الباحث/ عبدالحفيظ ردمان المعمري ، أحد خبراء التربية والباحث في شؤون المناهج بفرع مركز البحوث والتطوير التربوي بعدن ، والمدرس الذي له باع طويل في عدن والوطن كان أول المستجيبين للموضوع .. وكان رأيه حسب ما أعتقد سليما وفيصلاً ، وياليت يتم العمل به بدون قيد أو شرط .. حيث قال لي الأستاذ المعمري/ قرأنا موضوعكم حول اللغات ، ولدينا في مركز البحوث اهتمامات بذلك فيما يخص اللغة الانكليزية وإمكانية تدريسها من الصف الرابع أساسي ، وهي خطة عمل للمركز وللباحثين وقيادة المركز المجربة برئاسة الدكتور الأستاذ/ أحمد صالح علوي الوطحي الذي له بصمات في المناهج والعمل القيادي التربوي ، قبل الوحدة وبعدها وإلى اليوم.. وأقول لك : إن مكان هذه اللغات هو ( (المعاهد) التي تعنى بهكذا لغات ، ويمكن للطالب أو غيره أن يحسن من لغة ما أويقوي نفسه في لغة معينة عبر معهد من المعاهد المتخصصة، وهذا لا يضر حتى بالنسبة لطلاب المدارس الأساسية ثم الثانوية – لأنها خارج المقرر ، ولاتحبط أو تثبط عزيمة هذا أو ذاك وباختصار : المعاهد هي المكان السليم. أما المدارس فيكفيها لغة حية فقط إلى جانب اللغة الأم (العربية) وهذا ليس تقليلاً أو الغاء للغات حية أخرى بل لتسهل ذلك على الطالب والطالبة .. وهلم جرا .بالطبع كلام الأستاذ عبدالحفيظ ليس حرفيا، وإنما ضمنياً ، وقد أضفت إليه (الحوائج) من عندي ، لكي يعذرني إن أنا أضفت أشياء تفصيلية لم ترد في كلامه لكن الأساس (أن مكان اللغات هو المعاهد) هكذا هي رؤية باحث متخصص ومدرس متمرس وعلم تربوي / أدبي / وصحافي عريق لايمكن الا التسليم برايه والأغلب ممن يعرفه يشاركونني الرأي. لذلك ونحن نخوض في مسألة هامة كاللغات الحية (ثلاث كانت أم أربعاً) فإنه جدير بنا أن لانترك الباب مفتوحاً لمن أراد وذلك ، ولنعلم أن خبراء اللغة والتربية كثيرون وخبراتهم ملأت الآفاق، وهم أدرى بما نقول .. فاللغة أساس ومدماك ، ولايمكن للأساس أن يكون هشاً أو صورياً ، لأن البناء سينهد إن أجلاً أم آجلاً ، وهو ما لانريده لأبنائنا وبناتنا ومسيرتنا التربوية والتعليمة التي نعلق عليها الآمال.!إننا إذ نشعل شمعة في ظلام حالك، لعل ذلك النور يصدر أشعته إلى مواقع الظلمة ليجليها ، وليجعلها نقية صافية .. فهل وفقنا ، ياترى .. الإجابة ليست عندنا، بل لمن يريد ذلك .. وإننا لمنتظرون!
|
ثقافة
اقواس
أخبار متعلقة