قال في خطابه عن حماس : حفروا قبرهم بظلفهم بما اقترفته أياديهم من جرائم في غزة
رام الله (الضفة الغربية) / وفاء عمرو :قال الرئيس الفلسطيني محمود عباس أمس الأربعاء إنه سيأمر بإجراء انتخابات تشريعية ورئاسية مبكرة ردا على ما وصفه بأنه "انقلاب" حماس الشهر الماضي في قطاع غزة. وسلط خطاب عباس الحاد في مدينة رام الله بالضفة الغربية الضوء على مرارة الانقسام بين الضفة الغربية وقطاع غزة. وقال مساعدون إنه ليس لديه جدول زمني مؤكد للانتخابات وبالتالي قد تتم خلال شهور وقد لا تتم قبل عام أو أكثر. والموعد الرسمي لإجراء الانتخابات القادمة هو عام 2010. وأبلغ عباس إحدى الهيئات الرئيسية لمنظمة التحرير الفلسطينية بقوله " سندعو المجلس المركزي من أجل أن يصدر مراسيم بشأن الانتخابات التشريعية والرئاسية المبكرة.. ولن ننتظر طويلا حتى يقبل القابعون هناك (في غزة) من أجل أن تفعل منظمة التحرير أو من أجل أن تفعل سلطتنا وهم ليسوا معنيين بشيء سوى بأهداف أوهام في أذهانهم يريدون أن يعيشوها إلى الأبد ولا أدري إلى متى." وقالت حماس التي فازت بأغلبية برلمانية في الانتخابات العام الماضي وتغلبت على قوات حركة فتح في اقتتال في غزة قبل شهر إنها ما زالت تقود الحكومة الفلسطينية الشرعية وإنه قد لا يكون هناك انتخابات جديدة إذا رفض عباس التفاوض من أجل التوصل إلى إجماع وطني جديد. وقال عباس مستخدما لهجة حادة غير معتادة إنه لن يكون هناك أي حوار مع الذين قاموا " بالانقلاب" في غزة ما لم توافق حماس أولا على المساعدة في تنظيم الانتخابات. وكان عباس أثار للمرة الأولى إمكانية إجراء انتخابات مبكرة في الشهر الماضي. وفي إشارة لحماس قال عباس في خطابه "حفروا قبرهم بظلفهم" بما اقترفته أياديهم من جرائم في غزة. وتابع قائلا إنهم خسروا شرعيتهم. وجاءت خطوته عشية اجتماع في لشبونة للجنة الوساطة الرباعية الدولية المعنية بعملية السلام في الشرق الأوسط بين إسرائيل والفلسطينيين وهو أول اجتماع لها منذ اندلاع العنف في غزة. وألقت الرباعية التي تضم وزيرة الخارجية الأمريكية كوندوليزا رايس والأمين العام للأمم المتحدة ومسؤولين من الاتحاد الأوروبي وروسيا بثقلها خلف عباس لكن من غير الواضح كيف تخطط للتعامل مع حماس والانقسام الفلسطيني. ومن المتوقع أن ترسل المجموعة مبعوثها الجديد ورئيس الوزراء البريطاني السابق توني بلير ليزور المنطقة هذا الشهر. ومع الانقسام الحاد بين الضفة الغربية وقطاع غزة على النحو الذي يهدد آمال الفلسطينيين في إقامة دولة موحدة تصبح العقبات أمام إجراء انتخابات جوهرية. وقال محللون إن قصر الانتخابات على الضفة الغربية حيث رفعت إسرائيل والغرب العقوبات عنها منذ أن أقال عباس الحكومة التي كانت تقودها حماس قد يهدد بتعميق الهوة وقد يأتي بنتائج عكسية بالنسبة لعباس في ضوء السخط الشعبي من حركة فتح وهو الأمر الذي ساعد حماس في الفوز بالانتخابات العام الماضي. وحشدت إسرائيل والقوى الدولية دعمها خلف عباس وعزلت قطاع غزة احتجاجا على رفض حماس نبذ العنف ضد إسرائيل. ومع ذلك حذر مسؤول إغاثة تابع للأمم المتحدة اليوم الأربعاء من أنه في حال استمرار الحظر التجاري الفعلي على قطاع غزة فقد يصبح كل سكانه البالغ عددهم مليون ونصف المليون نسمة في حاجة إلى المساعدات الغذائية. وقال سامي أبو زهري المسؤول بحماس في غزة لرويترز إن دعوة الرئيس للانتخابات المبكرة غير مقبولة وغير دستورية وغير شرعية مشيرا إلى أنها ستظل " حبرا على ورق" وأنه لا عباس وكل "الأوراق" التي تدعمه ستكون قادرة على عقد أي انتخابات مادامت حماس ترفض ذلك. وفي رام الله وتحت إلحاح لإعطاء جدول زمني لأي انتخابات قال نبيل أبو ردينة مساعد عباس لرويترز إن الانتخابات قد تعقد في غضون ثلاثة أشهر أو عام أو أكثر من عام مشيرا إلى أن ذلك يعتمد على الاستعدادات والظروف. وشكك خبراء دستوريون بارزون في شرعية تعيين عباس حكومة جديدة برئاسة رئيس الوزراء سلام فياض مشيرين إلى أنها لم تحظ بموافقة البرلمان حيث تتمتع حماس بالغالبية. لكن عباس دافع عن شرعية إجراءاته وجادل بأن البرلمان متوقف عن الانعقاد حيث تحتجز إسرائيل في سجونها أكثر من نصف الكتلة البرلمانية لحماس التي تتمتع بالأغلبية بالإضافة إلى أن الخصومة بين فتح وحماس شلت المجلس التشريعي. ويجادل زعماء فتح بأن المجلس المركزي لمنظمة التحرير الفلسطينية هو هيئة عليا فوق البرلمان ويمكنه اتخاذ قرارات ملزمة. ومن المتوقع أن يتبنى المجلس غدا الخميس الدعوة لانتخابات جديدة. ويقول زعماء حماس إنه ما دامت حركتهم غير ممثلة في منظمة التحرير الفلسطينية فإنه لا يحق للمجلس المركزي التصرف على هذا النحو. وقال مساعدون لعباس إنه سيمنح البرلمان على الأرجح فرصة أخرى للانعقاد على الرغم من أن ذلك مستبعد قبل إصدار مراسيم الأسبوع المقبل لإجراء انتخابات جديدة. وحتى بدون جدول زمني واضح للانتخابات ستكون عملية الاقتراع حينئذ جزءا من إطار يمكن للقادة الفلسطينيين داخله أن يحاولوا في النهاية حل خلافاتهم. وفي إطار الجهود الإسرائيلية والغربية الرامية إلى دعم عباس وفياض في المواجهة مع حماس ستطلق إسرائيل سراح أكثر من 250 سجينا غالبيتهم من فتح يوم الجمعة ودعا الرئيس الأمريكي جورج بوش إلى اجتماع دولي كبير بشأن السلام في الشرق الأوسط في الخريف. (شارك في التغطية نضال المغربي في غزة ومحمد السعدي وأليستير مكدونالد في رام الله)