في الوقت الذي بدأت فيه جهود دبلوماسية لتفادي الهجوم
جنود أتراك يراقبون الحدود
الخابور(تركيا)/14 أكتوبر/ من توماس جروف: نقلت طائرات هليكوبتر تركية مزيدا من القوات إلى الحدود مع العراق أمس الجمعة في الوقت الذي بدأت فيه جهود دبلوماسية في أنقرة لتفادي شن هجوم ضخم ضد الانفصاليين الأكراد المتمركزين في شمال العراق. وقالت وكالة أنباء الأناضول ان طائرات هليكوبتر من طراز كوبرا وطائرات مقاتلة قصفت أيضا حصون لحزب العمال الكردستاني تم اكتشافها بعد طلعات استطلاعية على الحدود وداخل تركيا التي تملك ثاني اكبر جيش في حلف شمال الأطلسي. وحشدت أنقرة ما يصل إلى 100 ألف جندي على طول الحدود الجبلية استعدادا لشن عملية محتملة عبر الحدود لسحق نحو ثلاثة آلاف متمرد من حزب العمال الكردستاني يشنون هجمات على تركيا انطلاقا من شمال العراق.وكثف دبلوماسيون عراقيون وأتراك وأمريكيون جهودهم لتجنب حدوث توغل تركي كبير لكن رئيس وزراء تركيا ورئيسها قالا مرارا ان تركيا لن تتغاضي عن شن حزب العمال الكردستاني المزيد من الهجمات من العراق. وقال مصدر عسكري طلب عدم نشر اسمه في جنوب شرق تركيا "بدأنا نحرك مزيدا من القوات من أقاليم أخرى إلى إقليم سيرناك." وعزز الجيش التركي مستويات القوات ولاسيما في إقليمي هاكاري وسيرناك المجاورين للعراق. وأبلغت مصادر أمنية ان عشر طائرات هليكوبتر من طراز سيكورسكاي تحمل جنودا وعتادا عسكريا أقلعت من إقليم هاكاري وتوجهت إلى منطقة داجليجا قرب الحدود العراقية. وبدأ وفد عراقي محادثات مع المسؤولين المدنيين والعسكريين الأتراك في أنقرة أمس الجمعة. وقال وزير الدفاع العراقي اللواء عبد القادر جاسم رئيس الوفد للصحفيين أنهم جاءوا بمقترحات ملموسة. وامتنع عن الإدلاء بتفصيلات أخرى. وقال مسؤول تركي طلب عدم نشر اسمه "بالنسبة للعراقيين هذه المقترحات ربما تكون ملموسة وقوية ولكن بالنسبة لنا فبعض هذه المقترحات ربما تكون ضعيفة لان رؤيتنا تختلف ولذلك فإننا نجري الآن مشاورات داخلية." وأضاف ان هذه المحادثات تسير في خط متواز مع المحادثات الثنائية. وصرح متحدث باسم وزارة الدفاع العراقية للصحفيين بأن كل شيء يمضي في مساره في المحادثات التي وصفها بأنها ايجابية . وقال ان هناك اتفاقا بشأن بعض الأمور ومن المتوقع حدوث مزيد من الوضوح بعد عقد اجتماع أخر في وقت لاحق. وتشك أنقرة التي تريد ان تقوم السلطات الأمريكية والعراقية بإغلاق معسكرات حزب العمال الكردستاني وتسليم زعماء المتمردين في قدرة بغداد على قمع حزب العمال الكردستاني في شمال العراق وهي منطقة تقطنها أغلبية كردية وليس للحكومة المركزية نفوذ يذكر فيها. وأثار الزعيم الكردي العراقي مسعود البرزاني غضب تركيا برفضه التحرك ضد حزب العمال الكردستاني . وقال ان مقاتلي البشمرجة سيقاومون أي توغل تركي. وليس للقوات الأمريكية وجود إلى حد كبير في شمال العراق. وتحرص الولايات المتحدة على الحيلولة دون شن هجوم تركي واسع النطاق في شمال العراق ليس خوفا من زعزعة استقرار اهدأ منطقة في البلاد فحسب بل ربما استقرار المنطقة بأسرها أيضا. وقال الأمين العام للأمم المتحدة بان جي مون لصحيفة لا ستامبا الايطاليا في تصريحات نشرت أمس الجمعة "أتعشم القيام بتحركات سلمية وليس عمليات عسكرية والتي لن تؤدي إلا إلى إثارة عدم استقرار بشكل قوي جدا." وتزايد ضغط الرأي العام على السلطات التركية لعمل شئ منذ ان قتل المتمردون 12 جنديا في مطلع الأسبوع. وقال حزب العمال الكردستاني الذي تصنفه الولايات المتحدة وتركيا والاتحاد الأوروبي على انه منظمة إرهابية انه اسر ثمانية جنود. ومن المقرر ان تزور وزيرة الخارجية الأمريكية كوندوليزا رايس تركيا لإجراء محادثات في الثاني من نوفمبر بينما من المتوقع ان يجتمع رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان مع الرئيس الأمريكي جورج بوش في واشنطن في الخامس من الشهر نفسه.