بحثا علاقات التعاون والشراكة الاقتصادية والتجارية بين البلدين والمستجدات الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك
رئيس الجمهورية يستعرض حرس الشرف عند استقباله في قصر الشعب في بكين
[c1]* رئيس الجمهورية : نؤيد الوحدة الصينية ونعبر عن ارتياحنا لتنامي العلاقات بين بلدينا * الرئيس الصيني : الزيارة ستدفع بقوة لتعميق علاقات الصداقة التقليدية والتعـاون بين البلدين [/c]بكين/ سبأ : عقدت أمس في بكين جلسة المباحثات الرسمية بين بلادنا و الصين برئاسة الرئيسين علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية وهوجنتياو رئيس جمهورية الصين الشعبية الصديقة. وبحث الجانبان سبل تعزيز علاقات الصداقة والتعاون والشراكة الاقتصادية والتجارية بين البلدين بالإضافة إلى بحث المستجدات الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك وفي مقدمتها تطورات الأوضاع في منطقة الشرق الأوسط والأوضاع في فلسطين والعراق والصومال وجهود مكافحة الإرهاب وسبل تفعيل دور الأمم المتحدة وتعزيز حوار الحضارات والثقافات وبما يخدم التفاهم بين الشعوب والسلم العالمي. وقد تحدث خلال الجلسة الرئيسان .. حيث رحب الرئيس الصيني بالأخ الرئيس علي عبدالله صالح .. وقال " أنا سعيد بمعرفتكم وأرحب بكم باسم الشعب الصيني في زيارتكم الأولى للصين في القرن الجديد, فلقد قمتم بزيارة للصين في عام 1987م وعام 1998م وتسعون فخامتكم من اجل تطوير علاقة الصداقة والتعاون بين الصين واليمن وساهمتم مساهمة بارزة في تطوير هذه العلاقات وبمناسبة الذكرى اليوبيلية لإقامة العلاقات بين البلدين تقومون اليوم بهذه الزيارة إلى الصين وهي دليل واضح على اهتمام الجانبين بتنمية العلاقات, وهذه الزيارة سوف تدفع بقوة لتعميق علاقات الصداقة التقليدية والتعاون بين البلدين في مختلف المجالات."وتطرق الرئيس الصيني إلى ما يربط البلدين والشعبين اليمني والصيني من علاقات منذ تاريخ طويل, وقال " في القرن السادس بدأ التعاون التجاري بين البلدين عن طريق الحرير, وفي أوائل القرن الـ15 وصل رحالة صيني من الأسرة الصينية الحاكمة إلى عدن خمس مرات على رأس أسطوله, وبعد قيام جمهورية الصين الشعبية كانت اليمن من أوائل الدول التي أقامت علاقات معها.. وعلى مدى نصف قرن صمدت العلاقات اليمنية - الصينية أمام اختبار التقلبات الدولية, وشهدت تطوراً مطرداً, وفي السنوات الأخيرة ازداد التبادل التجاري بين البلدين وعلى مختلف المستويات سواء التعاون الاقتصادي أو الطاقة وأسفر عن نتائج مثمرة ، كما أقام البلدان علاقات تعاون مثمرة في المجالات السياسية والعسكرية والثقافية وفي المحافل الدولية."وأضاف قائلا " نشكر اليمن على تأييده لوحدة الصين وحقوق الإنسان وسنؤيد دعم اليمن في توجهاته التنموية, خاصة أن اليمن والصين تربطهما علاقات جيدة وثقة متبادلة, حيث نحتفل حاليا بالذكرى اليوبيلية لتأسيسها. "وأكد الرئيس الصيني حرص بلاده على تعزيز العلاقات واستعدادها للعمل مع اليمن في مجال تعزيز الحوار والتواصل على كافة المستويات وتعزيز الثقة السياسية المتبادلة.. مشيرا في هذا الإطار إلى أن الصين ستعمل على تعزيز التشاور مع اليمن في مختلف القضايا وتعزيز التبادل الودي للزيارات على المستوى البرلماني والثقافي والحزبي وفي الشؤون الإقليمية والدولية, بالإضافة إلى توسيع التعاون في مجالات الاقتصاد والتجارة والطاقة. ونوه بأن الصين قررت إعفاء الصادرات اليمنية إلى الصين من التعرفة الجمركية ودعم التبادل التجاري بين البلدين وتعزيز التعاون في المجال النفطي وفي مجال التنقيب عن النفط والطاقة ، كما اتفقت الجهات المعنية مع الجانب اليمني على تمويل سلة من المشاريع.
جلسة المباحثات الرسمية اليمنية الصينية أمس في بكين
وقال " أن الصين واليمن دولتان ذات حضارة عريقة وينبغي تبادل التعاون في المجال الثقافي والتعليمي وهذا يخدم التفاهم والصداقة بين الصين والدول العربية" واستعرض الرئيس الصيني مواقف بلاده إزاء التطورات في منطقة الشرق الأوسط .. مؤكدا اهتمام الصين بمتابعة التطورات التي تشهدها المنطقة. وقال :" باعتبار الصين صديقة للعرب, فإنها تدعم كل الجهود المبذولة من اجل تحقيق الانفراج في المنطقة. وأضاف: أننا نشجب أي عمل من شأنه تصعيد الموقف في هذه المنطقة .. كما نؤكد بأن الحوار هو السبيل للسلام الذي ينبغي أن يقوم على أسس عادلة ومنصفة وقرارات الأمم المتحدة.ودعا الرئيس الصيني إلى تعزيز التعاون الاقتصادي الإقليمي وبما يوفر أسساً راسخة للتنمية والاستقرار .. مؤكدا دعم الصين وتشجيعها لحوار الحضارات والثقافات من أجل خلق التفاهم بين الشعوب.كما أكد دعم الصين لاستقرار العراق وبناء عراق موحد ومستقر .. مشيراً إلى أن ذلك يتطلب بذل جهوداً مكثفة وشاقة. وأعلن فخامة الرئيس هو جين تاو تأييد الصين لجهود الأمم المتحدة والجامعة العربية من أجل تحقيق الوفاق في العراق. وقال إن الصين تدعم عملية السلام في الشرق الأوسط . .مشدد ا على ضرورة احترام إرادة الشعب الفلسطيني والسير في طريق المفاوضات بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي على أساس قرارات الشرعية الدولية والأرض مقابل السلام. وأكد الرئيس الصيني دعم بلاده لحكومة الصومال من اجل إعادة البناء وإحلال السلام في الصومال مشيرا إلى أهمية تضافر الجهود الدولية من اجل مكافحة الإرهاب باعتباره آفة دولية تضر بالاستقرار في العالم. كما تحدث فخامة الأخ الرئيس علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية ، حيث عبر عن شكره وتقديره للقيادة والشعب الصيني الصديق على ما حظي به والوفد المرافق من حسن الاستقبال ودفء مشاعر الصداقة وقال " أنا سعيد أن أقوم بهذه الزيارة وللمرة الثالثة إلى هذا البلد الصديق لتقوية العلاقات الثنائية وتعزيزها والتي نحتفل بمرور 50 عاماً على تأسيسها, ونشكر الصين قيادة وشعباً على دعمهم للثورة اليمنية وعلى وجه الخصوص أثناء الملحمة الوطنية والهجمة الشرسة على النظام الجمهوري في الفترة 67م - 1968م. وأضاف فخامته " كما أننا نقدر تقديراً عالياً لجمهورية الصين الصديقة وقوفها إلى جانب الثورة والوحدة اليمنية ، ونعبر عن ارتياحنا لتنامي العلاقات اليمنية الصينية خاصة في المجال التجاري ، حيث بلغ الميزان التجاري بين البلدين أكثر من ثلاثة مليار وأربعمائة مليون دولار." وأضاف هناك جملة من القضايا التي تهم البلدين وفي مقدمتها تعاونهما مع الأسرة الدولية في مجال مكافحة الإرهاب ، وقال " هناك جملة من القضايا التي تهمنا في الشرق الأوسط وفي مقدمتها التطورات في العراق وفلسطين ، ونحن في اليمن نحث الدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن على ممارسة الضغط على إسرائيل لإنهاء معاناة الشعب الفلسطيني نتيجة لما يتعرض له من أعمال القمع والتنكيل من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي، وتنفيذ قرارات الشرعية الدولية ذات الصلة بالصراع العربي - الإسرائيلي وبحيث لا يتم تنفيذ تلك القرارات بمعايير مزدوجة ومختلفة."وحول الأوضاع في العراق قال فخامة الأخ الرئيس أننا نتطلع إلى أن يسود الأمن والاستقرار في العراق في إطار الحفاظ على وحدة العراق ومشاركة جميع أطيافه السياسية والاجتماعية ، كما نتطلع إلى انسحاب قوات الاحتلال من الأراضي العراقية وان يترك الشأن العراقي للعراقيين ليحلوا قضاياهم الداخلية بأنفسهم. وتابع قائلا أن على الأسرة الدولية أن تأخذ بيد الشعب العراقي من اجل أن يتجاوز محنته الراهنة ويستعيد الأمن والاستقرار ورعاية الحوار بين مختلف الأطياف العراقية من اجل بناء عراق ديمقراطي حر ومستقل . كما دعا فخامة الأخ الرئيس الدول الغنية إلى الأخذ بيد الدول الفقيرة من اجل التغلب على مشكلات الفقر وتحديات التنمية ، وقال " أن الفقر آفة ويوفر البيئة الخصبة لانتشار التطرف والإرهاب وان مكافحة الفقر يخدم جهود مكافحة الإرهاب ويعزز من جهود أحلال الأمن والسلم العالمي ، وذلك من خلال القضاء على البطالة في صفوف الشباب والنأي بهم عن الوقوع في أيدي المتطرفين" .. مؤكداً التزام اليمن مع الأسرة الدولية من اجل مكافحة الإرهاب وتنمية روح الاعتدال والوسطية .وتطرق فخامته إلى الأوضاع في الصومال وما بذلته اليمن من جهود من اجل المصالحة وإحلال السلام في الصومال، مشيراً إلى ما يمثله الاستقرار في الصومال من أهمية في دعم الأمن والاستقرار في منطقة القرن الأفريقي والمنطقة عموماً, كما أن بقاء الصومال نهبا للصراع وعدم الاستقرار يجعل من هذا البلد بؤرة للتطرف والإرهاب، داعياً المجتمع الدولي إلى أن يأخذ بيد الصومال والحكومة الصومالية من اجل إعادة إحلال السلام في الصومال وإعادة بناء مؤسسات الدولة الصومالية. وعبر فخامة الأخ الرئيس عن ارتياحه لما شاهده في الصين من تطور اقتصادي وقفزة تنموية هائلة وخاصة خلال السنوات السبع الماضية منذ آخر زيارة له للصين.وقال" أننا نعبر عن الارتياح لهذه الانجازات التي حققتها جمهورية الصين الشعبية البلد الصديق لليمن وللأمتين العربية والإسلامية, ونحن نثمن علاقات الصداقة العميقة والمتطورة بين البلدين حيث سيتم خلال هذه الزيارة التوقيع على عدد من الاتفاقيات والبرتوكولات سواء في الجانب الحكومي أو رجال الأعمال".وأعلن الأخ الرئيس تأييد الجمهورية اليمنية لوحدة الصين كما رحب بالاستثمارات الصينية في اليمن سواء في مجال النفط والمعادن أو في المجال الصناعي، وعلى وجه الخصوص في المنطقة الصناعية بالمنطقة الحرة بعدن.. مؤكدا بان هذه ا لاستثمارات سوف تحظى بكل الدعم والرعاية والتسهيلات.. موضحا بان إقامة صناعات صينية في اليمن سوف تمثل مرتكزا مهما لهذه الصناعات في منطقة الجزيرة والقرن الأفريقي والشرق الأوسط عموما.كما عبر فخامة الأخ الرئيس عن شكره لما قدمته الصين من منح وتسهيلات بمناسبة هذه الزيارة.. مؤكدا الحرص على تعزيز العلاقات مع الصين وفي مختلف المجالات.هذا وقد أشاد الرئيس الصيني هو جينتاو في ختام جلسة المباحثات بالإنجازات التي حققها اليمن.. وقال " أن الصين تتابع باهتمام التطورات الايجابية في اليمن في ظل قيادتكم, حيث حقق اليمن انجازات كبيرة في ظل سيادة الدولة وتحسين مستوى المعيشة للمواطنين والتطور الاقتصادي والتنموي". حضر المباحثات من جانب بلادنا الإخوة الدكتور/ عبدالكريم الارياني المستشار السياسي لرئيس الجمهورية والدكتور أبوبكرالقربي وزير الخارجية والمغتربين وعبدالكريم إسماعيل الأرحبي وزيرالتخطيط والتعاون الدولي والمهندس عبدالملك المعلمي وزير الإتصالات وتقنية المعلومات والدكتور علي محمد مجور وزير الكهرباء والدكتور خالد راجح شيخ / وزير الصناعة والتجارة والدكتور صالح باصرة وزيرالتعليم العالي والبحث العلمي وخالد محفوظ بحاح وزير النفط والمعادن وعبدالله حسين البشيري وزير الدولة - أمين عام رئاسة الجمهورية واللواء / شرف محمد أحمد نائب رئيس هيئة الأركان العامة للشؤون المالية والإدارية وعلي محمد سعيد عضو مجلس الشورى وجبران مجاهد ابوشوارب عضو مجلس النواب - رئيس لجنة العلاقات الخارجية بالمجلس ومروان نعمان سفير اليمن لدى الصين .فيما حضرها من الجانب الصيني تشان يون بسوان نائب رئيس مجلس الوزراء وتاي بينغ جوا نائب وزير الخارجية وتشان يون تسوان عضو مجلس الدولة رئيس مفوضي العلوم والتكنولوجيا للدفاع الوطني وتشنغ واباو نائب وزير الإصلاح والتطوير و/وي تشانغوا نائب وزير التجارة وتشن شيه شوا مدير مكتب رئيس الجمهورية ولو شاو قونغ السفير الصيني بصنعاء .