نوم الأطفال مع الأبوين وأثره على صحة الأطفال جسدياً ونفسياً
عرض/ مشرف الصفحةلا يوجد أروع من مشاهدة الأطفال وهم نائمون، خاصة عندما يكونون في أشهرهم الأولى، فهذا الشعور يدغدغ مشاعر الأبوة والأمومة فيدفع بالأهالي إلى وضع أطفالهم بجانبهم أثناء نومهم، من دون معرفة سلبيات تعود الأبناء على ذلك، خصوصاً عندما يكبرون.ولتوضيح سلبيات هذه الظاهرة كان لعدد من المختصين رأي فإلى الحصيلة: قال الدكتور هشام الخطيب اختصاصي أمراض الأطفال: «إن أهم سبب لنوم الأطفال بين والديهم هو التعود على النوم بينهم، وعندما يقرر الأهل فصل الطفل عنهم يشعر الطفل بعدم الأمان، ويعد الشعور بالخوف من الأسباب التي تؤدي إلى نوم الطفل بين والديه، خصوصاً إذا كان الطفل في عمر خمس سنوات أو أكثر وينجم الخوف من مشاهدة أفلام الكرتون، ولذلك يكون بحاجة للرعاية والشعور بالأمان من قبل والديه. ونوم الأطفال بين الوالدين لا ينصح به وقد يؤدي إلى انتقال الفيروسات والبكتيريا من الأهل إلى الطفل بسهولة، ويعود ذلك إلى طبيعة جسم الطفل الحساسة، وخاصة إذا كان الأهل مدخنين، كما أن الإنسان النائم لا يكون واعٍيا، ويمكن أن يتحرك الأب أو الأم وينقلب على الطفل، ما يؤدي إلى الضغط على الطفل أو خنقه، وبعض الأهالي يضعون أطفالهم على جانب السرير ما يؤدي إلى سقوطهم أثناء الليل وتعرضهم لإصابات قد تكون في بعض الأحيان خطيرة، خاصة إذا جاءت في رأس الطفل».[c1]عالم خاص[/c]وأضاف الدكتور الخطيب: « منذ الولادة يجب على الأهل تخصيص غرفة نوم للطفل وتعويده عليها حتى يشعر أنها عالمه الخاص، والمكان الذي يشعر فيه بالأمان والاستقرار، وفي حال لم يفصل الأهل الطفل منذ البداية يجب عليهم فصل الطفل تدريجياً، أي على الأم النوم قربه قليلاً، ووضعه بغرفة قريبة منهم وتحت مراقبتهم حتى إذا بكى الطفل ليلاً يأتون إليه بسرعة، فيشعر بقرب والديه منه وأنهم يمكن أن يسمعوه إذا كان بحاجتهم».
[c1]الخوف[/c]أما الاختصاصية الاجتماعية معصومة أحمد فقالت: «أسباب نوم الطفل بين والديه كثيرة منها الخوف، والأرق، والتخيل وذلك بسبب مشاهدة أفلام الكرتون والقصص الخيالية بحيث يجعل الطفل نفسه مكان بطل القصة ويقوم بتجسيد شخصيته، وأيضاً الأحلام، والاستيقاظ من النوم أثناء الليل خائفاً من الكوابيس، ونقاش الأهل عن أشياء مخيفة قبل موعد نوم الأطفال بوقت قصير، ومن أهم الأسباب التي تؤدي إلى نوم الطفل بين والديه وجود مشاكل بينهما. فتفكير الطفل يقوده إلى النوم بينهما لعزلهما عن بعضهما وتخفيف حدة التوتر بينهما أو جعل نفسه فاصلاً يمنعهما من التحدث بالمشكلة، والسبب الأول والأخير لنوم الطفل بين الوالدين هو البحث عن الأمان والحب والدفء، لكن نوم الطفل بين الوالدين يؤدي إلى وجود مشاكل عدة منها كره الطفل والده بسبب رؤية الطفل لبعض الممارسات الزوجية التي يقوم بها الأب، وعدم راحة الطفل والأهل، وقد يؤدي نوم الطفل بين والديه إلى طرد الأم والطفل من غرفة النوم من قبل الأب، ويمكن أيضاً أن يخلق غيرة بين الأب وابنه، ويؤدي إلى انعدام النقاش وحرية الحوار بين الوالدين ما يخلق المشاكل، وقد يؤدي إلى التقليل من الممارسات الزوجية ما ينتج عنه بالنهاية تعب نفسية الأزواج والبحث عن هذه الممارسات في الخارج، وقد يؤدي نوم الأطفال بين والديهم فترات طويلة إلى انفصال الأزواج عن بضعهم».
وأضافت أنه يجب على الأهل فصل الأطفال منذ البداية، وعدم التحدث ليلاً عن أشياء خيالية أو مخيفة، والتحدث بأشياء جميلة لجعل أحلامهم أكثر وردية، وتقليل أو إلغاء نوم الأطفال خلال فترة النهار حتى يتمكنوا من النوم بالليل سريعاً. [c1]تشجيع على الاستقلالية[/c]أما الدكتور حسين علي رضا اختصاصي نفسي فقال: «إن نوم الأطفال بين الأبوين ظاهرة منتشرة في المجتمع الإماراتي وتعتبر عند البعض هي الظاهرة الطبيعية والصحية، وعكسها أي فصل الطفل منذ أيامه الأولى هو غير الطبيعي، وقد تبين ذلك من خلال الأسئلة التي نسألها لمراجعينا.وقال: من أهم الأسئلة المطروحة على مراجعي العيادة هو هل يوجد أحد يشاركهم في غرفة النوم، فتبين أن أغلب العائلات التي توجد فيها مشاكل يكون الأطفال مشاركين ذويهم غرفة النوم، وأن خوف الأم على ابنها هو الذي يعمل على خلق هذه العادة، وفي بعض الأحيان فرحة الوالدين بالطفل خاصة إذا كان المولود الأول هي قد تكون سبباً، ولكن من الأفضل عزل الطفل منذ البداية في غرفة خاصة بشرط أن تكون قريبة من والديه حتى يصلا بسرعة وقت حاجته إليهما، لأن نوم الأطفال بين والديهم ظاهرة خطيرة وغير صحية فيمكن أن يؤذي الأهل الأطفال وهم لا يشعرون وخاصة إذا كان الطفل رضيعاً لا يستطيع الدفاع عن نفسه، ووجود طفل في غرفة النوم حتى ولو كان نائماً غير صحيح، لأن العلاقة الزوجية بحاجة إلى قدر كبير من الخصوصية، وأيضاً الطفل يحتاج إلى الخصوصية، وعلينا أن نحترم هذه الخصوصية منذ الصغر، لأن تعوده عليها في وقت مبكر أسهل بكثير من أن يتعود ويتأقلم معها في وقت متأخر، وفي الوقت نفسه فصل الطفل بغرفة لوحده لا يؤثر على نفسيته فبعض الأهالي لا يلجؤون إلى عزله بسبب الخوف من أن يشعر أنهم يريدون إبعاده ولا يرغبون بوجوده معهم، وبالتالي لا يحبونه وهذا اعتقاد خطأ، فيجب منذ البداية تشجيع أطفالنا على الاستقلالية والخصوصية”.