اقواس
عانت الإنسانية منذ البدايات الأولى لتكون الحضارات الإنسانية على سطح الكرة الارضية من ويلات التفرقة العنصرية انطلاقاً من العهد العبودي مروراً بالاقطاعي وانتهاءً بعهد الانظمة الاستعمارية والكهنوتية الاستبدادية التي تحاول العودة بأشكال وطرق جديدة بدت واضحة في الفترة الأخيرة..ولعل ابرز الأنظمة العنصرية المستبدة التي عرفها العالم في العهد الحديث هي نظام بريتوريا العنصري بدرجة رئيسية إضافة لأنظمة الفاشية والنازية الهتلرية وأنظمة قمعية أخرى جاء بها الاستعمار كفكر وسلوك يجسد طموحاته التوسعية الرعناء وعلى رأسها نظام تل أبيب الذي يتقوى بعنصرية غربية قضيته انطلاقاً من ذلك كان لابد آن تتكون خلايا ثورية تناضل وتكافح ضد الظلم والاستبداد والقمع وسلب الحريات التي إنطوت في سياق الفكر العنصري وقادته الاستبدادين فأندلعت ثورات جبارة ضد هذا الطغيان العنصري الذي أخذ أشكالاً قمعية مختلفة وتحت مسميات عديدة *لا أجافي الحقيقة إذا قلت أن قلت ورغم انتصار الفكر التحرري وسقوط اكبر الأنظمة العنصرية في العالم إلا أن البعض مازال يتسلح بالمعاني الفصيلية للفكر العنصري المقيت ويمد يده إلى أكبر التكتلات السياسية الاستعمارية الطامعة لإعادة طاعون الشعوب في مفاصل العقل وعلى جدار وعي الكثير خدمة لا هدافه الخاصة وطموحاته المبالغ فيها والتي لا تخدم إلا أركان الظلم والاستبداد في العالم الغربيمن زواية أخرى وهي الأجذر في أن تتطرق إليها إفرزت أحداث الـ11من سبتمبر المأساوية شكلاً جديداً عالمياً يجب معالجته بكل الأشكال والطرق وهناك أنظمة غربية عديدة تتعامل معنا نحن العرب والمسلمين بشكل عنصري للغاية فدوائرها الاعلامية والدبلوماسية وعدد كبير من رجالات الفكر هناك يضعون المسلمين كافة والعرب مشرقيين ومغربيين بيضاً وسمراً وحمراً في دائرة الارهابيين وكأننا جميعاً متسلحين بنزوات وحماقات الجماعات المتطرفة هنا وهناكوفي نفس الوقت تتم معاملة هؤلاء المفكرين والسياسيين من الغرب الأوربي وأمريكا لدولة إسرائيل الإرهابية بحق على أساس أنها ملاك هبط من السماء وهي قمة العنصرية والهمجية لأننا جميعاً نعلم أن عصابة تل أبيب الارهابية هي مبعت الارهاب الحقيقي في العالم لأنها اقامت كيانها الغاصب على أرض شعب آخر سالبة منه التراب الوطني والتاريخ..ماضيه وحاضره ومستقبله وهو الارهاب بعينه والفظاعة بكل تفاصيلها.لا بد للعالم الغربي أن يغير هذه الثقافة المزدوجة ويبدلها بثقافة إنسانية موضوعية وخلاقة تستوعب حجم المتغيرات الدولية الراهنة وتقرأ أفعالها وردودهذه الأفعال وإلا فإن مشاكل العالم ستتفاقم يشكل مؤلم حقاً.