مع الاخرين
ترى ما هي اسباب استمرار تكسير مجاديف سفينة الصحفيين والاعلاميين الوظيفية وعجزها حتى الآن في الوصول الى شواطئ الحقوق الوظيفية والمهنية المستحقة لهم في الرواتب الحقيقية والعلاوات والبدلات والمكافآت؟. تعالوا بنا نناقش الأسباب المحتملة..يمكن تلخيص تلك الاسباب كما يطرحها البعض من المعنيين بشؤون الصحافة والاعلام في سببين رئيسيين اولهما ان رواتب الاعلاميين الحالية (الصحفيين العاملين في الصحف ووكالة الانباء والاعلاميين العاملين في الاذاعة والتلفزيون ونطلق عليهم جميعهم الاعلاميين) كافية وعادلة ولاداعي لرفعها او بالاحرى ليس هناك ما يستدعي رفعها، وثانيهما ان عدد الاعلاميين كبير او كما يزعم البعض انهم عبارة عن جيش صغير وان خزانة الدولة لاتستطيع تحمل اعباء اية زيادات في الرواتب لمثل هذا الجيش.وفي هذا العمود سأحاول الرد على السبب الاول.هل مهنة الصحافة والاعلام والوظيفة الاعلامية لاتستحق اعطاءها اعتبارا خاصا لقلة حيلتها وضعف مهامها وبساطة واجباتها، وعليه فان مايحصل عليه الاعلاميون من رواتب حالية هي المقابل الصحيح لعملهم ولا لزوم في التفكير في تعديلها وتصحيحها ورفعها؟الجواب على مثل هذا السؤال لايحتاج الى كثير ذكاء، فالمسؤولون في الدولة يعرفون مدى اهمية العمل الاعلامي وكذلك العاملون في القطاع العام والمختلط والخاص بل ان العاطلين عن العمل وربات البيوت والانسان العادي البسيط جميعهم يعرفون تلك الاهمية.فاذا ارادت الدولة ابلاغ الشعب بأمر ما او القيام بعمل ما فليس لها سوى الاعلام كأفضل واقصر سبيل لايصال رسائلها الى الناس واي مسؤول كبير كان ام صغيراً اذا ماكلف بعمل او مشروع ما يتطلب مساهمة المواطنين في انجاحه فليس له الا الاتجاه الى الاعلام والاعلاميين سواء كان المشروع او العمل هو نظافة البلد او زيادة الانتاج او الحفاظ على مواردها المالية وثرواتها القومية، بل ان بعض المسؤولين يعزون عدم تحقيق نتائج افضل في مشاريع عملهم الى ضعف العمل الاعلامي، والاعلام مطالب بعد ذلك بعمل التحري والتقصي في كشف الفساد وتعميم تجارب العمل الناجحة وتقييم الفاشلة منها ووضع اليد على اسباب فشلها والبحث عن حلول لها. والاعلام مرتبط بكافة الاعمال والانشطة التي تقوم بها فئات المجتمع المختلفة على عكس كثير من المهن (وبدون التقليل منها) فمثلا اذا تعرضت بعض السدود في البلد للتدمير من جراء الامطار الغزيرة وتدفقت السيول الجارفة، فان الوزارات المعنية (ثلاث أو أربع) ستتصدى للامر ومعها الاعلام وستبقى كثير من المهن الاخرى بعيدة عن ذلك التصدي المباشر، واذا هدد البلاد وباء فان وزارة الصحة والاجهزة المعنية ستتصدى له ومعها الاعلام، كذلك اذا هدد البلد خطر خارجي - صحيح ان قوى الشعب جميعها ستحشد لذلك - ولكن الجيش هو الذي يتصدى ومعه الاعلام، بل ان الإعلام هو اول من يطلق النار على العدو قبل ان تبدأ القوات في التصدي الفعلي له ولايتوقف قتال الاعلام والاعلاميين ودفاعهم عن الشعب والوطن حتى بعد ان تسكت المدافع في الميدان حيث يواصل الاعلام تصفية ما تبقي للمعركة من ذيول.القضاء مهمته تحقيق العدل والانصاف والوصول الى الحق والحقيقة وذلك هو واجب الاعلام والامثلة التي يمكن لي ان اسردها كثيرة ولكني سأكتفي بما ذكرت فهل هناك بعد هذا من عذر لمن يحاول الزعم بقلة اهمية العمل الاعلامي؟اذاً فالعمل الاعلامي هام بل وخطير والنجاح فيه يتطلب من الاعلامي التسلح بالعلم والثقافة وبذل الجهد مضاعفا فالاعلامي الجيد هو الذي لايرتبط بساعات عمل محددة بل انه مستغرق فيه طيلة ساعات صحوه ولايقف تواصله معه الا اذا خلد الى الفراش او قل خمد في النوم.وعمل الاعلامي تحت المراقبة اليومية والدائمة من قبل الجميع والاعلامي هو الوحيد تقريبا الذي يمكن ان يفقد علاقاته الطيبة بالكثير بل واقرب المقربين بسبب عمله وتمسكه بالحق والحقيقة ولهذا محبوه لايعدون على اصابع اليد.اذاً ألا يستحق الاعلامي راتباً مقابل ذلك العمل الهام والحساس والمؤثر في حياتنا ومجتمعنا وتقدم بلده وتطوره.وبما اننا قد وصلنا الى هذه النقطة فاني اسمع اصواتا تقول .. ماهذا الذي يقوله هذا الصحفي المخرف؟ هل يحسب نفسه في نيويورك او باريس او لندن او حتى بيروت والقاهرة ونيودلهي.. الا يتحدث عن اعلام واعلاميي اليمن؟ ! وان العاملين في بلاد صاحبة الجلالة وبقية الاجهزة الاعلامية ليسوا بالكفاءة والقدرة للقيام بتلك المهام وان كان هناك من يستحق ذلك المقابل المالي الجيد لعمله فهناك ايضا من تستكثر عليه ضياع وقت الصراف بتسليمه راتبه.وهذا التفاوت موجود في البلدان الاخرى بالطبع وقد يكون لدينا بشكل اكبر ولكن بالطبع له اسبابه التي ساتحدث عنها في عمود قادم.اذاً فطبيعة المهنه الاعلامية تقتضي راتبا معينا وانا لااطلب اكبر راتب ولكن يمكن مساواة الاعلاميين بالقضاة او اساتذة الجامعات ولن اقول الطيارين فستقولون ان رواتبهم بالدولار.كان ذلك هو ردنا المختصر على السبب الاول الذي يقف عائقا في سبيل حصول الاعلاميين على رواتب حقيقية عادلة اما السبب الثاني والذي يزعم بان عدد الاعلاميين كبير وانهم عبارة عن جيش صغير فان ردي عليه في العمود القادم باذن الله.WAMS10@Hotmail .Comتيليفاكس :241317