منذ أن توحدت فيتنام في عام 1975م وحتى اليوم تطور هذا البلد الأخضر بلد الأرز والبترول والسياحة وأصبح الشعب الفيتنامي نموذجاً يحتذى به في القارة الآسيوية ومحط فخر واعتزاز دولي وعربي، وكانت الفيتنام سباقة في الوحدة قبل انحسار بل وانفصال الوحدة المصرية السورية في 1958م والتي لم تدم طويلاً وعندما تم دمج المؤسسات العربية السورية والمصرية باسم الجمهورية العربية المتحدة ظل اسم الجمهورية العربية المتحدة موجوداً في قلب القارة الإفريقية في مصر، أما الطرف الآخر فكان خلاف ذلك حتى قلبت السياسة بعد وفاة عبدالناصر الذي حلم بالوحدة العربية وتلاه الاتحاد العربي بين مصر وليبيا والسودان ولم يدم، ثم الاتحاد العربي بين الشطر الشمالي سابقاً والعراق ومصر وذهبت رياحه نتيجة حروب ومواقف وصراعات سياسية، لكن مفهوم الاتحاد غير مفهوم الوحدة.. لأسباب أن ما بين الوحدة والاتحاد دساتير وقوانين وتضاريس وجغرافيا.. كما كان عهد الاتحاد السوفيتي الذي توحد في عام 1917م وانهار عام 1991م.وجاءت الوحدة الألمانية في عام 1989م لتقدم مثالاً رائعاً لمستجدات حلم راود الأصدقاء الألمان في الشرقية والغربية بسبب أن للبلدين لغة واحدة وأرضاً واحدة قسمتها الحرب العالمية الثانية وعزلت بجدار برلين الذي انهار في ربيع 1989م وهروب كافة أعضاء المكتب السياسي واللجنة المركزية ومناصريه وخبرائه وحل المؤسسات الأمنية القمعية وقيام الوحدة التي تحققت في القارة الأوروبية.وفي اليمن بلادنا الطيبة تحققت الوحدة في 22 مايو 1990م بدمج شطرين بلغة واحدة وأرض واحدة وكان للمستعمر البريطاني الذي جثم على الشطر الجنوبي 129 عاماً الدفع بجنسيات عديدة من دول الكومنولث إلى عدن للتجنس والبقاء فيها وهي من أفريقيا والهند وغيرها وفي الشمال كان للحكم الإمامي المستبد رغبته الحمقاء في تبلد الشعب وقهره.. وكان انتصار الثورة الأم 26 سبتمبر 1962م بداية طريق النور لتحرير الشطر الجنوبي من الاستعمار بانطلاق ثورة 14 أكتوبر 1963م وتحقيق الاستقلال الوطني.في هذه العوامل وما أحببت أن استطرده أن فيتنام وألمانيا نموذجان في قارتي آسيا وأوروبا واليمن نموذج في قارة آسيا والوحدة اليمنية تعتبر وجهاً تاريخياً واعتباراً لكل سياسي ووطني عربي قبل أن يكون يمنياً.ما يؤسف له ويزعج المتتبع اليوم هو ما يصدر من البعض ما يسمى بالحراك والاعتصامات وما سبقتها من فوضى ما بعدها فوضى تريد بذلك الإخلال بالأمن والاستقرار وشل حركة التنمية وبث روح الفرقة والشتات والشتم بل والشتائم ضد الإخوة وضد الوحدة ونسوا أن الاستعمار أوجد لنا جنسيات من دول الكومنولث في شطر غالٍ من الوطن تنبعث من هؤلاء روائح خاطئة المعنى واللفظ يقولون ما لا يفعلون يتحدثون عن الحرية والانفتاح والتطوير والتحديث والبناء.ونسأل أين كان هؤلاء وعلى مدار 29 عاماً غائبين عن التحديث والتطور غير لغة الانقلاب والسحل والمصادرة وكبت الحريات .. ماذا قدم هؤلاء الذين يتباكون اليوم عن ما يسمى بالحراك في مجال البناء وتوزيع الأراضي وإعطاء كل ذي حق حقه غير التأميم ومنع صدور الصحف والتحدث في جريدة واحدة وبخطاب واحد.. حظر فكرياً على شعبنا في الجزء الغالي من الوطن حق حرية التعبير والبناء واستيراد المعدات وبناء المصانع الخاصة وإقامة المشاريع السياحية بل واستيراد الحراثات والملابس الجاهزة والخضروات والفاكهة..نسأل بالله ويجب أن تكون الشجاعة في مكانها ومحلها الطبيعي هل كان شعبنا في الجزء الغالي من الوطن مرتاحاً وهو مكبل من السفر إلى الشطر الآخر إلا بضمانة والى الخارج بتقرير طبي وعملة محددة وحتى الطالب كذلك يسافر بضمانة.. كلها مواقف متشنجة وشطرية..كان لهؤلاء الذين يتباكون ويدفعون بالحراك الحظ الأوفر في السفر والراحة والاستجمام واستيراد التلفزيونات الملونة بل حتى الهواتف والملابس والغسالات وغيرها من المستلزمات والباقون محرومون.نسأل ونحن لم نكمل الموضوع الذين يطالبون بالفوضى وهم جيش المليشيا التابعة للحرب الانفصالية وهم خاطئون أن ظنوا أن الوطن والوحدة سهلة في ابتلاعها فهي عظم حديدي في حنجرة كل من يرفع صوته ضد الوحدة.. نسألهم لماذا مجازر 26 يونيو الدموية عام 1978م ومجازر 13 يناير 1986م وحرب الانفصال 1994م هل هذا هو مفهوم الرخاء وهل الحراك وغيره هو مفهوم رخاء آخر يدخل في هذا الصنف.. خطأ وخطأ بعينه وكما لم يكتمل مشوار الموضوع فلهم نقول بعداً عليكم ما تفكرون به فالوحدة كتاب يقرأ بلسان عربي واحد.
أخبار متعلقة