مع الأحداث
يعتقد البعض أن النهاية باتت قريبة، ويتناسون أو ينسون العوامل الحقيقية التي خلقت هذا الصراع، ويتجاهلون السعي الإسرائيلي لفرض شرعيته الإقليمية، وإجبار الأنظمة العربية على الاعتراف به في المنطقة، والانتماء لها، في حين لا يعترف هو بالشرعية الفلسطينية.إسرائيل حتى يومنا هذا ترفض القرار (194) القاضي بحق العودة للاجئين الفلسطينيين، وخلص الباحثون الإسرائيليون إلى أن هذا القرار لا مسوغ له في القانون الدولي، وليس عملياً، ويجب رفضه لأنه يعني تحولاً جذرياً في إسرائيل كدولة يهودية، إن لم يكن القضاء عليها.إسرائيل حتى اللحظة تصر على أن القدس العاصمة الأبدية لدولة إسرائيل، وتعمل على تهويدها.إسرائيل تعمل في كل يوم على تغيير أسماء المناطق المحتلة، وتعديل تكوينها الديمغرافي، بل تعمل على ضمها للأراضي المحتلة عام 1948م.إسرائيل تخلق وقائع جديدة على الأرض من خلال سياسة بناء المستوطنات، والجدار العازل، ومصادرة الأراضي، ليصعب بعدها الحديث عن مقومات دولة فلسطينية.الصراع العربي الإسرائيلي له جذوره التاريخية، وتداخلت الكثير من العوامل، أكانت سياسية أو اقتصادية، وحتى العقائدية والإنسانية، وإسرائيل لا تنظر إلى هذه العوامل بل تنظر إلى فرض حقائق على الأرض خلال استخدامها القوة التي تكتلها، ونفتقدها نحن العرب.إسرائيل اليوم قوة إقليمية بكل ما تحمله من ترسانة الأسلحة.. قوة إقليمية بامتلاكها النووي المحرم على العرب؟قوة عظمى بمساعدة الولايات المتحدة الأمريكية التي تعمل على أن يكون توازن القوى في مصلحتها ضد جميع العرب.في ظل هذا كله قولوا لنا كيف لمثل هذا الصراع أن ينتهي وقولوا لنا كيف لتسوية سياسية تكون عادلة في ظل الاختلال في موازين القوى الحالي، والمرشح للاستمرار لفترة قد تكون طويلة من الزمن في ظل سياسة القطب الواحد، وفي ظل حالة التردي التي يعيشها عالمنا العربي، في مرحلة قد تكون من أسوأ المراحل التي مر بها؟كيف ونحن نرى من يتسابقون لإقامة علاقات مع هذا الكيان ويتسابقون لمصافحة زعمائه، كيف وحال الساحة الفلسطينية مقسم لدرجة أصبحت تحدد كل المشروع الوطني الفلسطيني؟خلاصة القول، يجب أن لا نعيش الأوهام بإمكانية التعايش معه، وهو محتل لأراضينا ومقدساتنا، ويجب أن لا نسقط حق المقاومة لهذا الاحتلال، وهنا لا أتحدث عن الفلسطينيين فحسب، بل إن هذا ينطبق على الأشقاء العرب.نقول لهم إن القدس محتلة وهذه مسؤولية جماعية، نقول لهم إن مدناً فلسطينية كانت معكم، واحتلها جيش صهيون وأنتم معنيون بالدفاع عنها وتحريرها، نقول لهم إن إسرائيل دولة توسعية وأنتم تعرفون ذلك، نقول لهم إسرائيل تسرق ثرواتكم ومياهكم، وأنتم تعلمون ذلك، نقول لهم إننا أمة عربية واحدة، وما يصيبنا يصيبكم، وما يبكينا يبكيكم، وسيبقى الصراع قائماً بيننا وبين هذا الكيان حتى تسترد الأراضي المحتلة المغتصبة، وحتى يعود اللاجئ إلى بيته ومزرعته، وحتى تعود القدس أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين، وهذا معناه بشكل أو بآخر أن نقتنع بأن الصراع مستمر، وعلينا أن نعد أنفسنا على هذا الأساس عملاً بقول الله سبحانه وتعالى :” وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم”.