تحت ظلال الإسلام
من الفضل الذي أذخره الله لهذه الامة ما اعده الله تعالى للذاكرين من الفضل والثواب بذكرهم ، وهذه جملة صالحة من ذلك نذكرها إن شاء الله فيما يأتي : الاول - أن العبد يستفيد من الذكر خصوصية لا أشرف منها عنده ولا أعز منها لديه وهي معية الحق سبحانه وتعالى وذكره له في الملأ الأعلى ، جاء في الحديث عن أبي هريرة رضي الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ((يقول الله : أنا عند ظن عبدي بي وأنا معه إذا ذكرني ، فإن ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي وإن ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خيرمنهم ، وإن تقرب إليّ شبرا تقربت إليه ذراعا ، وإن تقرب إليّ ذراعا تقربت إليه باعا،وإن أتاني يمشي أتيته هرولة)) .وهو يستفيد هذا المقام بمجرد إقباله واشتغاله بالذكر يقول تعالى : ( أنا مع عبدي إذا هو ذكرني وتحركت بي شفتاه) ، والذكر أحب الاعمال إلى الله تعالى ، قال معاذ بن جبل إن آخر كلام فارقت به رسول الله صلى الله عليه وسلم أن قلت أي الاعمال أحب إلى الله ؟ قال : أن تموت ولسانك رطب من ذكرالله . والذكر يصقل القلوب ويجلوها وينجي من عذاب الله قال صلى الله عليه وسلم : إن لكل شيء صقالة وأن صقالة القلوب ذكر الله وما من شيء أنجى من عذاب الله من ذكر الله . قالوا ولا الجهاد في سبيل الله ؟ قال : ولو أن يضرب بسيفه حتى ينقطع . قال صلى الله عليه وسلم ما عمل ادمي عملا أنجى له من العذاب من ذكر الله تعالى ، قيل ولا الجهاد في سبيل الله؟ قال : ولا الجهاد في سبيل الله الا أن يضرب بسيفه حتى ينقطع . وقال تعالى : (فاذكروني اذكركم) وقــال: (والذاكرين الله كثيرا والذاكرات أعد الله لهــم مغفرة وأجرا عظيما).وقال صلى الله عليه وسلم :«مثل الذي يذكر ربه والذي لايذكر ربه مثل الحي والميت». البخاري ومسلموكما أشرنا سابقا فإن للذكر فوائد عديدة منها أيضا :* أنه يطرد الشيطان ويقمعه ويكسره.* أنه يرضي الرحمن عز وجل.* أنه يجلب الرزق.* أنه يزيل الهم والغم عن القلب.* أنه يجلب للقلب الفرح والسرور والبسط.* أنه ينور الوجه والقلب.* أنه يحط الخطايا ويذهبها.* أن العبد إذا تعرف على الله بذكره في الرخاء عرفه الله عز وجل في الشدة.* أنه يورث حياة القلب وقوته.قال شيخ الإسلام ابن تيمة -رحمه الله- «الذكر للقلب مثل الماء للسمك فكيف يكون حال السمك إذا فارق الماء؟».