من بين من رخص الله لهم الإفطار في رمضان : المسافر فقد رخص الله له أن يفطر ويصوم أياماً أخرى عوضاً عنها ، قال تعالى : « فمن كان منكم مريضاً أو على سفر فعدة من أيام من أخر « .وقد رخص الله للمسافر أن يفطر رحمة به لما في السفر من مشاق ومتاعب ، ومجرد السفر فيه مظنة المشقة ، ولو كان بالطائرة أو الباخرة أو السيارة والقطار ، وكله يجوز فيه الإفطار كما يجوز فيه الصيام . وقد ذهب أكثر السلف والخلف إلى إباحة الفطر للمسافر ، واختلفوا في أيهما أفضل للمسافر الفطر أم الصيام ؟ ولعل من أعدل المذاهب هو المذهب الذي رواه قوم عن عمر بن عبدالعزيز ومجاهد وقتادة ، وهو أن أفضل الأمرين أيسرهما على المسلم ، وقد روى أبو داؤود عن حمزة بن عمرو أنه قال : « قلت يا رسول الله إني صاحب ظهر اعالجه وأسافر عليه وأكريه ، وأنه ربما صادفني هذا الشهر - يعني رمضان- وأنا أجد القوة ، وأنا شاب وأجدني ان أصوم يا رسول الله أهون علي من أن أؤخر فيكون ديناً علي ، أفأصوم يا رسول الله أعظم لأجري أم أفطر؟ قال : « أي ذلك شئت يا حمزة » . ولهذا فالذي يجب على المسافر فعله هو أن يختار أهون الأمرين عليه فيفعله ، إن شاء أفطر وقضى ما عليه بعد ذلك ، وإن شاء صام . عن أنس قال : كنا نسافر مع رسول الله صلى الله عليه وسلم « فلم يعب الصائم على المفطر ولا المفطر على الصائم « . وعن أبي سعيد وجابر رضي الله عنهما قالا : « سافرنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فيصوم الصائم ويفطر المفطر، فلا يعيب بعضهم على بعض « . وإذا وجد المسافر في الصوم المشقة وتعريض نفسه للأضرار فيجب عليه الفطر وهو الأفضل ، فعن جابر رضي الله عنه قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر فرأى زحاماً ورجلاً قد ظلل عليه ، فقال : ما هذا ؟ فقالوا : صائم، فقال صلى الله عليه وسلم : « ليس من البر الصيام في السفر». وهناك اختلاف بين الأئمة الكرام في تقدير مسافة السفر الذي يجوز للمسلم أن يفطر فيه ، واتفقوا على أن مسافة السفر التي يجوز معها قصر الصلاة ، هي نفسها التي تبيح الإفطار للصائم ، وأختلف في تقدير المسافة التي تبيح القصر .ولقد ذكر أحمد بك الحسيني في كتابه ( دليل المسافر ) أن مقدار المسافة بالكيلو مترات 81 عند الحنفية و89.5 تقريباً عند الأئمة الثلاثة ففي هذه المسافة يجوز للمسلم أن يفطر ويقصر .وإذا نوى المسافر الصيام في الليل وأصبح وهو صائم ثم عرض له السفر فسافر فله أن يفطر .
|
رمضانيات
الصيام والمسافر
أخبار متعلقة