يقع مسجد السيدة زينب في القاهرة بجمهورية مصر العربية، ويعتبر من المزارات الإسلامية الهامة. والسيدة زَيْنَبُ هي حفيدة الرسول صلى اللّه عليه وسلم وابنة عليّ بن أبي طالب، رضي اللّه عنه. وقد أجمع المؤرخون على موفور فضلها ورجاحة عقلها وغزارة علمها. وقد شهدت مع شقيقها الحسين موقعة كربلاء وشاهدت استشهاده. وهي، كما شهد لها التاريخ، في الذروة من البلاغة وسمو البيان. ومسجد السيدة زينب الذي تشرف وجهته الرئيسة الآن على الميدان المسمى باسمها في القاهرة بمصر تناولته يد الإصلاح والتعمير في أوقات مختلفة. ففي العصر العثمانى قام علي باشا الوزير والي مصر من قبل السلطان سليمان بعمارة فيه فى سنة 956 هجرية / 1549م كما قام عبد الرحمن كتخدا فى سنة 1174 هجرية / 1761م بإعادة بنائه. وفى سنة 1212 هجرية/ 1798م. ظهر خلل بالمسجد فقام عثمان بك المرادي بهدمه وشرع فى بنائه وارتفع بجدرانه وأقام أعمدته. ولم يتم البناء نظرا لدخول الفرنسيين مصر. وبعد خروجهم منها استؤنف العمل، إلا أنه لم يتم فأكمله محمد علي الكبير رأس الأسرة الملكية. ومنذ ذلك التاريخ أصبح مسجد السيدة زينب محل عناية أعضاء هذه الأسرة وموضع رعايتها. فقد شرع عباس باشا الأول في إصلاحه ولكن الموت عاجله فقام محمد سعيد باشا فى سنة 1276 هجرية / 1859م بإتمام ما بدأه سلفه وأنشأ مقامى العتريس والعيدروس. والمسجد القائم الآن أمر بإنشائه الخديوي توفيق وتم بناؤه سنة 1302 هجرية. وفى عهد الملك فاروق تم توسيع المسجد من الجهة القبلية. والوجهة الرئيسة للمسجد تشرف على ميدان السيدة زينب وبها ثلاثة مداخل تؤدي إلى داخل المسجد مباشرة. وترتد الوجهة عند طرفها الغربي. وفى هذا الارتداد باب آخر مخصص للسيدات يؤدي إلى الضريح وتقوم المئذنة على يسار هذا الباب. المسجد من الداخل مسقوف جميعه، حُمل سقفه المنقوش بزخارف عربية على عقود مرتكزة على أعمدة من الرخام الأبيض. ويعلو الجزء الواقع أمام المحراب شخشيخة كما يعلو الجزء الأوسط من المسجد قبل التوسيع شخشيخة بها شبابيك زجاجية بوسطها قبة صغيرة فتح بدائرها شبابيك من الجص المفرّغ المحلى بالزجاج الملون. ويقع الضريح بالجهة الغربية من المسجد وبه قبر السيدة زينب تحيط به مقصورة من النحاس تعلوها قبة صغيرة من الخشب.