- لاحظوا هذا الغش الذي تحول إلى دين، ويقدم للناس بوصفه “الإسلام” دون أن يتصدى المثقفون المعتبرون لمقاومة هذا الغش وإنصاف الإعلام.. رجال الدين وحملة الفقه القديم الذي يفترض أن يكون قد مات، وحملة تراث المنحرفين، هؤلاء هم من يقدم الإسلام بهم، المكفر والمتزمت هو صاحب الدين والمتطرفون والإرهابيون من أسامة بن لادن إلى أصغر مفجر يتم تقديمهم بوصفهم حملة الإسلام الصحيح وان تصرفاتهم وأقوالهم تنم عن أنهم قد تدرجوا في الإيمان الى أعلى المراتب بحكم الجرع الكثيرة التي تجرعوها من منهل الدين الصحيح، رجال الدين الذين يكفرون ويفسقون ويشتمون ويخلقون الفتن هنا وهناك يقدمون أنفسهم للناس بأنهم أعلم الخلق بالإسلام وأن حركاتهم تلك هي ما يقول به صحيح الدين.. وكلما كثر هؤلاء واشتدت سواعدهم وزادت أموالهم وتوسعت دائرة نشاطهم كثرت العداوات والفرقة والخصومة بين الناس وانحسرت دائرة الحلال وزادت أعداد الذين يؤدون الشعائر ويتصرفون تصرف من لا يوثق في تدينه.- الدين في الأصل لله ومن عند الله فصيروه ملكاً لهم يتصرفون به كيفما شاؤوا والمساجد لله كما قال القرآن، لكن القوم صادروها واستغلوا منابرها للدعوة لهم ولمشاريعهم، يدعون أن لديهم مشكلة مع الكفار والصليبيين وان مهمتهم الدفاع عن الإسلام وبيضته في مواجهة غارات العدو الذي يتوهمونه ويوهمون البسطاء انه قد تسلل إلى صفوفهم، وتحت تلك الدعوات الزائفة يشنون حرباً بل حروباً ضد المسلمين في المجتمع الإسلامي، حروباً ضد المسلم الصوفي او الشيعي او حتى السني غير الوهابي، بل ان بعض معاركهم تدور أحيانا ضد بعضهم بعضاً، ولاحظوا المعارك التي تدور بين شيوخ الجماعات السلفية وأحيانا داخل الجماعة الواحدة، ولو لم يتم السماح لهؤلاء بالتجمع في دماج وتأسيس أكبر معاهدهم أو معامل صنع المتفجرات والانطلاق منها إلى بقية الساحات لما حدثت مشكلة في صعدة وتطورت إلى حروب تلد حروباً.- الإسلام جاء ليحرر الإنسان من الشرك وينظم علاقته مع خالقه وينشئ علاقة قوية بين الناس قوامها الإخاء والمحبة والتعاون والصدق والسلام.. وهؤلاء ادخلوه ضمن ممتلكاتهم الخاصة وحولوه إلى شيء آخر.. وهكذا فعل رجال دين عندما اشتغلوا بالدين من أجل أهوائهم ومصالحهم، وعندما سخروا الدين المقدس لخدمة السياسة.- انه من المهم ان نكون صرحاء ونفتح أعيننا لنرى ما يحدث وان نتصدى لذلك بجرأة.. وعلينا ان نستفيد من تجارب دول ومجتمعات كثيرة، حيث أعيد الاعتبار للأديان وللتدين عندما أعيد رجال الدين الى أماكنهم الحقيقية التي من خلالها يؤدون وظيفتهم الحقيقية.. الاشتغال بالدين من أجل الله والدين والناس حتى تسود الفضيلة وتستقيم أمور الناس في المجتمع.
لو يرجع رجال الدين إلى مواقعهم
أخبار متعلقة