إعداد / دنيا هاني:ها هو شهر رمضان شارف على الرحيل ولم يبق منه إلا العشر الأواخر فلنستبق ونجتهد في قيامه ونيل ثوابه.قال الحسن : “ إن الله جعل شهر رمضان مضماراً لخلقه، يستبقون فيه بطاعته إلى مرضاته، فسبق قوم ففازوا، وتخلف آخرون فخابوا “. وللعشر الأواخر من رمضان فضائل على ما سبقها من أيامه ولياليه.فعن عائشة -رضي الله عنها-: “كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يجتهد في العشر الأواخر، ما لا يجتهد في غيره” (رواه مسلم ).وقد كان رسولنا الكريم -صلى الله عليه وسلم- يخص العشر الأواخر من رمضان بأعمال لا يعملها في بقية الشهر.ومن أعماله عليه الصلاة والسلام في العشر الأواخر: -1 إحياء الليل، فيحتمل أن المراد إحياء الليل كله. روي عن عائشة، قالت: «ما أعلمه قام ليلة حتى الصباح» . 2 - وكان يوقظ أهله للصلاة فيها دون غيرها من الليالي.. قال سفيان الثوري: “ أحب إلي إذا دخل العشر الأواخر أن يتهجد الرجل بالليل، ويجتهد فيه، وينهض أهله وولده إلى الصلاة إن أطاقوا ذلك. وقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يطرق فاطمة وعلياً ليلاً فيقول لهما: «ألا تقومان فتصليان» . “ [رواه البخاري ومسلم] . -3 وكان -صلى الله عليه وسلم- يشد المئزر، والصحيح أن المراد اعتزاله النساء، ذلك بالاعتكاف. ففي حديث أنس رضي الله عنه: «وطوى فراشه، واعتزل النساء». وفي الصحيحين عن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يعتكف العشر الأواخر من رمضان حتى توفاه الله تعالى. وفي صحيح البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه : «كان رسول الله يعتكف في كل رمضان عشرة أيام، فلما كان العام الذي قُبض فيه اعتكف عشرين». وإنما كان يعتكف النبي صلى الله عليه وسلم في هذه العشر التي يطلب فيها ليلة القدر، قطعاً لأنشغاله، وتفريغاً لباله، وخلوة ً لمناجاة ربه وذكره ودعائه. قال الشيخ ابن عثيمين: “وإنه لمن الحرمان العظيم، والخسارة الفادحة أن ترى كثيرا من المسلمين يمضون هذه الأوقات الثمينة في ما لا ينفعهم.. يسهرون معظم الليل في اللهو والباطل، فإذا جاء وقت القيام ناموا عنه وفوتوا على أنفسهم خيرا كثيرا، لعلهم لا يدركونه بعد عامهم هذا أبدا، وهذا من تلاعب الشيطان بهم، ومكره بهم، وصده إياهم عن سبيل الله وإغوائه لهم. قال تعال : ((إن عبادي ليس لك عليهِم سلطان إلا من اتبعك من الغاوين)) الحجر: (42) .[c1]فضائل العشر الأواخر من رمضان [/c]أن فيها ليلة القدر التي هي خير من ألف شهر.قال الرسول صلى الله عليه وسلم : (( من قام ليلة القدر إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه)) “متفق عليه”.وقيامها إنما هو إحياؤها بالتهجد والصلاة، وقد أمر عائشة بالدعاء فيها أيضاً. فقد قالت عائشة رضي الله عنها للنبي صلى الله عليه وسلم : أرأيت إن وافقت ليلة القدر، ما أقول فيها؟ قال : «قولي: اللهم إنك عفو تحب العفو فأعف عني». والعفو من أسماء الله تعالى، وهو المتجاوز عن سيئات عباده، الماحي لآثارها عنهم، وهو يحب العفو ؛ فيحب أن يعفو عن عباده، ويحب من عباده أن يعفو بعضهم عن بعض ؛ فإذا عفا بعضهم عن بعض عاملهم بعفوه، وعفوه أحب إليه من عقوبته. وكان النبي صلى الله عليه وسلم يقول: «أعوذ برضاك من سخطك، وعفوك من عقوبتك» . [رواه مسلم]. وقال سفيان الثوري: “ الدعاء في تلك الليلة أحب إلي من الصلاة “. ومراده أن كثرة الدعاء أفضل من الصلاة التي لا يكثر فيها الدعاء، وإن قرأ ودعا كان حسناً. وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يتهجد في ليالي رمضان، ويقرأ قراءة مرتلة، لا يمر بآية فيها رحمة إلا سأل، ولا بآية فيها عذاب إلا تعوذ ، فيجمع بين الصلاة والقراءة والدعاء والتفكير. وهذا أفضل الأعمال وأكملها في ليالي العشر وغيرها. فنتمنى أن نسير على خطا الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم ولا ندع فرصة هذه العشر الأواخر المباركة تفوتنا،لما فيها من أجر عظيم وثواب كبير فإن في هذه العشر ليلة تعدل العبادة فيها عبادة أكثر من ثلاثة وثمانين عاماً.
|
رمضانيات
فضائل العشر الأواخر من رمضان
أخبار متعلقة