دبي / متابعات :تكشفت تفاصيل جديدة عن الإيقاع برجل أعمال مصري متهم بخداع ضحاياه من مشاهير الفن والرياضة ورجال الأعمال في مصر والاستيلاء على 37 مليون دولار بحجة استثمارها، وتبين أن سيدة أعمال إماراتية كانت وراء الكشف عن حقيقته؛ حيث تم القبض عليه في دبي نهاية الأسبوع الماضي.وتسلمت السيدة وهي مصرية الأصل إماراتية الجنسية مبلغ مليون درهم إماراتي، من رجل الأعمال الذي بات يعرف في الإعلام المصري بـ»نصاب المشاهير».والمعروف أن رجل الأعمال المصري المتهم هو من المهتمين بالكرة والإنفاق عليها مع نادي مصري معروف، ولعب دورًا كبيرًا في صفقات مهمة مع اللاعبين طوال السنوات الماضية، وساهم بقوة في حسم قضية لاعب مصري معروف مع نادي فرنسي لصالح النادي المصري بعد صراع مرير.وتعد سيدة الأعمال نشوى مجاهد، هي أول «ضحية» تحصل على مالها من المتهم، ضمن قائمة طويلة غير رسمية من الضحايا المفترضين نشرتها صحف مصرية وعربية، تضم شخصيات عامة وفنانين وفنانات وشخصيات رسمية ورياضيين.وتحدثت مجاهد التي اشتهرت بأنها المرأة التي أسقطت «أشهر نصاب» مصري وروت قصتها، وكيف تمكنت من إسقاطه في يد شرطة دبي، قبل دقائق من هروبه إلى لندن.وقالت «لست امرأة خارقة، لكني كنت سببًا في القبض عليه قبل أن يهرب للخارج مثل غيره من سارقي أموال البنوك والنصابين، ويستمتع بأموالي وأموال عشرات غيري في أوروبا، ولا نحصل منه على فلس واحد».وأضافت «لقد أنقذتني رسالة بريد إلكتروني تفيد أنه سوف يشهر إفلاسه، وهو ما كشف لي أنه شخص محتال، وبسبب هذه الرسالة عشت عدة أيام صعبة، وأنا أبحث في سجلات شركة المتهم في الإمارات، وطفت مكاتب المسؤولين في دبي، وأجريت تحريات عن أمواله والتصاريح التي يحملها، لأكتشف في النهاية أنه احتال عليَّ، لكني لم أصمت ونجحت في استصدار قرار من الشرطة بمنعه من السفر، قبل ساعات من هروبه إلى لندن».وأضافت «لقد سقط في يد الشرطة، واكتشفت بعد ذلك، أني أوقعت بنصاب احتال على شخصيات ومشاهير، لم أتكن أتخيل أنهم ضحايا له».وروت نشوى قصتها مع رجل الأعمال المصري المتهم من البداية قائلة «هذه أول مرة أحكي فيها حكايتي مع هذا المحتال الأنيق، والتي بدأت عندما كنت أعمل في معرض سيارات بدبي وجاء ليشتري سيارة، وأقنع زملائي في العمل، أنه يضارب في البورصة، وعرض عليّ أن يستثمر أموالي معه، وبعد تردد نجح في إقناعي وقدمت له 50 ألف درهم إماراتي، وفوجئت بعد فترة زمنية قصيرة أن المبلغ ارتفع إلى 400 ألف درهم، وهو ربح يعادل 800%».وتابعت: لم أصدق نفسي، كيف حقق هذا الربح الخيالي، فعاودت الاستثمار معه بمبلغ أكبر، ليعطيني ربحا أكبر.وقالت نشوى «أي شخص يمكن أن يضعف أمام هذه الأرباح الكبيرة، لكن فجأة جاءني هاتف أثناء نومي يدعوني لسحب أموالي من هذا الشخص الذي لا تبدو على ملامحه أية علاقة بالنصب والاحتيال، وبالفعل طلبت استرداد أموالي منه، ولم يمانع».وأضافت «كان ذلك عام 2004، وتفرغت تماما لأعمالي في المقاولات والسيارات، لكن في شهر ديسمبر الماضي عاود الاتصال بي طالبا أن أستثمر أموالي معه، خصوصا مع الانخفاض الكبير في أسعار الأسهم، مؤكدا لي أن الوقت الحالي هو وقت صناعة المليونيرات، وهو صانع المليونيرات».وتكمل نشوى «ترددت لبعض الوقت، ثم أعطيته مليون درهم، وأنا على ثقة أنه شخص موثوق فيه، بحكم تجربتي السابقة معه».وبعد أيام قليلة، اتصلت بي مديرة مكتبه في مصر، وصاحبة الفضل الأكبر في الكشف عن نصبه، وأخبرتني أن مديرها يخدع عملاءه، ويعطيهم معلومات كاذبة عن موقع تواجده، فتارة يقول إنه في دبي، وتارة يقول إنه نيويورك أو لندن».موضحة أن «مديرة المكتب كانت صديقة لشقيقتي، وحرصا على مصلحتي، اتصلت بي لتحذيري، وقدمت لي رسالة عبر البريد الإلكتروني، من محامي المتهم في الإمارات، تفيد أنه سوف يشهر إفلاس الشركة».وتكمل «لم أضيع وقتا، واتجهت للجهات الاقتصادية والبنك المركزي بدبي، وبحثت في سجلات شركته، لأكتشف أن شركته ليس لها الحق في الاستثمار في البورصة، وعلمت أنه لم يجدد ترخيصها»، مشيرة إلى أنها «استعلمت عنه في الجوازات، واكتشفت أنه غادر الإمارات».وأضافت «تيقنت وقتها أني وقعت ضحية عملية احتيال محكمة، واستبعدت أن أحصل على مالي من جديد، لكن حدث ما لم أكن أتوقعه، لقد اتصل بي المتهم وهو يبكي، وطلب مني ألا أبلغ عنه الشرطة، وأنه سوف يعود للإمارات، ويعيد لي مالي».ومضت قائلة «يبدو أنه كان يخشى أن أبلغ عنه الشرطة، وإذا حدث ذلك فسوف يتم القبض عليه في المطار عند عودته».وأضافت «فور عودته توجهت إليه في مكتبه، فعرض أن يعطيني سيارات مقابل أموالي، لكني رفضت، وحصلت منه على شيك بالمبلغ، وكان عندي يقين بأنه سوف يهرب في اليوم نفسه، لذلك حصلت على رفض بنكي على الشيك، وأبلغت شرطة دبي، وصدر بحقه تعميم يمنعه من السفر».وأضافت «مساء اليوم نفسه، ألقي القبض عليه في المطار، لأكتشف أنه كان يستعد للهرب إلى لندن».وتقول نشوى «كنت أتخيل أنه احتال عليَّ فقط، لكن بعد القبض عليه اكتشفت أنه محتال كبير، نصب على عدد كبير من المشاهير ورجال أعمال كبار في مصر».وأضافت «لقد أعادت لي نيابة دبي أصل مالي يوم الإثنين، وكل أملي أن يحصل باقي ضحاياه على أموالهم».وكان النائب العام المصري عبد المجيد محمود طلب الشهر الجاري من السلطات الإماراتية تسليم رجل الأعمال المصري المتهم، لكن مسؤولين في شرطة دبي أكدوا في تصريحات نشرتها صحف الإمارات «أنه لن يتم تسليمه، إلا بعد انتهاء القضايا المسجلة ضده بالإمارات».وتلقت النيابة العامة المصرية بلاغات من أكثر من 48 شخصًا، بينهم عدد من المشاهير باستيلائه على أموالهم.ونقلت صحف مصرية عن مباحث الأموال العامة في القاهرة أن المتهم حول جميع أمواله للخارج، وقالت إن إجمالي المبالغ التي استولى عليها قد تزيد عن 37 مليون دولار.
إماراتية تسقط «نصاب» مشاهير الفن والرياضة ورجال الأعمال
أخبار متعلقة