مات التربوي العالم والموسوعي، مات رجل المواقف، مات رجل التربية وصانع أجيالها ومنجزاتها، الأستاذ عبدالواحد عبدالله عباد الحسيني، مات ولم ينعه إلا قليلون جداً، كان أبرزهم نائب رئيس الجمهورية ومكتب تربية عدن ومؤسسة الأثاث المدرسي وجامعة عدن ولفيف من الأوفياء لم يتجاوزوا كلهم عدد أصابع اليد الواحدة!مات بن عباد، ولم تحرك الأجهزة التربوية والتعليمية والبحثية والجامعية، ساكناً ، وأحجم المثقفون والكتاب إلا قليلاً جداً، كانوا رمزاً للوفاء وهي والله انتكاسة وهزيمة لم نعهدها من قبل خاصة وأن الرجل كان فارس ميدان لا يشق له غبار منذ السبعينيات من القرن الماضي حتى يوم وافاه الأجل، صنع الرجل تجارب كثيرة كانت مفخرة لنا في عدن والوطن، ثم في الوطن العربي من خلال مشاركاته في مؤتمرات وزراء التربية العرب، ومنظمات اليونسكو والأليسكو والإيسيسكو وغيرها، كانت للرجل صولات وجولات يعلمها قادة الوطن والتربية والساسة قديمهم وحديثهم، لم يخل محفل تربوي من مشاركاته، وكانوا يرجعون إليه في كل الأمور وهو يفيض عليهم بما لديه من خبرة وتجربة .. وهكذا كان يحب الجميع، وحتى عندما سجن في أحداث (13 يناير 86م) لم يخرج من السجن منهاراً أو منهزماً، كان كبيراً شامخاً وظل عضواً في الحزب الاشتراكي الذي خذله وأتعبه وسجنه لكنه لم يتخل كعضو عن حزبه، كما أنه لم يتنكر لرفاقه حتى الذين وشوا به وظل ذلك العملاق الذي يقدم حبه وحنانه لوطنه وناسه، وهذه سمات العظماء الكبار .. لكن الحكومة لم يكن لها أي أثر في هذا الذي قلناه!قال لي أحد الأحبة : قرأ الدكتور مجور كلمتك عن المرحوم في (الطريق) ومعه الدكتور باصرة فاستحسن المقال وأثنى عليه وأكد ذلك الدكتور صالح باصرة الوزير الفذ والنزيه، فقلت له شكراً لكم جميعاً، ومادام مسؤولو بلادنا يقرؤون المقالات وخاصة رئيس الوزراء فالعشم كان أن تقدم حتى (تعزية) يتيمة منهم لرجل يعرفونه كما يعرفون أنفسهم، وليس الثناء أن نقول كلمات في مقيل أو جلسة ما، بل أن نوصله كما ينبغي إلى من يستحقونه وأن يلمس ذلك الأقربون، وأن يقرأه غالبية الناس .. هكذا نحن نرى، ولكن قد يرى غيرنا ما لا نراه نحن!اليوم نحن لجنة شكلها الدكتور عبدالله النهاري مدير مكتب التربية والتعليم في عدن لغرض الإعداد لأربعينية الرجل الكبير والهدف جمع تراثه وتدوين كلمات عنه ممن يعرفونه وخاصة الوزراء والكبراء الذين عاش معهم وكان معيناً لهم لا ينضب جريانه، نريد من أهل الوفاء أن يكتبوا انطباعاتهم عن الفقيد عبدالواحد عباد - العدني اللحجي اليماني بأسرع وقت ممكن، نريد دعماً بالكلمة أولاً لتخليد فقيدنا ونريد دعماً لأسرته الكبيرة التي ما بخلت يوماً بشيء علينا جميعاً.سنستقبل العطاءات الطيبة المختصرة عن الفقيد على فاكس رقم (230005) لنضع خلال أسابيع كتاباً عن الرجل وسيرة حياته وعطائه الذي شمل الوطن طولاً وعرضاً .. ولا ننسى أهل التربية الذين هم في المقدمة ويمكنهم إيصال مقالاتهم إلى مبنى المكتب إن شاء الله.يرحمك الله يابن عباد .. وستظل في عقولنا وأذهاننا ما حيينا.
أخبار متعلقة