صنعاء/ زكي الذبحاني:تدشن يوم غد السبت حملة للتخلص من مرض البلهارسيا في(38) مديرية بمحافظات(صنعاء- ذمار- الضالع- المحويت- ريمة - حجة) ، وتهدف الحملة التي تستمر في الفترة من( 25 - 28 ديسمبر2010م) إلى معالجة ما يزيد على(2.7) مليون مواطن ومواطنة من المصابين وغير المصابين بالمرض، صغاراً وكباراً على السواء من عمر(6 أعوام فما فوق).ووفقاً لمصادر مطلعة في وزارة الصحة العامة والسكان فإن المستهدفين يشكلون (79 %) من إجمالي سكان المديريات المستهدفة في الحملة ، حيث أن الاستعدادات والجاهزية قائمة لتنفيذ هذه الحملة في موعدها الزمني المحدد.وفي تصريح خاص لصحيفة (14 أكتوبر) ذكر الدكتور عبد الله عشيش- مدير البرنامج الوطني لمكافحة البلهارسيا والديدان المنتشرة بواسطة التربة، أن مرض البلهارسيا طفيلي لا يصيب إلا الإنسان لدى استخدامه المياه العذبة الراكدة كالبرك والسدود والحواجز المائية والغيول والجداول المائية البطيئة الجريان. وأوضح « إن البلهارسيا أحد أخطر الأمراض المتوطنة في اليمن، ومنذ ظهوره قبل عقود عديدة ، أثرتأثيراً كبيراً على صحة المواطنين من (6 أعوام فما فوق) وخاصة فئتي الأطفال والنشء الأكثر عرضة للإصابة بهذا المرض بسبب السباحة والخوض في المياه التي ينتشر فيها الطور المعدي للبلهارسيا (مشقوقات الذنب) المهاجم للإنسان».وبين مدير برنامج مكافحة البلهارسيا : « إن من الأفضل لليمن تطبيق الإستراتيجية التي تتبع أسلوب المعالجة سواءً للمرضى أو لغيرهم ممن يتوقع إصابتهم ضمن الفئة العمرية من(6 سنوات فما فوق) عبر حملات شاملة للمديريات الموبوءة بالمرض .واستطرد قائلا « إن هذه المعالجة أثبتت جدارتها في التخلص من هذا الداء في جمهورية مصر العربية ودول أخرى « لافتا إلى أنه من خلالها يعطى المستهدفون بالمعالجة عقار(البرازكونتيل)، وهو علاج آمن لا يضر وليس له أي مخاطر وذلك متى استخدم الاستخدام الصحيح بعد تناول الطعام وليس قبله وبالمعايير العلمية .وقال الدكتور عشيش: «نحن نعطيه للمستهدفين في الحملات بناءً على قياس الطول بدلاً من الوزن نظراً لشحة الإمكانات، وإن ظهر تحسس بسبب العقار لأي شخص فإنه يعطى مضاداً للتحسس وما من مشكلة في ذلك لأن حجم مشكلة مرض البلهارسيا في اليمن من العيار الثقيل لانتشار المرض على نطاقٍ واسع في أكثر من(220مديرية)، ويقدرعدد المصابين فيها عموماً وفقاً لتقديرات سابقة للحملات بنحو(3 ملايين) حالة إصابة».ولفت إلى أن من أهداف البرنامج أن تتم معالجة (7ملايين) من المصابين والمعرضين للإصابة على مدى سنواتٍ متتالية تصل إلى (6 سنوات) من أجل القضاء على البلهارسيا واستئصاله نهائياً.وأكد الدكتور/ عشيش أن دراسات سابقة لحملات المعالجة أجريت على بعض المناطق اليمنية في وادي (ورازان) بمحافظة تعز و(غيل حجة)، وتحديداً المجرى المائي الواقع تحت مدينة(حجة) مباشرة ً، وتبين من خلالها فداحة المشكلة قبل سنوات خلت، حيث وصلت نسبة الإصابة بين الأطفال في المدارس إلى (100 %)، ما يعني أن الوضع فيها كان أكثر خطورة قبل إجراء الحملات.وقال الدكتور عبد الله عشيش مدير البرنامج الوطني لمكافحة البلهارسيا إنه قد شهدت العديد من المحافظات خلال عامي (2008 - 2009 م) عبر مراحل متتالية على مستوى مديريات بعض المحافظات التي يتصف وضع البلهارسيا فيها بالخطر، تنفيذ حملتين وطنيتين ضد مرض البلهارسيا بدءا باستهداف فئة الأطفال والنشء في سن المدرسة من عمر(6 أعوام إلى 18عاماً) في حملة عام 2008م ضمن ثلاث مراحل للتنفيذ ، وما تلاه من استهداف شريحة أوسع في المجتمع صغاراً وكباراً من عمر(6 أعوام فما فوق) في حملة العام2009م ، حيث كانتا استرشاديتين لقياس مدى إمكانية النجاح في إقامة حملات وطنية واسعة لاحقاً، كهذه الحملة المزمع تنفيذها في الفترة من ( 25 - 28ديسمبرالجاري) بالمديريات المستهدفة في سـت محافظـات (صنـعاء،ذمـار،الـضالع،المـحويت،ريـمة،حـجة) ، مبيناً أن المعالجة بالدواء المضاد للبلهارسيا تقدم في الحملات بالمجان، وأن كفاءة هذا الدواء مبنية على جدواه في علاج المرض إلى حدٍ كبير، وعلى إعطاء مناعة لجسم الإنسان تستمر لأشهرٍ على نحوٍ لا يجد معه الطور المعدي للبلهارسيا سبيلاً للاستمرار في الحياة ليصيب بالمرض، ولو تمكن من دخول جسم المتلقي للعلاج فإنه ُيقضى عليه من دون أن يصل إلى غايته .