من حكايا الشعوب السوفيتية ـ (الجزء الأول)
نادرة عبدالقدوس كتاب مترجم من الروسية الى العربية، قامت بترجمته الكاتبة الصحفية الاردنية حمدة هربيد الزعبي وحظي بدعم وزارة الثقافة الاردنية عام 2001م لطباعته في دار الكندي للنشر والتوزيع.يزخر الكتاب بأمتع القصص والحكايات الشعبية المتداولة في المجتمعات الروسية والملدافية والكازاخستانية والاوكرانية وغيرها من المجتمعات التي كانت حتى اواخر الثمانينات من القرن المنصرم تشكل مجتمعة وطناً واحداً كبيراً اسهم الى حد كبير في توازن القوى السياسية العالمية ومنع كوارث الاحتراب بين الشعوب والدول ، سمي بالاتحاد السوفيتي..وشعوب هذه المجتمعات ، التي كانت مجتمعة فيما كان يسمى بـ " الاتحاد السوفيتي" من خلال معايشتنا مع كثير من ابنائها، خلال المرحلة الدراسية في جامعة موسكو الحكومية ، التي تقدر بست سنوات مولعة بقصص البطولات الاسطورية والخرافية لابطالها في مراحل تاريخية مختلفة ويقوم عدد من الكتاب والمبدعين بنبش ماضي هؤلاء الابطال والبحث المستميت عن تاريخ وقائع حدثت لهم والتقصي في مصادرها .. ثم ينسجونها ويحيكونها في اشكال ادبية رائعة التصوير واستخدام اللغة والحبكة واستبطان الحكم والمعاني الاخلاقية والانسانية الراقية التي تهدف الى الامتاع وتربية الاجيال وتوعيتها .. الكتاب الذي بين ايدينا يتكون من (270) صفحة تشمل (25) حكاية ، وهو من الحجم الصغير.. وفي مقدمته التي كتبتها المترجمة نقرأ " صحيح ان ثقافات الامم حالياً تختلف بين حضارة واخرى.. بيد ان الاخلاق الانسانية بمثابة العامل المشترك الممتدة جذوره في الابداع الشعبي المجسد في حكايات الشعوب منذ القدم فجميعها يحض على التحلي بالخلق الحسن والامر بالمعروف والنهي عن المنكر "..واثناء قراءتي لحكايا الشعوب السوفيتية الضاربة جذورها في الابداع الشعبي كما تقول المترجمة حمدة الزعبي كنت اجد نفسي مشدودة الى الحكايات وتتملكني رغبة جامحة لاستكمال القراءة حتى آخرها .. فقد استخدمت المترجمة باقتدار المفردات العربية البسيطة والسهلة في التعبير عن الاحداث والمواقف المختلفة في كل حكاية ، كما ابتعدت عن الوصف الرتيب وخاطبت بسلاسة فائقة عقل القارئ أكان طفلاً ام بالغاً بحيث لايتسرب الملل الى نفسه.. والملفت للنظر ونحن نتنقل بين الحكايات الشعبية ان المترجمة تجدد مفرادتها في كل حكاية جديدة فتشعر القارئ بالتجدد والانتعاش والتحفز الى التعرف على آخر هذه الحكايات..ان عملية الترجمة ليست بالهينة وهناك مختصون في الترجمات ولعلها من اصعب عمليات النقل اللغوي ذلك لانها تحتاج الى مخزون من المعرفة اللغوية والثقافية والادبية كما تحتاج الى امتلاك المترجم ناصية هذا الشكل الادبي الابداعي وتكمن في المعرفة الواسعة في تفاصيل الموضوع المترجم واسباب كتابته والهدف من كتابته والرسالة التي يحملها ولمن هي موجهة لذلك فان حكايا الشعوب السوفيتية جاءت مكتملة البنيان لان المترجمة الصحفية حمدة الزعبي ، عاشت في روسيا ست سنوات اثناء دراستها في كلية الصحافة بجامعة موسكو الحكومية ( 1974م - 1980م) وارتبطت بصداقات مع كثير من بنات جنسها من الروسيات وغير الروسيات المنتميات الى المجتمعات السوفيتية ، ساعدتها في معرفة الكثير عن تقاليد وعادات هذه الشعوب ، كما ساعدتها على التحدث باللغة الروسية بطلاقة .. ولازالت تحتفظ حتى اليوم ببعض هذه الصداقات من خلال المراسلات ..المترجمة حمدة الزعبي احبت كثيراً هذه المجتمعات من خلال صديقاتها وزميلات الدراسة اللاتي كن يتمتعن بسعة الثقافة وبدماثة الاخلاق وبرصانة السلوك ولانها اغترفت الكثير من الدروس والعبر في حكاياتهم الفلكلورية التي كانت تقرأها هناك كثيراً وتبحث عن كل جديد في الاصدارات الادبية السوفيتية فهي تجد انه من الواجب عليها تعريف الاجيال العربية بهذه الدروس والتعرف على حكايات الشعوب الاخرى التي قليلاً مايتم التطرق اليها..ان كتاب من حكايا الشعوب السوفيتية يعد اضافة نوعية جديدة للمكتبة العربية، نود ان تخرج عن نطاق الحدود الاردنية ورفد المكتبات العربية في البلدان العربية الاخرى بنسخ من هذا الكتاب الممتع والمفيد..