اقواس
اللوحة الاستعراضية الفنية الرائعة (بهجة ألعاب الطفولة) التي أفتتح بها مهرجان البلدة السياحي الخامس في مدينة المكلا في 17 يوليو 2008م تعد أول لوحة فنية استعراضية نوعها تقدم على مستوى الوطن اليمني كله، حيث لم نشهد من قبل عملاً فنيا يضاهي ما شاهدته في تلك اللوحة الغاية في الجمال والإبداع الفني، أسجل هذه الانطباعاتً ليس من قبيل المجاملة أو المديح أو عدم الارتياح لما قدم من سابق من أعمال فنية ولوحات استعراضية ولكنني أسجل إعجابي بهذه اللوحة انطلاقاً من الفكرة المذهلة التي حملتها كونها جاءت لتحمل سبقاً فنياً وأدبياً لم يتم طرقه أو تناوله من قبل والمتمثل في تجسيد الألعاب الشعبية للأطفال بأسلوب فني راقٍ مرتبط ارتباطاً وثيقاً بتراثنا الشعبي وكنوز موروثنا الثقافي الشعبي اليمني، فمثل تلك الألعاب والأغاني التي تردد في أثناء أداء الأطفال ألعابهم تكاد تكون متشابهة في جميع محافظات الوطن بل وعلى مستوى الجزيرة والخليج بشكل عام مع فارق بسيط يتمثل في اختلاف اللهجات من محافظة إلى أخرى أو من بلد إلى آخر. وأزعم أن غالبيتنا قد لعب وردد تلك الأغاني في طفولته .أنني في هذه الانطباعات أعبر عن إعجابي الشديد وتقديري البالغ للجهود المضنية التي بذلها الطاقم الفني الذي أخرج هذا العمل الرائع إلى النور من كتاب الكلمة ومن ملحن العمل الموسيقار أحمد مفتاح ومن موسيقيين ومدربي الرقصات التعبيرية ومن الزهرات والبراعم التي أبدعت وبرعت وتفوقت على نفسها في إنجاز وإنجاح هذا العمل الكبير، كما أن الديكورات والإضاءة والإبهارات الفنية والساحة التي عرض عليها العمل شكلت جميعها عوامل إنجاح الباهر الذي حققه العمل وخيل إلي وأنا أشاهد هذا العمل أنني أشاهد عرضاً يقدم من خارج الوطن لذا فإنني أتمنى من مبدعينا الكبار الخوض في موروثنا الثقافي الشعبي والتنقيب عن الجواهر واللآلئ وإخراجها إلى النور في أعمال فنية استعراضية شبيهة بالعمل الفني (بهجة ألعاب الأطفال) الذي أضاء سماء الوطن في تلك الليلة بالبهجة والسرور وأسمى معاني المحبة والفرح، مع تحياتي لكل من ساهم في إخراج هذا العمل.. ومن إبهار إلى إبهار.. ومن نجاح إلى نجاح.. ولا ننسى أن لدينا مبدعين يستطيعون تقديم الأفضل إذا ما أتيحت لهم فرص العمل وقدم لهم الدعم المادي والمعنوي.