خالـد مشـعل في لقاء مفتـوح:
[c1]* مشاريع 20 سنة من السلام فشلت ومعاناة الفلسطينيين زادت * شعبنا أرهق بالفساد وسؤ الإدارة وغاب الإصلاح وتراجعت الديمقراطية وزادت الفوضى في البيت الفلسطيني فكان التغيير خياراً للشعب .* فوز حماس هو فرصة للعرب بأن يحسنوا شروطهم ويرفعوا أصواتهم وأن يقتربوا أكثر من حقوقهم [/c]متابعة / عبدالله بخاش أثار فوز حركة المقاومة الإسلامية "حماس" في الانتخابات التشريعية الفلسطينية الأخيرة واكتساحها لغالبية المقاعد البرلمانية بطريقة ديمقراطية نزيهة زوبعة كبيرة في المنطقة العربية والإسلامية ومحيط المجتمع الدولي. وبعثت على نحو غير مسبوق جملة من المخاوف والشائعات والفقاقيع التي تصور المستقبل للشعب الفلسطيني بشكل سوداوي وتقلل من شأن التجربة الديمقراطية الرائعة التي مارسها الفلسطينيون مؤخراً وانتخبوا فيها برنامج أو مشروع حماس الانتخابي (نحو التغيير والإصلاح). حماس تواجه اليوم بعد فوزها الذي قلب حسابات العالم راساً على عقب تحديات وعراقيل جمة، لكنها تعاملت مع ذلك بهدوء وعقلانية وحسن إدارة للأزمات التي تتوالد يوماً بعد آخر. رئيس المكتب السياسي للحركة الأستاذ خالد مشعل في إطار زياراته التي يقوم بها للمحيط العربي والإسلامي للتفاهم والتشاور وتوضيح الصور للمشهد الفلسطيني الراهن مع أشقائهم في تلك البلدان، التقى بالقيادات الحزبية والسياسية والعلماء والمثقفين ورجال الإعلام والصحافة في بلادنا على هامش زيارته لليمن في لقاء مفتوح تناول فيه صورة الواقع الفلسطيني الراهن وأبعاد المعاناة والتحدي التي تواجه حكومة حماس الوليدة وخيارات الموقف بين الاستسلام للاملاءات الدولية وتقديم التنازلات الرخيصة وبين المضي قدماً في طريق الصمود والدفاع عن الحقوق الفلسطينية والإلتزام بتحقيق الإصلاح مثلما التزم الشعب وأوفى بتحقيق التغيير. مشعل تحدث عن الهموم والمعوقات والأزمات المفتعلة للحكومة (الحمساوية) الجديدة عن استراتيجيات الحركة وآلياتها والأولويات التي تتضمنها روزنامة الحركة لما بعد تشكيل الحكومة وتناول المشهد الديمقراطي في فلسطين بنوع من الشرح والإيضاح معللاً أسباب التغيير المفاجئ الذي شقلب معادلة الحسابات والتوازنات في المنطقة. حول هذه المواضيع وغيرها تلتقون مع مشعل حماس على السطور القادمة في حديث الصراحة والشفافية وهذه هي الحصيلة...[c1] بلد نعتز به[/c] في البداية اسمحوا لي أن أعبر عن سعادتي أنا وأخواني بوجودنا في اليمن في أرض النصرة وأرض البركة وأرض الإيمان وإن شاء الله أرض المدد القادم إلى فلسطين بعون الله تعالى، وسعداء دائماً في اليمن قيادة وشعباً وعلماء وأحزاب وقيادة وحكومة وبرلمان وهكذا، فهذا البلد نعتز به ونسأل الله أن يحفظه ويحفظ أهله وأن يجعله سنداً دائماً لقضية فلسطين وقضايا الأمة.. ونحن أردنا من خلال هذه الزيارة إن شاء الله تعالى أن نضعكم في صورة الحدث الفلسطيني وأن نحكي لاشقائنا في اليمن ونحن نسير على حد السيف، وعلى كل حال ما عندنا ما نخفيه وما جئنا إلا لمصارحتكم وإطلاعكم على الحقائق كما هي على الأرض. [c1] فخورون بالتجربة[/c] نحن فخورون بالتجربة التي خاضها الشعب الفلسطيني مؤخراً التجربة الديمقراطية.. كان الفلسطينيون فخورين بتجربتهم النضالية كنا ولازلنا نفخر بالمقاومة الفلسطينية وبانحياز شعبنا صموده وبطولاته واليوم نضيف لفخرنا الأول فخراً آخر وهو الفخر بتجربتنا الديمقراطية والتي هي صورت ما جرى فيها من رشد ومن أداء رفيع في التجربة لعله امتداد للتجربة الفلسطينية بالشأن الداخلي في تحرير الأرض الفلسطينية في تحريم الدم الفلسطيني في تجنب الصراع الداخلي ورفض كل محاولات الاستدراج والانجرار لهذا الصراع بالرغم من أن الشعب الفلسطيني شعب مسيس وشعب مستقطب في فصائل واتجاهات وأحزاب مختلفة وايضاً بين يديه سلاح، صحيح ان السلاح يعني كبير وسلاح خفيف ومتواضع ولكن لو كان هناك نزع من الشيطان أوقلة في المسؤولية لربما سالت الدماء ولكن الله حفظ وحدتنا وألهمنا رشدنا وهذا الفضل فيه لله تعالى ونحن فخورون بالتجربة الديمقراطية كما نحن فخورون بالمقاومة والانتفاضة. [c1] للتغيير اسباب[/c] في الواقع ان ما جرى في فلسطين هو كما قال الجميع زلزال كبير متغير أثر على المنطقة كلها ونحن نعتبر ان الذي جرى هو استحقاق طبيعي كان لابد منه، وبدل ان نستغرب ليش حصل التغيير؟ لابد أن نسأل لماذا لم يحصل التغيير؟ يعني هل كان التغيير شيئاً مفاجئاً أم أن التغيير جاء على قدر؟! أنا باعتقادي أن التغيير جاء قدراً، والغريب ألا يحدث مثل هذا التغيير!! أولاً أن المعركة مع الصهاينة معركة شرسة جداً جداً والشعوب الحرة هي التي تدفع خيرة أبنائها إلى القيادة والتباري في المعركة، ومن يبلي في المعركة أو أبلى بلاءً حسناً هو الأجدر بأن يحوز على ثقة أهله وشعبه، فمن الطبيعي ان يكون هناك تغيير ونزعة عند الشعب لأن يبحث عن الأفضل والأجدر، فحين تشتد المعركة الناس يبحثون عن أفضل من يقودهم في هذه المعركة، هذا أولاً، وثانياً أن المشاريع التي أرهقنا بها في العشرين سنة الماضية فشلت ووصلت إلى طريق مسدود بالكامل فلماذا لا يبحث الفلسطينيون عن تغيير؟! الشعب الفلسطيني بوعيه وبواقعيته أعطى فرصة للمشاريع السابقة، ليس لأنه مقتنع بها ربما البعض مقتنع والبعض الآخر غير مقتنع لكن على الاقل دعونا نبحث عن الخيارات، خاصة والشعب الفلسطيني صار له تحت الاحتلال الإسرائيلي أكثر من خمسين سنة!! وتحت المعاناة أكثر من مائة سنة وبالتالي لابأس من البحث عن خيارات. هذه التجربة فشلت منذ مدريد وأوسلو وما تفرع عن أسلو إلى أن جاءت خارطة الطريق ونتج عن ذلك اتفاقيات وواقع لايزال شعبنا يكتوي منه، فلا إسرائيل احترمت الاتفاقات ولا هي طبقتها، حتى حين طبقت تلك الاتفاقات لم تأت لشعبنا بالخير لا جابت الحرية ولا التحرير ولا سيادة على الأرض ولم ينعم باقتصاد حر ولا سنغافورة في غزة ولا ما يحزنون!! بس تراجع الوضع الفلسطيني الداخلي وزادت المعاناة وزاد قضم الأراضي ومصادرتها وزاد الاستيطان في الضفة والقطاع في ذلك الوقت فضاع في سنوات السلام ما يسمى بالسلام، فلم يتحقق السلام ولا جرت التسوية وظلت أداة التحكم عند الكيان الصهيوني وظل هو صاحب اليد العليا يفرض ما يشاء يهدئ متى شاء ويصعد متى شاء. فالنتيجة كانت عودة إلى الوراء والمعاناة الفلسطينية زادت وليس هناك تقدم ثم وصلت الأمور إلى انسداد كامل خاصة في عهد شارون فلماذا يعني يغير الشعب الفلسطيني؟ طرق مسدودة ما في فائدة حتى أبو عمار ـ رحمه الله ـ الذي فاوض الإسرائيليين واعتبر فيما مضى شريكاً في سنواته الأخيرة لم يعد شريكاً ولم يعد ذا صلة بل قتل وسمم. وأبومازن الذي رحبت فيه الأوساط الأمريكية والإسرائيلية أيضاً لم تستغل الإدارة الأمريكية ولا العدو الصهيوني فترة وجوده لا عندما كان رئيس الوزراء عام 2003م ولا عندما استلم السلطة طوال عام 2005م ونحن الآن قطعنا شوطاً في عام 2006م فاذا كان كل هذا ووصل الى طريق مسدود فلماذا لا يبحث الفلسطينيون عن البديل؟! ومن زاوية ثالثة أرهق شعبنا بالفساد وبسوء الإدارة وغاب الإصلاح وحضر الفساد والشعب الفلسطيني أضيف إلى معاناته معاناة من الأقربين، وبدل ما يكون في شأننا الداخلي نريق بعض ونخفف معاناة بعض ونثبت بعض وإذا الله عز وجل أكرم شعبنا ببعض المساعدات لتذهب إلى الأيتام والفقراء والمحتاجين وأسر الشهداء والجرحى والمعتقلين، نفاجأ وللأسف بأن هذه الأموال التي جاءت ذهبت إلى الجيوب المنتفخة إلى الفاسدين، وبالتالي أزداد الوضع الداخلي سوءاً وبدل ما تتكرس الديمقراطية تراجعت والبيت الفلسطيني. صار لنا سنوات نقول /ان الركب زاد فوضى/ وصار في فلتان أمني والشعب في الخارج ايضاً أهمل وصار كل التركيز على أهل الضفة والقطاع فاختزلت قضيتنا الكبيرة وتحولت هذه القضية المقدسة الكبيرة التي فيها عشرة ملايين فلسطيني وفيها أرض فلسطين التاريخية المباركة والحقوق والأرض والمقدسات كلها اختزلت في فقرة الضفة والقطاع كجغرافيا واختزلت في البحث عن السلطة والبحث عن دولة وصار لنا عشرين سنة نتغنى في الدولة ولا دولة لنا لانه لازلنا في الهواء، لم نضع أقدامنا على الأرض ولم نملك السيادة عليها، فلذلك الشعب الفلسطيني شعر بأن الوضع الداخلي يتفاقم سوءاً ثم هناك اعتبار رابع لمحته له قبل قليل لكن لابد من وضع عنوان له وهو الشعب الفلسطيني بالخوف على حقوقه من الاختزال والتقزيم والتفريط والتآكل مع مرور الزمن حيث صارت عملية التفاوض والتسوية أداة تآكل للحقوق مثل الذي معه شوية بضاعة ويساوموه عليها وكل يوم تنقص شيء منه يسرق وشيء يتنازل وشيء يباع بأرخص الاثمان، لذا فالشعب الفلسطيني بوعيه وبحساسيته المرهفة تجاه حقوقه وجد أن هذا المكان خطير.. سيفقد القدس، سيفقد حق العودة سيفقد الأرض حتى حدود 1967م التي اصلاً العرب والفلسطينيون لما وقفوا عليها رسمياً كانت قراراً صعباً مؤلماً ومع ذلك حتى هذا القرار المؤلم الذي أخذوه على استحياء وبشق الأنفس لان دلالته خطيرة له معناه اننا تخلينا عن 73% من فلسطين!! وحتى إلى هذا الحد اصبح هناك جراءة على المساومة عليه. ولهذه الاعتبارات كان لابد من التغيير فالشعب قرر ان يغيّر ودائماً إرادة الشعوب حين تنضج تصبح في منتهى القوة والفاعلية، والحمدلله شعبنا الفلسطيني حر طول عمره ولم يتعود إلا أن يكون في مواجهة مع الاحتلال، يعني ليس من السهل ان تقهره بسلطة مهما كانت قسوة تلك السلطة، الشعب حر ويكفيه انه يخوض معركة مع الاحتلال ولا ينقصه أن يدخل في معارك جانبيه ولا في تحديات أخرى وظل آخر. [c1] مفاجآت الفوز[/c] جاءت النتيجة وجاءت بكل مفاجآتها والشعب الفلسطيني كما قلت عبر عن إرادته الحرة أما حماس فقد أرادت مع هذا الفوز ان تنطلق بتكثيفة ومن ثم استعمال الفوز لتحقيق الأهداف التي أرادها الشعب الفلسطيني من وراء انتخابه لحركة حماس، وشعرنا بثقل الأمانة فالشعب ينتخب حماس ويعطيها كل هذه الثقة وهو يعلم تبعات هذا الاختيار سيغضب أمريكا وسيغضب إسرائيل وسيغضب الكثيرين في المنطقة ومع ذلك فان هذا الشعب يستحق بان نكون أوفياء له وان نحمل حقوقه وآماله وهمومه بكل قوة، ولذلك انطلقنا من اليوم الأول في التعامل الجاد مع هذا الفوز دون التوقف عند لحظة الفرح أو لحظة الزهو وانما أردنا ان نترجم هذا الفوز إلى فعل على الأرض وان نسابق الزمن خاصة في ظل ما بدا في الأفق من غيوم داكنة من التحديات والمحاذير. [c1] أولويات المرحلة[/c] وضعنا لانفسنا في حماس بعد مفاجأة النتائج الانتخابية مجموعة من الأولويات قل الأولوية الأولى ترتيب التشريعي ينعقد، فشكل حكومة، نعملها حكومة شراكة وطنية مع الجميع ونرتب بيتنا الفلسطيني ونوحد الصف ونحفظ الأمن ونعالج الهموم السريعة للشعب الفلسطيني حتى نرتب أوضاعنا أولاً ثم ننطلق إلى المحيط. الأولوية الثانية ان نذهب إلى المحيط العربي والإسلامي فنتفاهم معه سياسياً، هناك متغير بدل ما العرب يضربون أخماساً باسداس ويخافون من فوز حماس نقول لهم لا نحن إخوانكم وأنتم أهلنا وفوزنا فوز لكم وفوز حماس فرصة للعرب ان يحسنوا شروطهم وان يرفعوا أصواتهم وان يقتربوا أكثر من الحقوق الفلسطينية والعربية وحماس لم تأت لتنافس أحداً ولا لتلغي دور أحد ولا لتشكل احراجاً لاحد ولا لتكلف الناس فوق ما يطيقون بل هي تقرأ الواقع جدياً وتدرك الواقع العربي ونقاط ضعفه ولا تريد دفع العرب إلى معركة غير معدٍ لها مع إسرائيل، فبدأنا بالجولة العربية الإسلامية للتفاهم والتشاور. ثم ثالثاً أردنا ان نأخذ لشعبنا كل ما يتوفر من دعم مالي واقتصادي ومعنوي وجماهيري من أجل تثبيت الفلسطينيين على الأرض لنرسل لهم رسالة مهمة ان الأمة معكم وان التخويف بقطع المساعدات لن يجدي لأن هناك أمة اصيلة لا تتخلى عن مسؤولياتها خاصة في ضوء إدراكنا لحجم احتياجات الشعب الفلسطيني وبالتالي سعينا للأمة لتدعمنا رسمياً وشعبياً، مالياً واقتصادياً. ورابعاً وضعنا في أولوياتنا ان نعني بأهل فلسطين في الخارج حتى نعطيهم بعض الأمل لانهم شعروا بان اللعبة الانتخابية الديمقراطية في الداخل هم محرومون منها وهي قصر على أهل الضفة والقطاع فكما فتح لأهل الضفة والقطاع أفق لابد ان نفتح لأهل الشتات والمخيمات واللاجئين والنازحين أفقاً ومن هنا اعتبرنا هذه أولوية وطرحنا عنوان منظمة التحرير كأحد العناوين التي نكسب فيها شعبنا ونقول له نحن سنستكمل نظامنا السياسي الفلسطيني الحكومة الفلسطينية والتشريع الفلسطيني هذا لأهل الضفة والقطاع لكن لا غنى عن بقية النظام السياسي الفلسطيني بأن يشكل برلمان فلسطيني فيه أهل الداخل والخارج واعتبرنا منظمة التحرير هي عنوان ولكن تحتاج إلى إصلاح وإعادة بناء حتى تستوعب الجميع وتكون هي مرجعية الداخل والخارج وبالتالي نجهد الأسلوب الإسرائيلي الأمريكي في اختزال القضية في الضفة والقطاع انما القضية أوسع من ذلك وإضافة في موضوع الشتات إلى عناوين دور الشتات في المعركة وموضوع اللاجئين وموضوع حق العودة، هذه قضايا ايضاً اتجهنا لإبرازها والتركيز عليها. خامساً وأخيراً من الألويات التي وضعناها ان ننفتح للمحيط الدولي والإقليمي لنقول للعالم احترموا الإرادة الفلسطينية، الديمقراطية شعار يرفعه العالم كله وعليهم ان يحترموا النتائج كما احترموا تطبيق الفكرة وان الشعب الفلسطيني يستحق هذا ونحن فوضنا الشعب وبالتالي نريد ان ندافع عن قضيتنا وشعبنا وان نكسب المزيد من الانصار ونحاصر إسرائيل في الزاوية.. هذه هي أولوياتنا. [c1] التحديات الراهنة[/c] الحمدلله بدأنا نشتغل والشعب وضع كل ثقته فينا وتفاءل خيراً وسمعنا من شعبنا وأمتنا من الثقة والآمال العريضة وتفاءل بقدومنا الكثيرمما زاد من استشعارنا للمسؤولية لكن سرعان ما برزت ومن اللحظة الأولى مجموعة هائلة من التحديات تحاول افشالنا من اللحظة الأولى وأول هذه التحديات هو التهديد بالمال بالحصار والتجويع معركة إسرائيل فحجبت عنا أموال الشعب الفلسطيني التي تجمعها وهي الضرائب ومقدارها ستمائة وخمسون مليون دولار في السنة كانت تمثل حوالي 30 من الموازنة الفلسطينية لان الموازنة الفلسطينية حوالي مليارين من الدولارات، بالاضافة إلى التهديد الأمريكي والأوروبي بقطع المساعدات ووضع شروط قاسية على حماس وعلى الشعب الفلسطيني فالتحدي كان كبيراً وتزامن معه ـ للاسف ـ خطوات على الأرض من ابناء شعبنا وأقصد بالبعض اخواننا في السلطة الذين قذفوا مسؤولية الشعب بوجهنا قبل ان نستلم السلطة وحرضوا الناس على أنه ما في رواتب وحتى اللحظة في اليوم 19 مارس ورواتب شهر فبراير لم يستلمها الموظفون رغم ان هذه ليست حكومتنا، نحن بعد لم نستلم الحكومة الجديدة وبالتالي ضغط من الخارج واستثارة من الداخل والخزائن شبه فاضية. هذا تحدي والتحدي الآخر وضع شروط قاسية على حماس حتى نعترف بها أو نسمح لها تشتغل وتستلم الحكومة عليها ان تعترف بإسرائيل وتعترف بخارطة الطريق وتعترف باوسلو وبالاتفاقيات القائمة وعليها ان تفاوض إسرائيل وعليها وعليها مجموعة كبيرة من الشروط لا أول لها ولا آخر، رغم ان الواقع يؤكد وجود جمود سياسي يعني ليست حماس هي التي جمدت الوضع وانما جاءت أصلاً على وضع جامد معطل مسدود وبعد ذلك حماس اليوم عليها ان تدفع الفواتير سلفاً كما دفعها من سبقها دون أي أمل أو دون أي وعد ودون أي ضمانة حتى ان إسرائيل بالمقابل تنسحب أو توقف عدوانها فاصبحت حماس عليها حملة إسرائيلية وأمريكية ومن بعض الأطراف الدولية والجميع ـ للأسف ـ يسارع ويتكلم بلغة إسرائيل دخلت على الخط في تصعيد العدوان يعني أرادت أن تخرج حماس بأن حماس عاجزة عن حماية شعبها فزادت الاغتيالات بدون أي مبرر في غزة والضفة واقتحام المدن وحطت التركيز على الإخوة في الجهاد الإسلامي وشهداء الاقصى حتى يقولوا يا حماس أنتم الان في السلطة اما ان تردوا ونفتح معركة مفتوحة أو أنتم ستظهرون بمظهر الضعف. والذي جرى في سجن أريحا هو في هذا السياق وهو نوع من ارباك حماس واعطاء رسالة بأن الشعب الفلسطيني عليه ان يذوق المرارة أو أن يتحمل مسؤولية انتخابه لحركة حماس ولابد من معاقبة الشعب. [c1] الوحدة والحكومة[/c] للاسف فوق هذا نجد من ابناء جلدتنا ومن اخواننا وشركائنا من الفصائل الفلسطينية بدل ما يتعاونوا معنا البعض اما خطط لافشالنا والبعض الآخر أراد ان يتركنا لمصيرنا وقد قلنا لهم منذ اليوم الأول باننا نريد ان نشكل حكومة شراكة وطنية لان فلسطين أكبر من حماس كما هي أكبر من فتح ومن كل الفصائل، تعالوا نتحدث مع بعض قالوا تعالوا نتفاهم سياسياً صار لنا شهر كامل نبحث في البرنامج السياسي دون جدوى تأتينا بعض الفصائل الصغيرة وتقول نريد ان نضع كذا وكذا من الشروط، بمعنى بسيط صغير تريد ان تفرض علينا برنامجها كما هو فقلنا لهم هو الشعب الفلسطيني انتخب حماس لتطبق برنامج حماس والا لتطبق برنامج هذا الفصيل أو ذاك، لا يعقل!! أتانا الاخوة في حركة فتح وأرادوا أن يلزمونا بتفاصيل موقفهم فقلنا لهم يا اخواننا أنتم برنامجكم السياسي جرب عشرسنوات ولم ينجح ووصل إلى طريق مسدود وتعلمون ان المشكلة ليست عند حماس ولا عند فتح، المشكلة عند إسرائيل وهذا أبو مازن قدم كل ما يلزم ولم تعطه إسرائيل شيئاً فلماذا تطلبون منا المستحيل وبلغتنا المعلومات من عندهم قرار بعدم المشاركة لكن يريدون ان يقذفوا الكرة في وجهنا ويقولوا لا أنتم المشكلة. نحن باختصار نريد الشراكة بينما القرار عندهم متخذ بعدم المشاركة ويتركونا نواجه مصيرنا بل كانت هناك جهود من البعض لافشالنا وصار لنا شهر نتفاوض ثم دخلت أمريكا وإسرائيل على الخط حيث حذرت أمريكا عدداً من الفصائل ومن الشخصيات الوطنية الفلسطينية ان لا تشارك حكومة حماس ومن يخالف ويشارك سيقطع عنه الدعم اذا كان مدعوماً أو ان يوضع على قائمة الإرهاب. لذلك وجدت النتيجة اليوم ولا فصيل ولا كتلة برلمانية رضيت ان تشاركنا، وعلشان تطمئنوا.. الخلاف ليس على الحقائب بل قلنا لاخواننا تبحبحوا معهم وارضوهم بالحقائب ما عندنا مشكلة طالما اننا شركاء لن نستأثر بشيء لاننا لا نعتبر أنفسنا في مرحلة الغنم بل في مرحلة الغرم، ما في غنيمة نحن لازلنا ندفع الثمن في مرحلة مواجهة والوزارة ليست غنيمة والسلطة لم تكن غاية لنا انما هي وسيلة جاءتنا في الطريق وهي استحقاق وبالتالي لم يكن الخلاف على الحقائب والمناصب وانما على القضايا السياسية رغم اننا في السياسة قدمنا صيغاً مرنة ولكن دون ان نقدم تنازلات للمرامي الإسرائيلية لذلك رغم حرص اخوانكم على الوحدة الوطنية وعلى الشراكة الوطنية وتشكيل حكومة وحدة وطنية لكن حرصنا لم يتكلل بالنجاح لاننا لم نجد تجاوباً من أحد والشروط التي توضع فيها الكثير من التعنت والمراوغة. [c1] عن منظمة التحرير[/c] هناك الكثير من الشعارات التي ترفع كان يقولون أن حماس ترفض باعتبار منظمة التحرير الممثل الشرعي والوحيد فوضعنا نصاً في البرنامج السياسي للحكومة اننا نؤكد على ما تم الاتفاق عليه في إعلان القاهرة في مارس 2000م وضرورة الاستعجال بالخطوات اللازمة لإعادة بناء منظمة التحرير. قالوا لازم تجيبوا النص الذي موجود في القاهرة قلنا لهم نحن ننص عليه ونشير ونستند إليه قالوا لا حتى تقولوا ان منظمة التحرير هي الممثل الشرعي الوحيد قلنا لهم يا اخواننا طيب نحن لسنا في المنظمة فكيف انا أعتبر المنظمة هي تمثل الشعب الفلسطيني كله وانا لست فيها وانا اليوم أمثل الأغلبية في الساحة الفلسطينية فهل يعقل هذا؟ .. قلنا لهم تعالوا نضع نصاً على العمل على إعادة بناء منظمة التحرير الفلسطينية لتكون الممثل الشرعي الوحيد قالوا لنا لا. وبعد هذا كله تجد في الإعلام وبكل بساطة يقول لك حماس رفضت اعتبار المنظمة ممثلاً شرعياً ووحيداً للشعب الفلسطيني ومع كل ما سبق يبقى هؤلاء اخوتنا وأهلنا وشعبنا ونتحدى أي احد يزعم بان حماس قد تسببت في خذلان الشعب الفلسطيني أو افشال المبادرات الوطنية السابقة ورفضها. [c1] حسم الخيارات[/c] بالنسبة لمصير حماس وخيار المستقبل فأمامنا أحد طريقين اما الخضوع لشروط المجتمع الدولي والعياذ بالله وهي شروط إسرائيلية تتبناها أمريكا وتجاملها بعض القوى الدولية في هذا العالم وسيكون بقبولنا لهذا الخيار قد خسرنا أنفسنا وخسرنا تأييد شعبنا وخسرنا مصداقيتنا وخسرنا نتائج لم نستفد منها، بعبارة أخرى انك خسرت نفسك ولم تكسب الآخر وهذه الطريق لن نسلكها أو نخوض فيها. وأما ان نصمد ونثبت على مبادئنا وأهدافنا التي من أجلها انتخبنا الشعب وحظينا بثقته وقد حسمت حماس خيارها واختارت المضي في طريق الصمود والانتصار لحقوق شعبنا والالتزام بالمسؤوليات التي حملنا إياها وسنتوكل على الله حتى يأتي الفرج فمع العسر يأتي اليسر وسنتعامل مع قضايانا والتحديات التي تواجهنا بواقعية وحسن إدارة الازمات وسنصبر ونثابر حتى نحقق أهدافنا معاً وسنعتمد على أنفسنا في بناء اقتصاد وطني قوي ولن ننتظر العطاء من الغير فشعوبنا العربية والإسلامية لن تبخل والحكومات العربية عليها التزام نأمل ترجمته في القمة العربية المقبلة وستبقى الوحدة الوطنية صمام أمان للجميع حتى لو لم يشترك معنا في الحكومة احد وسنمضي في طريق الإصلاح والتغيير كما وعدنا شعبنا الأصيل وسنسعى لتحقيق سلام عادل وشامل غير منقوص وعندما تتعقد الخيارات وتصبح المعركة حتمية ستقود حماس المعركة طالما كانت اضطرارية.