صقر عبد الله ابوحسنتحاصرني الفنانة اللبنانية (أليسا) بصوتها الهادئ، كلما شدني الحنين صوب السهر وتقليب هموم أحاول تناسيها، وأيام لا أستطيع مقاومة مرورها من الذاكرة كفيلم قصير يختزل اللحظات الجميلة..تأسرني بشكل غريب في أجوائها الرومانسية، مبعثرة طموحات الاستسلام للأمل القادم من الفراغ، مثل أيام كثيرة مضت.تقيدني بتفاؤلها الذي يشبه الحلم....وآهات الحب...وهمسات العشق الذي اجهل أني يوماً عشت لحظات مراهق يحلم (ببنت السلطان)، ليستيقظ على خطوات مفجوعة، عندما استسلم لتلك الأحلام، واسترسل كثيراً في أحلام اليقظة كلما بدأت عيناه في قراءة أحزان الآخرين.تصنع بي كل ذلك وأنا اسمعها تغني ..لا يعنيني إن كانت تغني في حفلات أغلبحضورها (رجال) لتطربهم، مثل مقبلات تقدم بعد الأكل، كما لا يعنيني أن كانت ستصور كلبيها الجديد أم لا ، لايعنيني إن غنت مع (راغب علامة)أم مع(راشدالماجد)، لا يعني أن كانت تثير غضب النساء كلما عرضتها الفضائيات بسبب صدرها المكشوف، وملابسها القصيرة....الذي يعنيني حقاً صورتها، كما يعني الكثيرين:الحب.كلما شعرت بحزن دفين أتلمس ملفات (جهازي) للبحث عن صوتها...عن سحرها...عن ألمي من واقعي وهروبي أليها، اصنع كما يصنع العشاق، على اختلاف انه ليست لي حبيبة. اهرب من عالمي المليء حد التخمة بالكآبة، لأغرق في عالمها المنعش حد المتعة.دائماً تذكرني بأمي، بأبي، بأنامل شقيقتي الصغيرة وهي تلعب بخصلات شعري وتردد(في رأسك شيب)، تذكرني بلحظات حزني ويأسي وبكائي ورحيلي عن مدينتي الصغيرة، إلى مدينة لا اعرف شخوصها لا اعلم فيها ومنها “أن أكون أنا”، بدلاً من نحن، تذكرني بدعاء أمي لحظات ترجلي من درج منزلنا الصغير، بدعوات والدي، وقبلات شقيقاتي الصغيرات، وكلماتهن:أيحين باتي مرة ثانية.*باتت آمالي البسيطة لا تحتمل أحلاما أخرى، اعجز عن حتى التفكير فيها، وسؤال عابر (بماذا تحلم؟)، كثيراً ما اعجز حتى عن الرد، مخفياً عجزي بابتسامة مصطنعة، تعكس حالة الخوف من القادم، لا كتشف أن ثمة أمور أخرى تحتاج إلى إن نعيرها انتباهنا، إنها التغيرات التي تمر من حولنا ببساطة.فنحن لم نعد نحلم بالكثير، فقط العيش مستورين والذهاب إلى دوام نسد من دخله ما يوقف مطالبات صاحب البقالة وصاحب المنزل، والموت بدون إلزام الآخرين دفع فاتورة العلاج، نحلم بكل ما هو بسيط، قليل، صغير، أحلام تشبه رغبتنا في مواصلة السير نحو المستقبل.الأصوات لا تتشابه، كما يمكن أن تتشابه الملامح، لذلك (عبد الحليم)و(فريد الأطرش) و(أم كلثوم) و(فيروز) لا نجد لهم نسخاً أخرى، رغم وجود عشرات الفنانينوالفنانات إلى أن القليل منهم من وجد لنفسه طريقاً إلى قلوب البسطاء، فالحب اصغر من أن يكون لامرأة.من صوتها ابحث عن ذاتي المشتت، ابحث عن أوراقي الممزقة، لاصطدم بجدران غرفتي، وتعثري برزم الصحف التي اعتدت أن اكتب لها بأجر وبدون أجر، اصطدم بخطواتي المكبلة بحلم قادم أيقن أن بخوفي ألا أجد ذاتي من جديد.
|
رياضة
(جيتك أوام لقيتك وحشني وحشة سنين).. أليسا عندما تغني
أخبار متعلقة