حدث وحديث
الذين يعملون اليوم على توفير المناخات الخصبة للفوضى، ويعملون في الاتجاه الآخر على الضرب في شجرة الوحدة الوطنية باجتراح أعمال التخريب، ودعمها، وتأجيج النيران في الهشيم، ببث الاحقاد والمناطقية، والحزبية، والمذهبية الطائفية، والفتن يجب ان يعلموا ان بضاعتهم كاسدة، وأن الترويج لهذه البضاعة او تلك لن يجد نفعا امام وعي الجماهير، وادراكها للابعاد، والمرامي الدنيئة لهذه القوى، او تلك، من تلك التي اجتمعت اليوم على الباطل، او على حق يراد به باطل.لقد اكتسب شعبنا خلال مسيرة نضاله الطويلة، وتجربته النضالية في الدفاع عن الثورة والجمهورية، والوحدة، وفي مقاومة الخطط الهدامة، مناعة، وقدرة على اكتشاف، ومعرفة ما وراء المواقف، والشعارات، وأصبح يميز – على نحو رفيع – الغث من السمين، والطيب من الخبيث، مثلما يميز الليل من النهار، والظلمات من النور.ان المحير اليوم، هو أن يعمل الاعداء التقليديون لشعبنا، وثورته من جديد على احياء القوى الميتة، ونفخ الروح في الجثث المتعفنة، ومنبع هذه الحيرة، أن العقل يقول إن الموتى لايجوز في حقهم سوى مواراة جثثهم التراب حتى لاتلوث الحياة بجيفها، الا من صلح من الناس ممن يجب بعد ذلك الدعاء لهم بالرحمة والمغفرة، فكيف يصرف هؤلاء مليارات الدولارات والريالات على أمر لانتيجة له سوى بث العفونات والإساءة للحياة؟!وحتى لو افترضنا أن الموتى يمكن ان يخرجوا من القبور – وهذا ما لايمكن أن يكون إلا يوم الدين – فإن البشر على مدى القرون تميزوا عن الحيوانات بأنهم مخلوقات مفكرة، ويستفيدون ليس فقط من تجاربهم، بل ومن تجارب الآخرين فكيف ينسى هؤلاء دروس الهزائم التي لقنهم إياها شعبنا، وجعل خططهم منذ قيام ثورتي سبتمبر وأكتوبر، ومن خلال تلك الدروس اثرا بعد عين؟!إن إصرار القوى المعادية اليوم على مواجهة إرادة الشعب في الثورة والجمهورية والوحدة والتحديث، وهي المسيرة التي يقود زحفها القائد الفذ فخامة الأخ الرئيس علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية، لايعبر سوى عن فقدان تلك القوى لوعيها، وقدرتها على فهم الواقع اليمني الحديث، في ظل الوحدة والديمقراطية، وبعد ما يزيد على 45 عاما من النضال المستمر في مواجهة الخطط التخريبية لهذه القوى واعوانهم من مختلف الألوان والشعارات.لذلك نقول لهؤلاء ان شعبنا تحت قيادة زعيمه فخامة الأخ علي عبدا لله صالح سيبقى يقظا كما كان، وسيبقى مستعدا لتلقينكم المزيد من الدروس، والحذر الحذر من ركوب الاحلام.. فمهما كانت معاناة اليمنيين، وإن اختلفوا، إلا أن الوحدة ستبقى قاسمهم المشترك، وستبقى، وتبقى الثورة محمية بالعيون والقلوب والأرواح .. العيون المتقدة، والقلوب المحبة.. والأرواح الحية .. لا الميتة.