صقر ابو حسن :بدأت تختفي بمديرية المنار-أنس خاصة منطقة (حمام على ) أشجار الحمضيات وفي مقدمتها البرتقال واليوسفي ، والتي ظلت لسنوات طويلة أحد أهم مصادر الدخل لأهلي هذه المنطقة وهو ما ينهي فصول مسرحية شهرة هذه المديرية ، التي عرفت بزراعة الحمضيات منذ وقت طويل .وبحسب عبد الله الميندي فإن (الماء وعدم قدرة المزارعين على العمل بمزارع البرتقال) هي أهم الأسباب التي أبعدت (اليوسفي) من مزارع (الرعية). وأضاف الرجل الأربعيني قائلاً:( البرتقال يجيء موسم واحد في السنة أما القات كل ساع موسم وكل واحد يدور خراجه) ،معدداً فوائد الحمضيات وسلبيات (البلية) -القات- على حد تعبيره.عدد سكان مديرية المنار حوالي (49027) نسمة ومساحتها تقدر بنحو (400) كم2 ، وتقع إلى الشمال الغربي من محافظة ذمار ، عاصمتها مدينة حمام علي ، واتسمت هذه المديرية بإنتاجها الضخم من محصول الحمضيات كان ذلك قبل أن يغزو القات مزارع المنطقة .بينما أعاد مدير إدارة الزراعة بالمديرية أسباب اختفاء شجرة البرتقال إلى ما أسماه (الربح السريع) لمحصول القات مقارنة بالمحاصيل الحمضية ، وتابع عبد الحكيم الجنيد : من أسباب تدهور محصول الحمضيات في المديرية قلة الأسواق واستمرارية محصول القات الذي يأتي بصورة سريعة ، أما الحمضيات فهي تأتي على شكل محصول سنوي . ومضى مدير إدارة الزراعة بالمنار قائلاً : نحاول دعم مزارعي الحمضيات بالمديرية بقدر الإمكانات الموجودة ، مشيراً إلى أن مشتل الإدارة يعطي شتلات للمزارعين بأسعار رمزية .وقال الحاج محمد علي الكينعي لــ(14أكتوبر): الناس قلعوا اليوسفي وغرسوا القات بمزارعهم . القات مثل السم والبرتقال هو “الدواء وأنا ما” رضيت أغرس القات لأنه سم يخرب عقول الناس .قلعت شجرة الأجداد لتغرس بدلاً عنها شجرة (الولعة) القات . هكذا علق-محمد اللذع- الشاب العشريني وقال :(كل الناس يشتوا الزلط ، والزلط في القات ما عد تنديش حق الحراسة ) واصفاً القات بأنه (ذهب أخضر) . هذا وقد اقتلع عدد هائل من مزارعي المنطقة أشجار البرتقال من مزارعهم بصورة تراجيدية متلاحقة لتزرع بدلاً منها شجرة القات التي باتت تحتل مساحة شاسعة من مجمل المساحات الخصبة ما يهدد بقاء (الحمضيات) وغيرها من الفواكه بل يهدد باختفائها نهائياً من المنطقة إن لم يكن قد فعل.حمود يحيى الشبيبي عضو المجلس المحلي بالمديرية عبر عن أسفه لما يحدث كاشفاً عن عجز المجلس حيال هذا الموضوع وقال : المجلس ما يقدرش يعمل أي شيء والناس هم أعرف بمصلحتهم . وتابع الشبيبي حديثه لـ(14 أكتوبر): المنطقة اشتهرت بالبرتقال واليوسفي واليوم تشتهر بالقات وما عاد بنلقاش ولا حبة برتقال. اتجاه المواطنين نحو شجرة القات عجل بإنهاء حقب من الشهرة الواسعة لأشجار الفواكه التي كانت تصدرها المنار بالإضافة إلى إهدار المخزون المائي لزراعة القات ،يأتي التوافد الهائل لزراعته خاصة من الشباب الذين يتعبهم (لهجهم على الدنيا) حسب تعبير مواطن كان إلى جوار الحاج الكينعي .وفي ذات السياق قال رئيس لجنة الخدمات بمحلي المنار عبد اللطيف مطهر:أسباب تدهور هذه الزراعة قلة المياه وعدم وجود مركزية لاستيعاب المنتجات . واستطرد في اتصال هاتفي مع (14أكتوبر) : احتلت زراعة القات أغلب ، إن لم نقل كل الأراضي الخصبة وأصبح القات هو البديل الجيد لكونه مصدر دخل العديد من الناس بالإضافة إلى توفيره فرص عمل كثيرة .وعن دور المجلس المحلي في الحد من هذه المشكلة قال: دور المجلس يقتصر في تشجيع زراعة الحمضيات . مشدداً على أهمية تشجيع الدولة للمزارعين من خلال الاقتراض وإيجاد معدات حديثة ، وطبقاً لمعلومات حصل عيها مراسل (14أكتوبر) بذمار فإن اتجاه أهالي منطقة (حمام على) نحو قلع أشجار الحمضيات ضمن محاولات لإنعاش الحالة الاقتصادية المتردية للسواد الأعظم من أسر هذه المنطقة وذلك باستبدال زراعة هذه الأشجار بالقات الذي بات المصدر شبه الوحيد للرزق والمدر للدخل ، وفي ذات الوقت اختفت أصوات أعيان المنطقة المنادية بضرورة المحافظة على أشجار الفواكه أمام الزحف المرعب لشجرة القات .
|
اتجاهات
القات يغتال البرتقال في المنار
أخبار متعلقة