بغداد/14 أكتوبر/رويترز: قال الجيش الأمريكي إنه قتل 49 "مسلحا" في اشتباكات في حي مدينة الصدر ببغداد أمس الأحد خلال غارة للقبض على متشدد يشتبه في تورطه في جرائم خطف جنود أمريكيين في العراق. وأضاف الجيش في بيان "قوات الائتلاف تقدر أن 49 مجرما قتلوا في ثلاثة اشتباكات منفصلة خلال هذه العملية. ذكرت القوات البرية بأنها ليست على علم بمقتل مدنيين أبرياء نتيجة لهذه العملية." وقال شهود إن غارات جوية أمريكية على معقل للشيعة في بغداد في وقت مبكر من صباح أمس الأحد أسفرت عن مقتل رضيعين وذلك في اشتباكات. وقال الجيش الأمريكي في بيان ان العملية التي وقعت في حي مدينة الصدر استهدفت مجرمين يعتقد أنهم مسؤولون عن خطف جنود أمريكيين في مايو هذا العام ونوفمبر العام الماضي. ونقلت جثتا الرضيعين وكان أحدهما يرتدي حفاضة إلى مشرحة مستشفى الإمام علي في حي مدينة الصدر حيث كان الأطباء يعالجون الجرحى من الرجال والفتيان. وفي منزل أحد الرضيعين القتيلين أشار رجل وهو يختنق بالدموع إلى حشايا ووسائد عليها بقع من الدماء وكان يحمل صورة الرضيع. وحمل المئات من سكان حي مدينة الصدر نعوشا خشبية في الشوارع وهم ينوحون ويرددون عبارة "لا اله إلا الله". وحي مدينة الصدر هو المعقل الرئيسي في بغداد لميليشيا جيش المهدي الموالي لرجل الدين الشيعي مقتدى الصدر وشهد العديد من الاشتباكات بين القوات الأمريكية والمسلحين. وقرر مقتدى الصدر في نهاية أغسطس تجميد أنشطة جيش المهدي لمدة ستة أشهر بعد مقتل 52 شخصا في معارك مسلحة بين ميليشيات شيعية متنافسة في مدينة كربلاء. وخطف ثلاثة جنود أمريكيين جنوبي بغداد في مايو وعثر على جثة أحدهم في وقت لاحق من نفس الشهر ولكن الجنديين الآخرين ما زالا يعتبران مفقودين ومخطوفين. وأعلن إسلاميون سنة من تنظيم القاعدة في العراق مسؤوليتهم عن عمليات الخطف. وخطف مترجم من أصل عراقي بالجيش الأمريكي في بغداد في 23 أكتوبر من العام الماضي عندما توجه لزيارة أقاربه. وقالت عائلته إن أعضاء في ميليشيا جيش المهدي خطفوه. وقال الجيش الأمريكي في بيان "عند وصولها بدأت القوات البرية إخلاء مجموعة من المباني في المنطقة المستهدفة عندما تعرضت لاطلاق نيران وقذائف صاروخية من مبان ملاصقة. تم استدعاء طائرات للتعزيز ولوقف نيران العدو ما أسفر عن مقتل ما يقدر بستة مجرمين." ووصف عبد المهدي المطيري وهو مسؤول كبير بالتيار الصدري الهجوم بأنه عمل بربري تماما. وقال ان معظم القتلى والجرحى من النساء والأطفال والمسنين وهو ما يوضح بشاعة الهجمات التي تشن دون تمييز على هذه المنطقة المزدحمة. وعندما سئل عما إذا كان الهجوم سيغير من حالة تجميد عمليات جيش المهدي قال ان مقتدى الصدر هو الشخص الوحيد الذي له الحق في اتخاذ مثل هذا القرار. وقال الميجر جنرال جوزيف فيل قائد القوات الأمريكية في بغداد في سبتمبر إنة بالرغم من أن الأوضاع الأمنية تتحسن في بعض أجزاء بغداد بعد عملية أمنية أمريكية إلا أن من المرجح أن تزيد أعمال العنف في مناطق مثل مدينة الصدر. وأظهرت التغطية التلفزيونية تصاعد أعمدة من الدخان الأسود من مدينة الصدر في وقت مبكر أمس الأحد بينما كانت تدوي صفارات الإنذار وأصوات إطلاق النيران وتحليق طائرات هليكوبتر أمريكية على ارتفاع منخفض. وقالت امرأة خارج المنزل "استيقظنا لتونا من النوم وفجأة سقطت الصواريخ على المنزل وكان الأطفال يصرخون."