خلال تدشين فعاليات الأيام الثقافية السعودية بصنعاء
صنعاء/سبأ: دشن المستشار الثقافي لرئيس الجمهورية الدكتور عبدالعزيز المقالح ومعه وزير الثقافة الدكتور محمد ابوبكر المفلحي ووزير الثقافة والاعلام السعودي الدكتور عبدالعزيز خوجة مساء أمس في صنعاء فعاليات الأيام الثقافية السعودية التي تستمر حتى الـ2 من مارس.وفي حفل الافتتاح الذي حضره وزير الاعلام حسن اللوزي ووزير التربية والتعليم الدكتور عبدالسلام الجوفي ووزير حقوق الإنسان الدكتورة هدى البان ووزير التعليم الفني والتدريب المهني الدكتور إبراهيم عمر حجري وعدد من المسؤولين وحشد من الأدباء والمثقفين، القى وزير الثقافة الدكتور محمد ابوبكر المفلحي كلمة أعتبر فيها أن إقامة هذه التظاهرة الثقافية السعودية في اليمن تجسد روح الوحدة والإخاء بين الشعبين الشقيقين وتعكس علاقات التواصل والتكامل بين البلدين إستناداً إلى الروابط المتينة التي تجمع شعبيهما الضاربة بجذورها في أعماق التاريخ .وقال: « كانت أسواق عكاظ وصنعاء وعدن وحضرموت منارات للثقافة ومواطن للتجارة وأمكنة للحوار والتفاعل, و ظلت العلاقات تنمو وتتزايد بإزدياد حركة التفاعل بين الشعبين اليمني والسعودي وتوثيق روابط الإخوة بينهما وكان من ثمار هذا التفاعل ما نجسده اليوم في هذا اللقاء الأخوي الكبير وهذه الوحدة بين الأدباء والمبدعين اليمنيين والسعوديين ».ولفت الدكتور المفلحي إلى أهمية وحدة الأدباء والمبدعين في البلدين بما يسهم في مواجهة تحديات العولمة الثقافية والتصدي للإرهاب والتعصب والعنف من خلال ما يجمع بين الأدباء من أهداف عظيمة تحركهم نحو المستقبل المأمول.ورحب وزير الثقافة بهذه الكوكبة الزاهية من رسل الثقافة والابداع القادمين من المملكة العربية السعودية إلى وطنهم الثاني اليمن يسبقهم الحب ويقودهم الشوق إلى لقاء اخوانهم من المثقفين والأدباء اليمنيين بل إلى لقاء شعب اليمن بأكمله.وأثنى الدكتور المفلحي على التقدم الذي أحرزه الأشقاء في المملكة في مجالات الأدب والفنون التشكيلية وكذا التطور الذي تحقق في المؤسسات الثقافية والأندية الأدبية والجمعيات الثقافية بالإضافة إلى الانجازات التي تمت في البنية التحتية والتي نتج عنها نهوض ثقافي رائع في المملكة .وأوضح المفلحي أن الأيام الثقافية السعودية ستحتضنها ثلاث مدن يمنية «صنعاء، عدن والمكلا». وقال: « كنا نتمنى إنتشاراً أوسعاً وحضور اكبر في مدن أخرى تشتاق لمواسم الإبداع والفرح وتتطلع إلى لقاء الاخوة والمحبة, ولكن مايبعث في نفوسنا التفاؤل هو اننا بدأنا الخطوات الأولى في هذه المسيرة الكبرى » .واستطرد قائلاً : مايؤكد هذا التفاؤل ويعمقه هو وجود إرادة سياسية قوية وجادة ممثلة بفخامة الأخ الرئيس علي عبدالله صالح وخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز, تدفع بعلاقات التعاون الأخوي بين البلدين الجارين نحو الامام وتشجع على التفاعل والحوار بين المثقفين والادباء والمبدعين في البلدين. من جانبه قال وزير الثقافة والإعلام السعودي الدكتور عبد العزيز خوجة « نحن الآن نحط ركابنا في اليمن السعيد،يمن الإيمان والحكمة، فالإيمان يمان والحكمة يمانية،..وها نحن الآن بين أهل لنا نقرأ في وجوههم ملامح من وجوهنا وفي كلماتهم دروباً من كلماتنا». وأضاف:«تجمعنا بكم روابط هذا الدين العظيم وعبقرية اللغة الشاعرة وشموخ الجزيرة العربية والثقافة العربية الأصيلة التي تكونت ملامحها الأولى في مكة المكرمة والمدينة المنورة ونجد وصنعاء وتريم ومدن أخرى تسكن ذاكرة كل من تغنى بشعراء صدعوا بشعرهم هناك وهنا وترنم بهذه اللغة الشامخة التي سكنت القلب فرقصته والعقل فهذبته وهانحن الأن نتسم بأريج العشق اليماني».وتابع الوزير السعودي « نبحث عن أبيات شعر طالما استشعرناها في أفئدتنا فطربنا مع قصائد البردوني وطربنا مع باكثير والزبيري وحسن اللوزي وكثيرين لا تحضر أسماءهم ذاكرتي من شعراء اليمن السعيد، كما أننا وجدنا أنفسنا نردد مع عبد العزيز المقالح عشقه الأبدي وأبجديته اليمن شعرا قاله في صنعاء عاصمة الروح».وقال: « إن الحديث عن الصلات العظيمة مابين البلدين المملكة العربية السعودية والجمهورية اليمنية حديث طويل وحبيب ولن تستطيع العبارات مهما تشعبت أن تفي تلك الصلات التي تجذرت في أعماق التاريخ وتأصلت في نفوس الأبناء والأباء والأجداد وبدت ظاهرة أصيلة في هذا الجمع الكريم فكان أبناء المملكة العربية السعودية وأبناء الجمهورية اليمنية بحق شعباً واحداً،عرف ذلك المواطن البسيط وعمق هذا الشعور القيادتان الحكيمتان في بلدينا بقيادة الزعيميين العربيين الكبيريين خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبدالعزيز وفخامة الرئيس علي عبد الله صالح عبر سعيهما الدؤوب لإعلاء تلك الروابط الروحية التي لم تزدها الأيام الإ حكمة ومضاء». واشتمل الحفل الفني الذي أقيم بالمركز الثقافي بصنعاء وأحيته فرقتا الموسيقى والفنون الشعبية السعودية على عدد من الفقرات الغنائية لعدد من الفنانين السعوديين تخللتها عروض فولكلورية من التراث السعودي. وتبادل وزير الثقافة الدكتور محمد ابوبكر المفلحي ووزير الإعلام حسن احمد اللوزي مع وزير الثقافة والاعلام السعودي الدكتور عبد العزيز خوجة الهدايا التذكارية تعبيراً عن العلاقات الحميمة بين الشعبين الشقيقين. وكان الدكتور المقالح ومعه وزيرا الثقافة قد افتتحا عصر أمس معرض الفنون البصرية على رواق بيت الثقافة بصنعاء والذي اشتمل على 120 عملا منها 40 لوحة تشكيلية،و40 صورة فوتوغرافية،و25 لوحة خط عربي،و15 عملا خزفيا تعكس جميعها المستوى الفني الذي وصلت إليه تجارب 35 فنانا وفنانة، عكست اعمالهم الحرفية والفنية العالية وحجم التنوع والثراء في تجارب الفنون البصرية السعودية.كما تم مساء امس بالمركز الثقافي بصنعاء على ايقاع عروض فلكلورية واهازيج دوسرية سعودية افتتاح معرض النخيل والتمور الذي ضم مختلف أنواع التمور التي عرفتها المملكة العربية السعودية،ومعرض الحرمين ومعرض الكتاب الثقافي والادبي السعودي الذي ضم أكثر من الفي عنوان شملت مختلف المجالات الثقافية والأدبية والدينية والتاريخية والعلمية لعدد من المؤلفين السعوديين. وأكد وزير الثقافة والإعلام السعودي لوكالة الأنباء اليمنية /سبأ/ على خصوصية فعاليات الأيام الثقافية السعودية واهميتها في تعزيز وتوطيد التعاون الثقافي بين البلدين االلذين تربط بينهما علاقات تضرب بجذورها في اعماق التاريخ .واعرب عن الشكر والتقدير لليمن قيادة وحكومة وشعباً لإتاحة الفرصة للفنانين والشعراء والادباء السعوديين وللثقافة السعودية ان تحل ضيفاً على اليمن الشقيق .وقال: «ان هذه الفعاليات ستسهم في تعزيز التواصل بين أدباء وفناني ومثقفي البلدين الشقيقين وستولد افكاراً ومشاريع جديدة».وأكد على قوة العلاقة الأخوية بين البلدين وقال:« ان الأواصر بين المملكة واليمن هي أواصر وثيقة على كل المستويات،ليس فقط السياسية وانما ايضا الانسانية والادبية والثقافية وهذه هي التي تربط الشعوب دائما بعضها ببعض».من جانبه أكد وزير الثقافة المفلحي في تصريح مماثل على عمق الدلالة التي تكتسبها إقامة الأيام الثقافية السعودية في اليمن وما تجسده من نقلة هامة في العلاقات الثقافية بين البلدين الشقيقين.وقال « نحن اليوم ندشن فعاليات الايام الثقافية السعودية ونفتتح هذه المعارض التي تعكس المستوى المتطور للتجربة السعودية في الفنون البصرية وفي بقية مجالات العمل الثقافي والابداعي والتنموي».واشار الى ماتتيحه هذه الفعاليات من فرصة لمبدعي البلدين في التواصل وفتح قنوات حوار مستمر لتبادل الخبرات و تعميق العلاقات فيما بينهم لأن هذه هي العلاقات الحقيقية التي تبقى للمستقبل.وأكد على ان العلاقات اليمنية السعودية اليوم هي في أرقى مرحلة من مراحل التطور .. لافتاً الى ان تواجد هذا العدد الكبير من الفنانين والفنانات رسامين وشعراء وأدباء يشكل انطلاقة جديدة في علاقات البلدين.هذا وستشهد فعاليات اليوم الثاني من الأسبوع اليوم الأربعاء ندوة فكرية حول «صناعة نشر الرواية السعودية» يتحدث فيها بجامعة صنعاء خالد اليوسف ويديرها محمد المنقري، فيما تقدم في الفترة الثانية على قاعة المسرح الصغير بالمركز الثقافي بصنعاء عروض سينمائية عناوينها«بقايا طعام، ليلة البدر،حلم بريء،حالة،لمس». كما ستشهد أمسية شعرية على قاعة المركز خلال الفترة المسائية يحييها الشعراء السعوديون زينب غاصب، جاسم عاكر، على الهوماوي، يحيي الشعبي،ويديرها عبده قزان، ومن ثم يقام عرض مسرحي بعنوان «على خيوط الموت»، يليه امسية قصصية يشارك فيها سعود الجراد،صلاح القرشي، خالد الخضيري، ويديرها عبرالرحمن العكيمي.