محمد الأميرلأول مرة تضم اروقة قاعة المؤتمرات في بيروت مؤتمراً لبنانياً خالصاً منذ ثلاثين عاماً دون ان يكون بين فرقائه ثمة وسيط عربي او اجنبي والذي كان في العام 5791م ما سمي بمؤتمر الحوار الوطني وقد فشل فشلاً ذريعاً في وقف الحرب حينها .. بل انه وبعد مؤتمر الحوار ذاك الذي شهدته بيروت ولبنان على مدى اعوام ان لم يكن قرون .ويعد هذا - بحد ذاته - - ابرز النجاحات .. وان لم يبدو ان ثمة بادرة لنجاحات يمكن ان تتحقق قبل ان تتلطف الاجواء المشحونة بالتوتر بين جميع الاطراف والتيارات التي دخلت الى القاعة .فالمخاوف الكثيرة ان حالة التشنج السياسي والمبالغة في تحديد سقف عالٍ لكل حزب وتيار على حدة على مدى الاسابيع والاشهر القليلة الماضيةواتضح من تصريحات النواب ومندوبي التيارات ورؤساء الكتل والاحزاب اللبنانية التي خرجت من المؤتمر ان الجميع وقف امام حقيقة لا يستطيعون الهروب منها وان عليهم تخفيف حدة الاحتقان السياسي في البلاد وان يلجؤا الى ضرورة التعاطي فيما بينهم ومع بعضهم البعض فقطوليس مفيداً ان يحقق اللبنانيون معجزة وفاق لبناني - لبناني بحت اذا ما كان هناك شبح الاجنبي ، او ان كان ثمة محركات للاوضاع السياسية يتم تعديلها عن بعد بواسطة الريموت كانترول .فالتقرير السياسي المخيف يعكس نفسه على الشارع اللبناني بنوع من الرهبة والخوف اللا متناهيين بعدم الامن والطمأنينة الى مستقبل الايام ، لاسيما وان لبنان يتوسط - هو الآخر - محيطاً اشبه بفوهة بركان وشيك الانفجار .ناهيك عن ان أي احتكاك بسيط بين أي من الاطراف المحلية يمكن ان يسوق البلد الى مالا تحمد عقباه ، والامثلة ليست بعيدة كما ان لبنان واللبنانيين لا طاقة لهم - والجراح لم تندمل بعد - بحرب ضروس أخرى يمكن ان تمتد إلى ثمانية عشر عاماً اخرى .وكل الاطراف بحاجة الى مراجعة لمواقفها وسياساتها وان تحاول - قدر المستطاع - ان تختبر قدرتها وقدرة الطرف الآخر ، المنافس وليس الخصم كما تعده التصريحات غير المسؤولة ، وعلى كل طرف ان يجبر نفسه على تقديم تنازلات لتقريب وجهات النظر . وان عد ذلك من قبيل التضحية لمصلحة البلد وتجنبها الانحدار نحو التأزم السياسي الخطير .فأي من البنود الرئيسة التي طرحت ولا تزال تطرح على المائدة للنقاش لا تعد من رابع المستحيلات اذا ما عقدت النية للاقتراب نحو اتفاق حقيقي لمعالجة كل القضايا السياسية اللبنانية .
حوارات لبنانية هادئة !!
أخبار متعلقة