د. زينب حزاملانبالغ إذا قلنا إن المسلسلات اليمنية - سواء كانت تقدم في القنوات الفضائية اليمنية أو الإذاعية- مظهر من مظاهر التقدم الثقافي الدرامي..ورغم الصعوبات التي تواجهها هذه المسلسلات من إنتاج وعرض وتصوير وتسويق،إلا أن عزيمة الممثل والكاتب والمنتج اليمني لا تلين.وتبذل كل الجهود في تطوير الدراما اليمنية من خلال تحويل بعض الأعمال التلفزيونية والإذاعية إلى أعمال سينمائية.ورغم عبقرية الممثل اليمني،في تطوير السينما اليمنية،نجد أنفسنا أمام جسد بلا روح تجرى (هرمنته) بحوارات مملة في بعض المسلسلات التلفزيونية تتجاوز ما هو منطقي لتتحول إلى ثرثرة تهدف التطويل لهذا المسلسل تماماً مثلما يفعل البعض في المسلسلات العربية المملة.إن الإخراج بشكل عام أكان لمسرحية أو مسلسل أو سينما- كما يفهم الجميع- لغة لها مفرداتها ودلالاتها ومصطلحاتها وإيحاءاتها،فهي لغة موازية ومترجمة للغة النص،لكنها لا تظل على هذه الحال،بل تتحول إلى تفاعل بين النص وإخراجه،فلا يحدث أي انفصال بينهما وبين الأفعال والأقوال- الكلمة والحركة،بل يبدو العمل وحدة متكاملة على الرغم من تعدد العناصر،ذلك أن الإخراج يعد هدفاً إستراتيجياً ففيه يتم تحويل النص المكتوب إلى مشاهد مثيرة ولتأملات وانفعالات المشاهدين التي تمنحها لهم الحياة اليومية بكل تعقيداتها واضطراباتها.. ولا تتم هذه العملية في المسلسلات التلفزيونية أو الإذاعية أو السينمائية إلا بتجسيد النص من خلال التمثيل أو التصميم الموسيقي والإضاءة أمام الجمهور الذي يتفاعل معه.إننا لا ننكر جهود الممثل والمخرج اليمني في معظم الأعمال الدرامية اليمنية،لأنه يبحث بجد عن التراث المحلي للمنطقة،ويبحث باستمرار عن أساليب جديدة تجعله يتعرف على خصوصيات المشاهد اليمني،محاولاً التقريب في المصلحات والعبارات المستعملة في نصوص مثل الشعر الشعبي والحكم والأقوال المأثورة التي تنبع من هذا المخزون الثقافي.لقد أثبت المخرج اليمني بشكل عام من خلال تقديم المسلسلات الرمضانية في التلفزيون والإذاعة تمكنه من تقنية المعالجة الدرامية للنص،ذلك أن انطلاقة هذه التجربة نابعة من عملية التأليف نفسها،فكان يبحث دوماً عن نص درامي لهذا المسلسل بعيد عن البهرجة والدعاية،تمتزج فيه طرق الكتابة التقليدية بعناصر جديدة في عملية الحكي الدرامي،لذا كان يدرك منذ البدء المخرج اليمني لهذه المسلسلات الدرامية ما سيفعل النص داخل إطار الإخراج الدرامي،ويمكن القول إن النص الدرامي ما زال يحتاج إلى المزيد من جهود كتاب الدراما،وإن كاتب الدراما اليمني يبحث عن التشجيع وتوفير المناخ الهادئ حتى يتمكن من تقديم المزيد من الجهود في هذا العمل الإبداعي.وكنت قد التقيت بأحد كتاب الدراما التلفزيونية اليمنيين “وهو خريج المعهد العالي للمسرح في موسكو” وسألته عن أحد أعماله الدرامية فقال لي: “أنني أستخرج أعمالي الدرامية من الحياة اليومية، من واقع كل يوم، بالطبع هناك معالجة فنية وجمالية، فكل عمل إبداعي يحتاج إلى معالجة حتى يتم تسخيره لخدمة المجتمع اليمني ويهدف إلى رسم واقع المتفرج”.إنني كمشاهدة للدراما التلفزيونية اليمنية التي عرضت في شهر رمضان، أكد أنها جهود مشكورة، وأعتقد من معرفتي بهموم الكتاب والممثلين والمخرجين اليمنيين، أنهم في أمس الحاجة إلى ميزانيات تكفي لتقديم الأعمال الدرامية بطريقة جيدة، وأن العمل الدرامي التلفزيوني يحتاج إلى تجهيز استوديوهات ومعدات تقنية حديثة، وكوادر وطنية تملك الخبرة والمهارة المتميزة لتقديم هذه المسلسلات والأفلام السينمائية.
|
رياضة
المسلسلات اليمنية.. والبحث عن كل جديد في عالمها الدرامي
أخبار متعلقة