منحة القمح التي صرفت منها الدفعة الأولى في وقت سابق، صدرت التعليمات بصرف الدفعة الثانية منها مؤخراً لموظفي الدولة والمتقاعدين وغيرهم ممن شملهم الصرف بواقع كيس قمح لكل فرد.. والطريقة التي تمت بها عملية الصرف في الدفعة الأولى كانت ميسرة وسهلة ودون أي متاعب تذكر، أما ما يحدث في صرف الدفعة الثانية وخصوصاً محافظة أبين فهو حقيقة لا يطاق بالنسبة للمسنين من الرجال والنساء الذين شاهدت الكثير منهم وعلى وجوههم آثار التعب والسخط في رحلة العذاب للحصول على كيس القمح.. وهذه الرحلة تبدأ بعد صرف الكوبون لتذهب به إلى إدارة البريد للحصول على الرقم المالي وختم البريد، وطبعاً عليك الوقوف في الطابور المزدحم أمام نافذة البريد الممتد إلى أكثر من كيلو متر، وهناك يحدث العجب، فازدحام بوابة المكتب دائم، وبالمناسبة هذا المكتب تتم فيه عملية تعميد الكوبون مرة أخرى من قبل مندوب المؤسسة الاقتصادية، وفي وسط الزحمة يوجد أشخاص يحملون أكياساً مملوءة بالنقود والكوبونات يروجون لأسهل الطرق وابخسها ثمناً لكيس القمح، وأول ما يصل شخص بيده كوبون يباشرونه بالقول:» باتبيع» وكل واحد منهم يقدم السعر الذي يراه مناسباً مع الموقف، وكثير من الناس اضطروا إلى بيع الكوبون لعدم قدرتهم على مواصلة المشوار، أما الذين صمدوا في هذه الرحلة وأنجزوا المهمة، فعليهم أن يعودوا مرة أخرى إلى مكان آخر بالقرب من مكتب البريد لينتظروا وقت استلام كيس القمح وقد يطول ذلك إلى أكثر من يوم أما نتيجة للازدحام أو لنفاد الكمية الموجودة في المستودعات.فهذه الرحلة المكوكية للحصول على القمح، شاقة على الموظفين وغيرهم من المتقاعدين الساكنين في مدينة زنجبار وضواحيها فما بالك بالقادمين من مناطق بعيدة أو من المديريات.أما كان الأجدر أن تتم العمليات كلها قبل توزيع الكوبونات على المستحقين وتجنيبهم هذه العذابات والابتزاز من قبل سماسرة شراء القمح، أم أن استخدام هذه الطريقة متعمد لصالح سماسرة الشراء وكل شيء بأجره.
أخبار متعلقة