مدن عربية وعالمية
باليرمو هي عاصمة جزيرة صقلية وكبرى مدنها,تقع في الجزء الغربي منها ، وهي عاصمة مقاطعة باليرمو تتعتبر مدينة سياحية جميلة ...الوجود البشري في باليرمو يعود إلى ما قبل التاريخ و هو بين الأقدم في صقلية ، من خلال رسومات الموجودة في الكهوف ، ولا يعرف تاريخ تأسيسها بالظبط و كانت تدعى (Sis ) يعني زهرة بلغة سكانها الأوائل الإفريقية ، و هم قوم جاءوا من فلسطين يطلق عليهم اسم Matabei و قدموا إليها عبر إسبانيا و قد أطلق عليهم المؤرخ اليوناني هيرودوت اسم سيكاني ( ( Sicani، و عمروها من القرن الثاني عشر قبل الميلاد حتى القرن العاشر قبل الميلاد . في عام 743 ق.م أقام الفنيقيون القادمون من مدينة صور مستعمرة تجارية مزدهرة في منطقة باليرمو كانت على علاقة تجارية و تصادمية مع السيكولي سكان الجزء الشرقي من صقلية ، أول بناء الذي ما لبث أصبح مدينة كبيرة وقد سمي Mabbonath وهو أهم الأبنية المكونة لما يسمى المثلث الفينيفي و البناءان الآخران واحد في جزيرة موتيا و الأخرى في سولونتوم التي تبعد 18 كم عن باليرمو كما ذكر المؤرخ اليوناني ثيوسيديدس ، و لم يبقى من العصر أثار العصر الفينيقي في باليرمو سوى أثار مقبرة نكروبولس ، بين القرنين الثامن و السابع قبل الميلاد استعمرها الإغريق و سموها Panormus أي كل الميناء نظرا لميناءها الطبيعي و جبد ، تعاملت تجاريا مع الدولة القرطاجية في صقلية و تعايشت معها .ظلت باليرمو مدينة الفينيقية حتى الحرب البونيقية الأولى (264-241 قبل الميلاد) ، عندما سقطت صقلية تحت حكم الرومان ، و كانت الحقبة الرومانية هدوءا ، و صارت باليرمو تحت الادارة الإقليمية في سيراكوزا و كانت مدينة مزدهرة و جميلة خلال العصر الروماني الذهبي ،و عندما انقسمت الامبراطورية الرومانية ، ظلت صقلية و باليرمو تحت حكم الامبراطورية البيزنطية الشرقية.و أثنا ء عصر تدهور الإمبراطورية الرومانية تعرضت باليرمو لعدة غزوات ففي عام 445 م تعرضت لغزو الوندال حتى سقطت في حكم القوط ثم عادت للبيزنطيين 535 م .في القرن التاسع توجه المسلمون الأغالبة من شمال أفريقيا إلى صقلية فاتحين و فتحوها و سموها باليرم عام 831 و كامل الجزيرة عام 965 م و هم الذين نقلوا العاصمة صقلية إليها و لا تزال حتى الآن ، و خلال هذه الفترة الإسلامية أصبحت باليرمو مدينة مهمة في التجارة و الثقافة و يقال أنه كان بها ثلاثمائة مسجد ، وكانت معروفة في كل البلاد العربية ، و كانت فترة ازدهار و تسامح فلم يضطهد لا النصارى و لا اليهود و سمح لهم بممارسة شعائرهم بحرية مع فرض الجزية .و خلال الحكم العربي حصل التغير الحاسم بصعود باليرمو لتكون أهم مدينة في كل صقلية و أكثرها تقدما ، و كانت مركزا لإمارة قوية و بفضل القدرة الإدارية للأغالبة أصبحت أرضا غنية و زاهرة بالتقاليد المميزة للمسلمين بتأثيراتهم الواضحة و المستمرة حتى الآن في اللغة و الأسماء و في الزراعة و هندسة المباني ، و تتضح آثار ذلك لا تزال قائمة في المعالم التاريخية المبنية وسط المدينة القديمة بأحياءها الخمسة : القصر ، و حي الجامع الكبير ، la Kalsa (بمعنى المختار) مقر الأمراء على شاطئ البحر ، و منطقة Schiavoni المخترقة بنهر بابيريتو ، وأخيرا غربا المعسكر حي الجنود و مقر الأمراء القديم .