نواكشوط/14 أكتوبر/فينسنت فيرني:ذكرت الحكومة إن الجنرال محمد ولد عبد العزيز الذي أطاح بأول رئيس موريتاني منتخب ديمقراطيا في انقلاب العام الماضي فاز في انتخابات الرئاسة من الجولة الأولى.وأوضح وزير الداخلية محمد ولد ارززيم يوم الأحد بعد ساعات من رفض مرشحي المعارضة الرئيسيين للانتخابات بوصفها زائفة أن عبد العزيز حصل على 52.6 في المائة من الأصوات.وقال ارززيم انه لا توجد أي شكاوى رسمية مما يلغي الحاجة إلى إجراء جولة إعادة، ولا يزال يتعين أن تقر المحكمة الدستورية نتيجة الانتخابات.وأفاد عبد العزيز الذي تعهد بمعالجة الإرهاب في بلد شهد هجمات متفرقة من جانب القاعدة أن هذا نصر ضد الفقر والجهل وان الذين يقولون أن هناك تحايلا لابد وان يقدموا دليلا ملموسا.والانتخابات التي جرت يوم السبت هي الأولى منذ أن أطاح عبد العزيز بأول رئيس منتخب ديمقراطيا لموريتانيا في أغسطس الماضي. واستهدفت الانتخابات إقناع المستثمرين والمانحين بان البلاد مستعدة للعودة إلى صفوف المجتمع الدولي بعد العقوبات التي فرضت عليها في أعقاب الانقلاب.وأصدر المنافسون بيانا يوم الأحد قالوا فيه أنهم بادئ ذي بدء يرفضون بشدة النتائج الملفقة وثانيا يطالبون المجتمع الدولي بإجراء تحقيق لتسليط بعض الضوء على العملية الانتخابية.وأشار محمد ولد بيا المتحدث باسم المجموعة انه تم التلاعب في القوائم الانتخابية وان الناخبين استخدموا بطاقات اقتراع وبطاقات هوية مزورة خلال الانتخابات لزيادة عدد الأصوات الممنوحة لعبد العزيز. ولم يقدم أي دليل على مزاعمه.وكان مرشحو المعارضة الرئيسيين يعتزمون مقاطعة الانتخابات في بادئ الأمر لكنهم وافقوا على المشاركة بعد مفاوضات مطولة في خطوة قال دبلوماسيون أنها ستضفي قدرا أكبر من المصداقية على الانتخابات.ولم يوفد لا الاتحاد الأوروبي ولا الأمم المتحدة مراقبين لكن فريق الاتحاد الإفريقي في موريتانيا قال أن الإقبال كان مرتفعا ووصف الانتخابات يوم السبت بأنها شفافة.ومن بين المنافسين لعبد العزيز المعارض المخضرم احمد ولد داده وأعل ولد محمد فال وهو قائد انقلاب سابق ومسعود ولد بلخير وهو سياسي قاد التحدي للانقلاب العام الماضي.وأظهرت النتائج التي أعلنتها وزارة الداخلية أن مسعود وولد داده كانا اقرب المنافسين لعبد العزيز حيث حصل مسعود على 16.3 في المائة من الأصوات فيما حصل ولد داده على 13.7 في المائة.وتوقع محللون فوز عبد العزيز لكنهم قالوا أن اشتراك ولد داده وفال الذي حظي الانقلاب الذي قاده عام 2005 بشعبية لأنه عزل حاكما عسكريا كان يحكم البلاد لفترة طويلة يمنح الناخبين فرصة حقيقية ويعزز من موقف المعارضة.ووعد عبد العزيز بخفض أسعار المواد الغذائية والوقود وهو الوعد الذي من المرجح أن يستميل الكثير من الموريتانيين . ويعيش 40 في المائة تحت خط الفقر في دولة تصدر الأسماك وخام الحديد لكنها تأمل أن تزيد إنتاجها النفطي من حقول النفط البحرية.واشتبكت الشرطة الموريتانية مع من يشتبه في أنهم متشددون من القاعدة في العاصمة يوم الجمعة بعد أسابيع من إعلان القاعدة بأنها قتلت موظف إغاثة أمريكيا هناك. وعلقت الولايات المتحدة التعاون في مجال مكافحة الإرهاب بعد الانقلاب الذي وقع في عام 2008.وقال عبد العزيز أن بلاده تأخذ هذا التهديد الإرهابي على محمل الجد وانه لا يتعين عليها مكافحة الإرهاب على المستوى الأمني فحسب ولكن أيضا من خلال تحسين ظروف معيشة الشعب ومكافحة الجهل.وسيعطي إجراء انتخابات حرة مثالا ايجابيا يحتذى بالنسبة لباقي المنطقة التي أصبحت فيها الانقلابات العسكرية والأزمات الدستورية سمة سياسية خلال العام المنصرم.ولكن منافسي عبد العزيز شكوا من أن الانتخابات أحدثت عكس ذلك. وقال مسعود “من الواضح تماما بالنسبة لي أن ما نشهده هو تمثيلية انتخابات.”