اقواس
نجيب الماوري كان السلفيون ينظرون إلى الحوار على إنه أم الخبائث وكانوا يشنون الغارات الشعواء على القائلين به أو الساعين إليه،اما الخائضون فيه فتراهم يبدعونهم بل يرمونهم بالطاماتمرت الأيام والسنوات وفي رجب العام1429هـ أتانا العجب،فقد رأينا بأم اعيننا قيادة المملكة ومفتيها الاكبر يجوبان شوارع مدريد حتى استقربهما الحال إلى ندوة حوار الاديان وأستمرت هذه الندوة ثلاثة أيام..هذا هو المنهج الحق،الذي ظهر بعد غيبة،وأنار بعد غبثة وظلمة،المجادلة بالتي هي احسن ليست بالتي هي أسوأ،هكذا سعى مفتي عام المملكة إلى مدريد ملتقى الأضداد ومفترق الأحباب..حاملاً معه دعوة الحق.مستعلياً بها ليبينها لمن خفيت عليه،وهو بعمله هذا فك التحجر وفتح الباب على مصراعيه أمام الرأي والرأي الآخر.وعندما سمع أصحاب الغلو من السلفية بهذا الخبر ارتجت عقولهم حزناً لفعل شيخهم فأراد بعضهم أن يدخل معترك الجدال والمعاتبة مع مفتي عام المملكة،ثم توزعوا عند هذا الأمر لالشيئ وإنما سلامة لقرونهم وحفاظاً على مشيختهم الموقرة،ولكي لا يصبحوا بين عشية وضحاها ضحايا لمفتي عام المملكة فهم يعرفون سطوته،فهو الجبل والطود الأشم....لهذا آثروا الصمت على الكلام،والركون على الاقدام و.....وتذكر مصادر-لم أتاكد منها أن محمد الأمام خرج عن صمته وعرَّض بمفتي عام المملكة تلميحاً لا تصريحاً في شريطه عن حوار الأديان،واعتقد أنه بعمله هذا أهدر نفسه لمن هم دونه وخشى على مشيخته من الزوال وكتبه من الاضمحلال فهو يعرف قدر مفتي عام المملكة...واليوم صار الحوار عند السلفيين بمثابة المشهور المتواتر،بعدما كان إلحاداً كبيراً وكفراً ظهيراً،فأين المستنكفون ،عن هذا الحوار من السلفيين واين المستنكرون غير المناكير منهم؟لا أحد فيا للعجب!! ما أعجب العجب،والحوار في رجب! هذه نقله ما شهد تاريخ السلفية ملثها من قبل،وعساها أن تكون خيراً،نقله لإقامة حجَّة...وقد شاع أن أصحاب الغلو من السلفية عافوا هذه النقلة!!!نقول لهم أما أنتم يا أصحاب الغلو،فلا على الحجة البيضاء اعتمدتم،ولا بالكتاب والسنة قنعتم، ولا بالآثار والمرويات اكتفيتم،بل لكم في كل يوم فتوى، وفي كل شهر دعوى في كل سنة فتنة وبلوى.وِأما مفتي عام المملكة فما سمعنا منه إلا خيراً ،فقد كفَّرتم الكُتَّاب،ورد تكفيركم إلى نحوركم،وآذيتم المسلمين من الغمز واللمز واللغط والثرثرة،وأوغلتم في التسفيه والتجهيل،فما سفهكم وما جهلكم،وأنتم بالسفه والجهل أحق وأولى فأنتم أهله وفيكم نشأُ.