هناك العديد من صحف بلادنا اليومية والأسبوعية تدعي أنها صحف معارضة للسلطة الحاكمة، والمعارضة الوطنية الصادقة بريئة منها براءة الذئب من دم ابن يعقوب، ومنها (أي تلك الصحف)، تدعي تفردها بنشر حقائق الأمور وهي كاذبة وتفتقر إلى حرفية المهنة وأخبارها مبللة بالارتزاق فما الذي يهمنا كقراء إن مات جمل في الحديدة أو أصيب كلب بأنفلونزا الطيور أو دجاجة فقس بيضها قبل موعد الولادة بتسعة أشهر. هكذا نتصفح تلك الصحيفة الهزيلة العرجاء في سيرها وعندما تشتد عليها الأمور تجدها تتشاكى وتذرف دموع التماسيح استجداء للرحمة والعفو كما حدث لأحد كتابها أمام القضاء حيث أعتذر علناً حتى ينجو من عدالة القضاء من مغبة كتاباته التحريضية المريضة في تلك الصحيفة التي تظن بذلك الترويج بأنها قادرة على إلغاء نظام سياسي ديمقراطي وتعكير صفو الوحدة الوطنية العظيمة.. ذلك الصحفي (تعوذ من الشيطان وبطل التطاول) وأعرف حق المعرفة أن ليس له ناقة أو جمل في مهنة الصحافة مثل أولئك الورثة الذين كان والدهم من كبار موظفي السلطة البريطانية الحاكمة والمحتلة للشطر الجنوبي من الوطن الحبيب. بل وتسعى بعض تلك الصحف إلى السماح لقراصنة الحرف والكلمة بشتم هامات من أبناء الوطن الحبيب لا لشيء ولكن لحقد أسود دفين، وغالبية قرائها ممن يحبون الكلمات المتقاطعة والتسالي والأخبار الفنية والمحلية النادرة فيها والتي يتم نشرها من خلال استرجاع موروث لقدم صدورها واللافت للانتباه أن بعض كتابها من نفس الموروث القديم الذين عافت الصحف الوطنية نشر كتاباتهم المكررة والمملة (ولا يصلح العطار ما أفسده الدهر) تلك الصحف عندما تساند المتمردين على النظام والدولة لأنها مجبرة على ذلك فميزانيتها تعتمد على ما يرميه لها المتمصلحون لإزعاج الوطن الحبيب ووحدته من دول هشة النظام وضعيفة السياسة وهمجية التصرف وعدم الوعي لأحزاب سياسية يقودها مقاولون معماريون وهم أيضاً ممن توارثوا السياسة وقد رفضهم شعبنا منذ ما قبل الاستقلال في 30 نوفمبر لأنهم في الأصل كانوا كتبة وحراس مخازن لدى النظام الأنجلوسلاطيني وحزبهم المدجن (يرعى مع الراعي ويأكل مع الذيب) بعض تلك الصحف كانت تشتم النظام الشمولي فأخرسها الواقع واليوم تمدح وتطبل للفلول المتبقية منه، صحف تتناقض مع نفسها وتقف ضد المواطن والوطن، رغم أن القائمين عليها (لهفوا الكثير من الأراضي واستفادوا من خيرات الوحدة الوطنية) التي يناصبونها العداء كإرتزاق ليتكسبوا من وراء ذلك، إن الكلمة موقف والإنسان موقف فإذا سقط المبدأ سقطت كل المعايير.بعض تلك الصحف وجدت فرصتها للتواجد في بعض الأسواق خارج الوطن ببلدان تسعدها تلك الأكاذيب المنشورة فيها بالمقابل المدفوع سلفاً وتسيء لأبناء الوطن الشرفاء وللوطن الغالي أيضاً على الشرفاء من أبنائه فنشر الغسيل الوسخ الذي يلطخ سمعة الوطن لن يؤثر على السلطة الحاكمة فقط وإنما الأثر على الوطن والمواطن، إن لغة التحريض ولغة العداء والمجاهرة بالسوء ليست إلا لغة العاجزين والفاقدين للوعي وهي لغة تآمر على الوطن وإبراز الفئوية والقبلية والمناطقية المريضة، إن تعدادنا السكاني في حدوده 20 مليون ولو وجدنا منهم 2 أو 3 ملايين عاق ومتمرد لا يؤثر في اتجاه السلطة وحنكتها وحكمتها في قيادة دفة السفينة إلى المسار الصحيح ومثل تلك الصحف (كفأر يتقفز فوق جبل) مع إن الإعلام يعتبر السلطة الرابعة لو استطعنا استخدامه بشكل إيجابي ولمصلحة الوطن، إني في الحقيقة أترحم وأرأف بمصير تلك الصحف المخزية والذين يتعاملون مع الباعة المتجولين لها بأنهم أعمدة الإعلام وفطاحلة السياسة وأن الدولة لا عمل لها غير (مطافحتهم وأذيتهم) برغم أن هناك صحفاً تتناول قضايا مصيرية وتتحدث عن إختلالات هنا وهناك وفساد وتعثر في سير بعض الجهات الحكومية ولكنها لا تشكي ولا تبكي لأنها شفافة في طرحها ولأن السلطة أصلاً قائمة على الديمقراطية والتعددية وقبول الرأي الآخر فهل تتعظ تلك الصحف من ذلك (وتتعوذ من الشيطان)-(فكثر الحكوك يسيل الدم - والقصير يموت وغداه في الطاقة).
|
اتجاهات
دموع التماسيح
أخبار متعلقة