في مكتبة الأستاذ التربوي القدير اسكندر عبده قاسم:
*[c1] المفكرون ـ دائماً ـ لا يُذكرون إلا بعد رحيلهم [/c]حاوره/ شوقي عوضيعد الأستاذ اسكندر عبده قاسم أحد التربويين المقتدرين الذين أسهموا إسهاماً كبيراً في تخريج أعداد كبيرة من الطلاب المتفوقين والذين اصبحوا يحتلون مراتب رفيعة وسيتبوأون مناصب مرموقة في مختلف أجهزة الدولة وفي شتى مجالات الحياة اضافة إلى اسهاماته في المجال التربوي فهو شاعر غنائي ومثقف له اهتمامات في كتابة أدب الأطفال ويمتلك مكتبة أدبية وثقافية وتربوية.لهذا أحببنا ان نجري معه هذا اللقاء لنتعرف على النشأة والتكوين الثقافي والأدبي وتجربته الإبداعية والثقافية والتربوية.ـ ......؟ أنشأت مكتبتي المتواضعة في عام 1963م عندما كنت مدرساً تحت التدريب وذلك حينما كنت أشاهد أستاذي وجاري إدريس احمد حنبلة يجمع الكتب والمجلات والصحف ويقوم بتوثيقها بعد الاستمتاع بقراءتها فتعلمت منه كيف أبني مكتبتي المتواضعة والتي تجمع في حناياها كتباً ومراجع علمية وثقافية وأدبية وفنية وحتى المجلات والصحف القديمة.ـ ......؟ العناوين التي مازالت عالقة في ذهني كثيرة أهمها:ـ فيض الخاطر.. احمد أمينـ الأموات يتكلمون .. علي مهدي الشنواحـ قصة مدينتين.. تشارلز ديكنزـ من فلسطين.. وإليها.. يحيى الدين الحاج عيسىـ ارجوحة القمر .. صلاح بكيـ آخر الليل.. محمد درويشـ اوليفر تويست.. تشارلز ديكنزروبرت أومنزو.. تشارلز ديكنزـ الأيام.. د. طه حسينكل هذه الكتب والقصص قيمة وغيرها فبعضها إنسانية وبعضها يحكي عن هموم في حياة الإنسان والبعض الآخر يحكي عن المآسي والظلم في هذا العالم وهناك عن الحب القاتل كقيس وليلى وروميو وجوليت .. والغزل والجمال والخيال فحينما تستمتع بقراءة كتاب أو قصة فأنت فعلاً تعيش مع كاتبها ومؤلفها لانك الهدف الذي يقصده ولهذا مازالت هذه العناوين وغيرها عالقة في ذهني حتى اليوم.ـ .........؟أجمل كتاب قرأته هو كتاب الأيام للدكتور طه حسين لانه فعلاً يحكي قصة إنسان ريفي فقير عاش معذباً منذ طفولته وحرم من نعمة البصر وكيف برغم تلك الظروف استطاع ان يجتازها ويتحداها ويصل إلى هذا المستوى الرفيع.ـ ........؟إن الفكر فعلاً يورث الهموم وذلك حينما تريد ان تبدع في حياتك ولا تلقى تقديراً واهتماماً لإبداعاتك وخاصة في بلاد كاليمن.. والفكر هو مفرد للأفكار فكلما فكرت في الإبداع وابراز نواة افكارك إلى حيز الوجود تواجهك أحياناً ظروف ومعوقات حياتية ومعيشية تجعل من هذا الفكر اجهاداً للعقل والجسم معاً ـ فالمفكرون دائماً ما يصابون بحالات من الاحباط والقلق والاجهاد النفسي ولا يذكرون إلا بعد رحيلهم.. فالإنسان بطبيعته وتركيبته السيكولوجية دائماً يفكر في هذه الحياة ويفكر في حاضره ويفكر في مستقبله ومن الفكر ما يقتل الإنسان وأحياناً يتركه مشلولاً بين الحياة والموت وخاصة في عالمنا اليوم والذي طغت فيه الماديات على القيم والاخلاق والمثل وماتت فيه الضمائر فاصبح المفكر أحياناً كسلعة تباع وتشترى وتأتي العولمة لتزيد الطين بلة.فأنا كمبدع لم أعد أفكر إلا في هذه الحياة وكيف أصبح الإنسان فيها وحشاً كاسراً يلتهم أخاه الإنسان فالفكر أصبح محصوراً في معاناة وهموم الحياة.ـ ........؟مشوار حياتي طويل وصعب فأنا فقدت حنان الأبوة وأنا طفل صغير واعتنت بي أمي العظيمة رحمها الله وعوضتني عما فقدته من حنان وكافحت كفاحاً مريراً من أجل بقائي وتربيتي وتعليمي أنا وأختي.. وبرغم ظروف حياتي الصعبة تمكنت من الإبداع في مختلف مناحي الحياة ومازلت ذلك المبدع وذلك القلم الذي لا ينضب مداده برغم مانعانيه جميعاً من اجحاف في حقوقنا كمبدعين وكوادر قديرة وقادرة على تقديم مزيد من العطاء والإبداع .. فلا حياة مع اليأس ولا يأس مع الحياة برغم انني لم اكرم مرة في حياتي كواحد من المبدعين حتى اليوم؟ـ ........؟من أين وإلى أين؟! سؤال يجهد فكري ونفسي كثيراً.. فأنا لا اعرف وحتى الآن من أين وإلى أين؟ ولكن إذا أردت اجابتي الصريحة فأنا ابتدأت حياتي من الصفر وستنتهي أيضاً إلى الصفر إلا بماخلفته من أفكار قيمة لأبنائي الحاضرين واللاحقين.. فالحياة عبارة عن رحلة قصيرة جداً ولا أريد تكريماً إلا من خالقي العظيم حينما ألاقيه بقلب سليم؟ـ .......؟الأسئلة كثيرة.. بعضها مجدية وبعضها غير مجدية والسؤال الذي أحببت أن تطرحه علي هو "هل ستبقى على هذا الحال من إهمال وضيم؟ وإلى أين ستنتهي بنا الحياة ياترى؟!