هدوء في غزة وتفاؤل حذر يسود الشارع الفلسطيني
فلسطين المحتلة/وكالات:قال الرئيس الفلسطيني محمود عباس إنه أبلغ وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس التي التقاها أمس برام الله, المحطة الثانية من جولتها الشرق أوسطية رفض الفلسطينيين أية حلول مؤقتة, وسط أنباء عن مباحثات أميركية إسرائيلية حول دولة فلسطينية بحدود مؤقتة أساسها الجدار الفاصل.وقال عباس في مؤتمر صحفي مع رايس إن الهدف الفلسطيني تحقيق رؤية بوش في دولة فلسطينية متواصلة تعيش جنبا إلى جنب مع إسرائيل, وإن الحلول المؤقتة ليست خيارا يمكن البناء عليه, داعيا إسرائيل إلى إنهاء الاستيطان ووقف بناء الجدار والحصار والإغلاقات والاعتقالات والاجتياحات.كما دعا إلى تهدئة شاملة, وشكر لمصر جهودها لإطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين والجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط.وقال عباس إن جهود حكومة وحدة فلسطينية تحظى بالدعم الأميركي والولايات المتحدة ليست بحاجة لتكرار موقفها.سيكون هدف الحكومة -حسب الرئيس الفلسطيني- فك الحصار والاعتراف بمقررات الشرعية الدولية والاتفاقيات وقرارات القمة العربية دون انتقاء, "وإلا رجع إلى الشعب عن طريق الاستفتاء".وقال عباس إن ستة أشهر من مباحثات حكومة الوحدة لم تثمر شيئا بعد, رافضا التعليق على ما تردد من أخبار حول الإعداد للقاء بينه وبين رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) لأن "الحديث في الموضوع سابق لأوانه".أما في موضوع تسليح الأجهزة الأمن الفلسطينية فقال عباس إن السلطة تسعى لتعويض الأسلحة والبنية التحتية التي دمرت, لكنها تطلب السلاح من "الأشقاء" ولا تدخله إلى الأراضي الفلسطينية إلا بشكل شرعي وبـ "موافقة" الطرف الإسرائيلي.وقالت رايس إن الولايات المتحدة معجبة بقيادة الرئيس عباس للشعب الفلسطيني, واعتبرت أن هدف جولتها تسريع تطبيق خارطة الطريق لإنشاء دولة فلسطينية, والوصول إلى زخم أكبر بناء على "الكثير الذي تحقق".وتجاهلت رايس أسئلة حساسة ومن بينها تأكيد أو نفي ما ورد على لسان وزير الشؤون الإستراتيجية الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان أن "عملية عسكرية إسرائيلية كبرى مؤكدة بقطاع غزة", قائلة إنها لا تناقش علنا ما دار بينها وبين المسؤولين الإسرائيليين. ومع جولة جديدة من التهدئة الداخلية والحراك السياسي العالي المستوى، تسود أجواء من التفاؤل الشارع الفلسطيني وقيادته السياسية بشأن تشكيل حكومة الوحدة الوطنية والاتفاق على برنامج سياسي موحد.ورغم ما تناقلته العديد من وسائل الإعلام حول الاتفاق على تشكيل حكومة الوحدة وتوزيع الحقائب الوزارة، رفض ممثلو عدد من الفصائل الإفراط في التفاؤل، رغم الكشف عن مقترحات عربية تجري مناقشتها بين جميع الأطراف.ومع اتفاق الحكومة ونقابة العاملين في الوظيفة الحكومية على تعليق الإضراب الذي استمر أكثر من أربعة شهور، سادت أجواء الارتياح بين الفلسطينيين الذين يتوقون لاكتمال فرحتهم بتشكيل حكومة الوحدة والخروج من دوامة الفوضى.الأمين العام للمبادرة الفلسطينية النائب مصطفى البرغوثي أكد أن الأجواء الفلسطينية الآن أفضل مما كانت عليه قبل أسبوع، مشيرا إلى انحسار موجة الصراعات الداخلية والتوجهات الإيجابية لوقف تبادل الحملات الإعلامية من قبل كافة الأطراف.وأكد وجود "مقترحات حقيقية بناءة وفعالة" تجري مناقشتها بهدف تجاوز العقبات التي كانت تعيق تشكيل حكومة الوحدة، لكنه لم يحدد مصدرها أو مضمونها، مكتفيا بالقول إن "هناك حوارا بناء، وجهودا فلسطينية وعربية تعطي ثمارا إيجابية".وأضاف البرغوثي أنه من المبكر القول إن كانت المقترحات المقدمة كافية لكسر الهوة أم لا، أو ستتمخض عن اتفاق أم لا، معربا عن أمله في أن "تسفر بسرعة عن اتفاق لتشكيل حكومة وحدة وطنية".