إعداد/ ميسون عدنان الصادقتجمع الفنانة بثينة في أعمالها بين روح (السينوغرافيا) المسرحية وبين عناصر العمل التشكيلي – التركيبي الذي يتكون من مفردات سمعية – بصرية دخلت بقوة في حياتنا المعاصرة.فلقد استطاعت الفنانة بثينة إقامة معارض متعددة في دمشق وعدد من الدول والمدن الأوربية وهي حاصلة على عدة شهادات عليا من الجامعات الفرنسية وتميزت بشكل خاص بورشات العمل التي تعقدها منها ورشة أعمال تركيب سينما عام 2003م وورشة تصوير لوحات جدارية (الأماكن) دمشق 2004م وورشة تصوير ضوئي (مناظر طبيعية) دمشق 2005م وهي إضافة إلى ذلك مدرسة نشيطة في كلية الفنون الجميلة بدمشق تترك لدى طلابها شهية اقتحام عوالم فنية جريئة خارج إطار النمطية المتداولة.بداية كان لابد لها أن تبحث عن مكان ما أو فضاء ما يوفر لها شروطاً ملائمة لتنفيذ فكرتها وقد وجدت هذا المكان في صالة (الرواق) بدمشق وهو قاعة مستطيلة تتكون من ثلاثة ممرات متوازية ذات سقوف مقنطرة ويفصل بين الممرات أقواس مفتوحة على بعضها أما المدخل فهو يقسم هذه القاعة المستطيلة من منتصفها واختمرت الفكرة في ذهن الفنانة بثينة ففكرة الأرجوحة التقطتها من خلال علاقتها الحميمة بطفولتها وتطورت الفكرة عندما اقتنعت أن الأرجوحة تتحمل قراءات متعددة تنفتح على مفردات عديدة في حياتنا فهي إضافة إلى الطفولة والطيران والتحليق الحر الطليق يمكن أن تعني التأرجح والنوسان والخوف والشغف.ومع اكتشاف هذه المتتاليات من المفردات فلقد بدأت بثينة تبحث عن الكلمات التي تحمل دلالات معينة مع الحرص الشديد على عدم التكرار وأصبحت الكلمة عنصراً أساسياً من العناصر المكونة للعمل وبعد أن اختارت ثلاثمائة وخمسين كلمة نصبت لكل كلمة أرجوحة تتدلى بجبال مثبتة في السقف المقنطر بخطوط متوازية بعد أن درست الحسابات الهندسية وتوزيع الكتل والفراغات واستخدمت مادة (الكاوتشوك) القاسية واللينة في أنٍ معاً بعد معالجة خاصة لها لكي تأخذ الشكل المقوس بمقاييس موحدة وطلت جدران الصالة باللون الأبيض لكي تبرز التناقض مع لون (الكاوتوشك) الأسود وأيضاً كتبت المفردات على قاعدة (الكاوتوشك) باللون الأبيض وصممت لهذا الفضاء إضاءة خاصة بدت معه وكأنها شلالات ضوئية تتكسر مع الظلال وأكتمل المشهد مع شاشة ضوئية في منتصف القاعة تتردد فيه بالصوت والصورة مفردات الكلام الموزعة على الأرجوحات لسهولة التلقي.
|
ثقافة
الفنانة السورية التشكيلية بثينة علي
أخبار متعلقة