تعرفت إليه بدعوة من زميلي عبد الهادي الحسنين في أمسية رمضانية طارئة فوجدت فيه الجد والحرص والكياسة ونبل المقصد، يتحدث بهدوء وكأنه في غرفة الدرس يميل يمنة ويسرة بين مستمعيه في المجلس، وعرفت أنه تربوي مثلنا، وأن كل هذه السمات تزرعها التربية الحسنة، والتربية النقية في المنزل (الأصل والمعدن) ثم المجتمع، وهلم جرا.حكى لي الأخ/ أحمد سعد طواف ـ مسؤول مؤسسة الصالح الخيرية التنموية بعدن حجم المساعدات التي تقدر بالمليارات تجاه المحتاجين من خلال مشاريع الأضاحي وكسوة العيد و(الراشن) والحقيبة المدرسية وكفالة الأيتام، وغيرها من الحسنات التي هي مساهمة من مؤسسة تحمل اسم فخامة الرئيس وجهده وسخاءه، إلى جانب ما يجمع لها من المال كصدقات وتبرعات تصب كلها في رفد المجتمع بدعم سخي يرفع الغمة والضيم عن بعض المحتاجين الذين صارت حياتهم على الهامش بفعل الغلاء والجشع وأمور كثيرة كان لابد أن تتلقفها هذه المؤسسة الخيرية المهمة.وبصرف النظر عن اتفاقنا معها أو عدم اتفاقنا، فإنها تظل مؤسسة خيرية تقدم الصدقة الجارية التي تحسب لأهلها عندما تفرج الكربة عن الملهوف وتغيثه مما هو فيه.. واستطعت أن أستشف من الأخ/ أحمد طواف قدرته على الإصلاح والإصحاح، وتسلسل عملية الصرف عبر سلسلة من المعلومات والمندوبين والمراقبين الذين تفاعلوا مع الطواف تأكيداً لحديثه وحرصه على وصول المواد الغذائية والدعم لمستحقيه فعلاً، رغم كون عدد من الذين نعرفهم وهم في بحبوحة كانوا يستأثرون بقسط كبير من تلك المساعدات طمعاً وجشعاً وعلى حساب المحتاجين، وهذا هو الفساد بعينه وبقاؤه واستمراره يعني بعثرة للجهود وتضييعا للخيرات وهي أمور يعاقب عليها القانون على الأقل إذا تجردنا من عقاب الله سبحانه وتعالى وقتلنا ضمائرنا أو دسنا عليها.. لطفك يارب!أقول: التقط هذه الأمور الأخ/ أحمد طواف بنظرة ثاقبة وبسلوك هادئ وتمكن من وضع خطة مغايرة لما كان يحدث، ولمسنا فيه من خلال أحاديثه مع مندوبي المراكز والدوائر أنه يريد الأمانة والحرص والاستحقاق بعد أن تصل الكشوفات وفحصها لمعرفة أن هؤلاء فعلاً بحاجة للدعم، وليس للبذخ أو المجاملة، وهذا سلوك جديد وتصرف محمود أرساه هذا التربوي الذي ترى على محياه الأدب والأخلاق والحياء والابتسامة المطمئنة لك، وفعلاً أنه رجل عند المستوى وعند حسن الظن به، ونشعر أنه فعلاً قد أتى في وقت نحن بحاجة له ولأمثاله من الطيبين والمخلصين والوطنيين المحبين لوطنهم وناسهم.لقد تجلت هذه السمات في شخص يجب أن يحظى بدعم السلطة المحلية، وقد حدث ذلك من خلال شرحه لمهمته في عدن، بالرغم من تشاؤمي أول الأمر نظراً للتجربة التي عشناها مع هكذا دعم خيري يذهب لغير أهله.ومن هنا نزجي التحية والتهنئة لابن طواف، وهو يطوف بيوت وأحياء وشوارع المدينة بحثاً عن محتاج معسراو فقير ليمد له يد العون ليتمكن من تجاوز أزمته ومحنته.وتبقى الأمنية أن يطور جزءاً من مهام هذه المؤسسة الخيرية لصالح إيجاد فرص عمل لمن لم تنفتح لهم الأبواب المغلقة، وستكون هذه أفضل وأكبر الأعمال الخيرية إن شاء الله.. ورمضان كريم على الجميع.
أخبار متعلقة