صنعاء/سبأ:يوثق كتاب " تطور الفكر السياسي في اليمن " لحقبة تاريخية مهمة من تاريخ اليمن المعاصر تمتد خلال الفترة 1930 - 1962بكل ما تحتويه من أحداث تجسد في مجملها واقع الظروف التي سبقت و هيئت لاندلاع ثورتي الـ 26 من سبتمبر و الـ 14 من أكتوبر . ويتتبع الكتاب الذي صدر مؤخرا لمؤلفه إسماعيل قحطان وجاء في 342 صفحة من القطع المتوسط مقومات الفكر السياسي الذي مثل جوهر التغيير والتوجه نحو الثورة للإطاحة بحكم آل حميد الدين في الشمال والقضاء على الاستعمار البريطاني في الجنوب منطلقا في ذلك من خلال تقديم نبذة مختصرة عن الأوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية السائدة في تلك الفترة . ويمثل الكتاب من خلال فصوله الأربعة - بحسب مؤلفه - دراسة للفكر السياسي في اليمن خلال ثلاثين عاما التي سبقت قيام ثورة 26 سبتمبر 1962م دون الاقتصار على جزء من اليمن دون آخر. ويعرض الكتاب في فصله الأول ما يعتبره المؤلف المؤثرات التي ساهمت في تشكيل وتطوير الفكر السياسي في اليمن, منها مؤثرات داخلية كالمؤثرات التراثية المتمثلة في الفكر السياسي الإسلامي وسياسات المملكة المتوكلية الداخلية والخارجية وثورتي 48 و 55 وأسباب فشلهما وما أثير من جدل سياسي حولهما والاستعمار في الجنوب وسياسته والمنظمات والأحزاب المحلية التي كان لها دور في التأثير على تطور الفكر السياسي والحركة الوطنية . ويوضح الكتاب في هذا الخصوص المؤثرات الخارجية لاندلاع تلك الثورات والتي تمثلت في كتابات المفكرين العرب من ذوي الاتجاهات الإسلامية والاتجاهات العربية الاستقلالية خلال القرنالتاسع عشر حتى آخر العهد التركي, بالإضافة إلى دور القضية الفلسطينية وثورة 1952م في مصر وأطروحات الأحزاب القومية الإسلامية والشيوعية وتحقق أول وحدة عربية (وحدة مصر وسوريا) ثم فشلها . ووقف المؤلف على عدد من الأفكار السياسية في مقدمتها فكرة الإمامة التي حكمت اليمن لفترة تزيد على ألف عام, وفكرة الحكم الذاتي لمستعمرة عدن وغيرها من الأفكار التي نادت بها الأوساطالسياسية في شطري اليمن خلال تلك الفترة حتى تبلورت في توجه وطني قاد إلى قيام ثورتي سبتمبر وأكتوبر وإنهاء العهود الظلامية للحكم الأمامي والاستعمار البريطاني .وخصص المؤلف الفصل الرابع والأخير لأهم قضايا الفكر السياسي اليمني في عموم اليمن ومنها الوحدة الإسلامية , الوحدة العربية, الوحدة اليمنية, والقضية الفلسطينية .
“ تطور الفكر السياسي في اليمن "
أخبار متعلقة