شرع الإسلام الحريات على صعيد الفرد والمجتمع وليس من حق أحد أن يقيد حرية غيره إلا إذا خرج بها على قيم المجتمع ونظامه العام وقد ضرب الرسول صلى الله عليه وسلم مثلاً للمتعسفين في استعمال حقهم بحجة أنهم أحرار فيما يفعلون فقال : « مثل القائم على حدود الله والواقع فيها كمثل قوم استهموا على سفينة فصار بعضهم أعلاها وبعضهم أسفلها وكان الذين في أسفلها إذا استقوا من الماء مروا على من فوقهم فقالوا: لو أنا خرقنا في نصيبنا خرقاً ولم نؤد من فوقنا فإن تركوهم وما أرادوا هلكوا هلكوا جميعاً ، وإن أخذوا على أيديهم نجوا ونجوا جميعاً » .أما الحرية السياسية فقد أعلى الإسلام من شأنها وقرر إمكانية المشاركة في الحكم بالطرق المشروعة ومراقبة أعمال الحكام ونقدها ، وتوجيهها إلى السلامة والصواب ، ففي خطبة لأبي بكر الصديق الصحابي الجليل رضي الله عنه قال « يا أيها الناس إني وليت عليكم ولست بخيركم فإن أحسنت فأعينوني وإن أخطأت فسددوني ، أطيعوني ما أطعت الله فيكم . فإن عصيته فلا طاعة لي عليكم».وهكذا أنجبت أمتنا الإسلامية أعلاماً في العلوم والمعارف اتصفوا بالصدق في طلب العلم ونشره بين الناس والصبر على الشدائد والمحن ، ولعل هذا يحفز ناشئتنا وشبابنا على حب العلم والحرص عليه والنهوض بالأمة إلى مدارج الرقي والتقدم. لقد برزت في خريطة اليمن السياسية مؤخراً « فرقة تريد حكم اليمن واستمدت قوتها من الثورة الإيرانية التي تبنت دعمها للحوثيين وبأساليب ماكرة وتأجيج الفتن بين أبناء الشعب الواحد واستغلت الثورة الإيرانية الجهل الضارب أطنابه عند بعض أفراد المجتمع اليمني بمحافظة صعدة « التي تمثل معقل الإمام الهادي « ومعقلاً حصيناً للمذهب الزيدي الذي يحترمه كل اليمنيين بمختلف مذاهبهم.وفي المحافظات الجنوبية أيضاً برز تيار آخر يسمى ( الحراك الجنوبي).. هذه الفئة القليلة المشاغبة تجيد رفع الشعارات بواسطة مكبرات صوت لتبدو في أسماع الآخرين كبيرة وكثيرة وإنني على ثقة أن غالبية أبناء المحافظات الجنوبية وقبائلها ليسوا مع هذه الشعارات الحاقدة والانفصالية .إن اليمنيين جميعاً مطالبون اليوم بالعودة الصادقة إلى الله وإلى المصالحة بعيداً عن الكيد السياسي . ولنسلك طريق بناء اليمن.أما من يدعون أنهم معارضة في الخارج فليسوا أوصياء على الجنوب ، فهؤلاء فارون من وجه العدالة وقد عفت عنهم قيادتنا السياسية ممثلة بقائد اليمن الموحد الأخ/ علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية حفظه الله ، وعليهم الاستفادة من هذا العفو والعودة إلى أرض الوطن مواطنين صالحين بشرط « تعهدهم وإعلان التوبة» أمام شعبنا اليمني . ويجب على السلطة حل مشاكلها أولاً بأول على أساس العدل والمساواة وأن لا تترك مجالاً لمن يصطادون في الماء العكر . اللهم اخذل أعداء اليمن الحاقدين.. اللهم احفظ يمننا وقائدنا.
الحوثيون والحراك .. وجهان لعملة واحدة
أخبار متعلقة