لدى اختتام ندوة « الوحدة الوطنية صمام أمان المستقبل »
[c1]* المداخلات تناولت الوحدة الوطنية في مختلف مجالات الحياة ومن كافة قطاعات المجتمع اليمني[/c]متابعة / محمد عبدا لله أبوراس/ تـ / مصطفى ثابت :اختتمت امس بقاعة محمد علي لقمان في جامعة عدن ندوة الوحدة الوطنية صمام أمان المستقبل العلمية التي نظمتها جامعة عدن ومؤسسة الثورة للطباعة والنشر والاعلان واستمرت على مدى يومين.وكانت الندوة قد استأنفت عملها صباح امس بكلمة افتتاحية قصيرة للدكتور عبدا لوهاب راوح رئيس الجامعة ثم تسلم ادارة الجلسة الزميل نجيب يابلي حيث دشنت بمداخلة مهمة للدكتورة رخصانة محمد اسماعيل مدير مركز المرأة للبحوث والتدريب بعنوان دور المرأة في تربية جيل متحد الفكر والهوية ابرزت فيه دور المرأة تجاه ابنائها في المنزل وتجاه المجتمع ككل ودورها التربوي واختتمت بالدعوة الى ضرورة الاهتمام باستراتيجية بناء البيت الداخلي من اجل صيانة الديمقراطية والحوار الذي اختطته الدولة منذ تأسيس الوحدة.كما تناولت المداخلة المهمة الثانية للدكتور عبدا لله احمد النهاري مدير عام مكتب التربية والتعليم دور المناهج التعليمية في تعميق الولاء الوطني حيث استعرضت المداخلة جملة الجهود المبذولة في هذا الصدد من خلال رسم السياسات والمناهج والخطط والبرامج العلمية والعملية المعززة للولاء الوطني والوحدة الوطنية والعمل على تنفيذها بشتى الوسائل المتاحة والممكنة وتناولت الورقة جملة القوانين المنظمة لذلك ومنها قانون التعليم العام والمهن التعليمية والتربوية وتأكيدهما على مبدأ تنشئة الاجيال تنشئة وطنية وفكرية وعقيدة سليمة ففي العملية التربوية التي تستند الى حب الوطن واعتبار ذلك من الايمان والدفاع عنه كالدفاع عن العقيدة وابرزت الورقة الجهود المبذولة في هذا الصدد منذ اول يوم من قيام الوحدة المباركة وعلى مستوى كافة المراحل العمرية والدراسية.اما المداخلة الثالثة وهي على قدر من الاهمية والثراء وغزارة المعلومات ايضا فكانت للدكتور عادل بكيلي السفير بوزارة الخارجية والموسومة بالوحدة الوطنية كصمام امان واثرها على اداء السياسة الخارجية للدولة حيث استعرضت مفهوم الوحدة الوطنية وفقا لتطور المجتمعات الانسانية ثم الوظائف المنوطة بالدولة كصمام امان للوحدة الوطنية واستعرضت اولوياتها كما استعرضت القاعدة الدستورية باعتبارها صمام امان للوحدة الوطنية وتطبيقها بدءا من الاسرة ومرورا بالسلطات الثلاث الى كافة مكونات المجتمع المدني كما استعرضت اثر الوحدة الوطنية على الدولة في السياسة الخارجية واوردت جملة من نماذج الدول والواقع اليمني لتخلص الى صحة نهج بلادنا على هذا الصعيد لضمان الحفاظ على قوام وحدتنا الوطنية وما تقتضيه طموحاتنا من التطور اللاحق.كما تناولت الورقة الرابعة المعنونة بسلامة المخرجات صمام امان المستقبل للصحفي نجيب اليابلي عددا من القضايا المتفق والمختلف عليها ودعت الى تنمية الموارد البشرية واقتران ذلك بارادة التغيير في ظل مشروع نهضوي يؤمن مستقبل المجتمع ودعت المداخلة الى معالجة آثار حرب 94 وتحقيق العدالة الاجتماعية والمشاركة الشعبية ومواصلة تعزيز الوحدة الوطنية وتوفير العمل والتأهيل والتقاسم العادل للثروة على حد قوله.في الجلسة ايضا قرأت مداخلة قيمة للاستاذ الدكتور سالم مبارك سالم عميد كلية الاقتصاد بجامعة عدن ووسمت بالعلاقة الجدلية بين الاستقرار الوطني والنمو الاقتصادي تناولت خلاله جملة الانجازات التي تحققت في مختلف المجالات داعيا الى تعزيز الاستقرار الوطني للحفاظ على ما تحقق . وكان قد تناول بالنقد ايضا الاخفاقات التي واكبت تحقيق تلك المنجزات بشكل علمي وموضوعي هادئ وهادف ووضعت الورقة المخارج العملية للتغلب على تلك الصعوبات مشيرة الى ان النمو الاقتصادي يعتبر من اهم الظواهر الاقتصادية واكثرها اثرا على واقع الافراد ومستقبلهم باعتباره الوسيلة الرئيسية لتحسين مستوى المعيشة لافراد المجتمع مؤكدا ان الاستقرار الوطني مرتبط بالنمو الاقتصادي وهذا بدوره مرتبط بفعالية الاستثمار والادارة الخالية من الفساد وتطوير التعليم والشفافية وسيادة القانون والتقييم والمراقبة وسيادة مبدأ الثواب والعقاب والارادة السياسية لمصلحة الوطن.في الندوة ايضا كانت مداخلة الاستاذ عبده علي الدوش بعنوان "البحث العلمي والدراسات العليا في تعميق الوحدة الوطنية" استعرضت الدور الذي لعبته الجامعة كمؤسسة علمية اكاديمية تربوية ودورها التنويري في المجتمع لتنمية القيم الوطنية كما تناول باسلوب علمي رصين دور رسالة البحث العلمي بالجامعة في تأهيل مفهوم الوحدة اكاديميا وعلميا من خلال وسائلها للخروج برؤية علمية تعمق الوحدة الوطنية لدى اجيال اليوم والاجيال القادمة مما ادى الى تحقيق نتائج مثمرة خلال السنوات الماضية مؤكدا عزم الجامعة مواصلة سعيها في غرس الوعي الوطني بين منتسبيها ومخراجاتها والمجتمع من حولها باستخدام حقائق العلم والبحث العلمي والمنهجية العلمية دراسة وتحليلا ونشرا لتظل مع مثيلاتها من الجامعات اليمنية الاخرى منارات للعلم ومؤسسات لبناء اجيال يمنية الرؤية والانتماء.كما كان الحاضرون في الندوة على موعد مع مشاركة قيمة وهادفة للدكتور عبدا لله الحو رئيس قسم الصحافة والاعلام بكلية الآداب في جامعة عدن تحت عنوان "الخطاب الاعلامي ودوره في ترسيخ الولاء الوطني" اوضح خلالها واقع الخطاب الاعلامي الراهن ودوره في ترسيخ الولاء الوطني اوضحت فيه الدور الاعلامي البارز للاعلام الرسمي ودعوته الى تعزيز الولاء الوطني ووحدة الصف وتركيزه على الانجازات والمكاسب التي تحققت للوطن كما يبرز النجاحات التي شهدها المسار الديمقراطي التعددي وما تحقق في مجالل الحريات العامة وترسيخ اركان الدولة اليمنية الحديثة.كما تناولت المداخلة القيمة بشكل موضوعي الخطاب المعارض الذي كثيرا ما يقلل من تلك الانجازات وتناولت بعض المنابر الاعلامية الاهلية.كما قدمت الورقة جملة من الاقتراحات الاعلامية لتعزيز التلاحم ورص الصفوف وترسيخ الولاء الوطني.وعقب الانتهاء من المداخلات فتح باب النقاش حيث تقدم عدد من الحاضرين بعدد من الآراء والمقترحات والتقييمات التي جرى استيعابها ضمن الندورة والاستماع اليها بكل صبر وسعة صدور عكست بشكل جلي وواضح النهج الديمقراطي الذي يسير عليه وطننا واكدت ان الحوار هو السبيل الواحد للسير بالواطن الى بر الامان والذي تأتي ندوة صحيفة الثورة وجامعة عدن كواحدة من هذه الاساليب الحضارية لتحصين وتعزيز الوحدة الوطنية.وفي ختام الندوة القى الدكتور عبدالوهاب راوح كلمة اللجنة المنظمة للندوة اكد خلالها ان اليمن اليوم لديها مناخ من الحرية وليس هامش من الحرية وهو ما انعكس على جو الندوة حيث جاءت الكلمة المنصفة والكلمة الناقدة، مشيدا بالدور الكبير الذي تلعبه مؤسسة الثورة للصحافة والطباعة والنشر في نشر الوعي الوطني وتعزيز وترسيخ الوحدة الوطنية ودورها مع بقية اجهزة الاعلام الفاعلة والمؤثرة وقال ان هذه المؤسسة والصحيفة التي حملت اسم الثورة ورايتها جديرة بالاحترام لهذا الدور الكبير.ودعا الدكتور راوح الجميع الى التحرر من الولاءات والقيم الهدامة والضيقة والانتماء الى هذا الوطن اليمني الواحد الذي يجمعنا جميعا مؤكدا ان هذا الوطن ليس كيانا اصطناعيا وان إعادة وحدته جاءت لتعيد هيكلة كل مجالات الحياة فيه.