بغداد / 14 أكتوبر / رويترز:بينما كانت سيارة مدرعة تقل غربيين تقطع طريقها إلى الخط الأمامي عند نقطة تفتيش تؤدي إلى المنطقة الخضراء الشديدة التحصين في بغداد قفز عراقي من سيارته من طراز بي.ام. دبليو. وهو يصيح في راكبي السيارة.وصرخ الرجل محذرا إياهم قبل أن يعود إلى سيارته من أنهم إذا فعلوا ذلك مرة أخرى فانه سيتصل باللواء فاروق الذي سيسحب كل بطاقاتهم.وكان يتحدث عن البطاقات التي أصدرها الجيش الأمريكي والتي وضعت منذ الغزو عام 2003 مقاولي الأمن الغربيين والمتعاملين معهم فوق القانون العراقي وفي مقدمة كل طابور.لكن مع انسحاب الجنود الأمريكيين من البلدات والمدن هذا الشهر فأنهم يعيدون السيطرة إلى قوات الأمن العراقية. ميزان القوى يتغير وبطاقات القوات المتعددة الجنسيات في العراق التي كانت تعني في وقت من الأوقات مرورا سريعا في حارة منفصلة تجتاز العراقيين الذين ينتظرون التصريح لهم بالمرور فقدت قوتها.وتتولى القوات العراقية الآن حراسة جميع نقاط التفتيش المؤدية إلى المنطقة المترامية الأطراف التي تضم مباني حكومية عراقية وسفارات أجنبية وهي مناطق كان يسودها التوتر ويحرسها جنود أمريكيون وأحيانا أفراد من بيرو يعملون لدى شركة أمن خاصة.وبعض الجنود العراقيين يقطبون الجبين وهم يوقفون الحراس الغربيين الذين ينقلون شخصيات مهمة إلى اجتماعات داخل المنطقة التي يقع بها قصور صدام حسين ونصب تذكارية تطل على نهر دجلة من ضفته الغربية. ومنذ أسبوعين كانوا سيتقدمون مباشرة وهم يمسكون ببطاقات القوة المتعددة الجنسيات التي أصدرها لهم الجيش الأمريكي عبر نافذة السيارة.وقال اللواء عبد الكريم خلف المتحدث باسم وزارة الداخلية أن قوات الأمن المحلية حققت تقدما كبيرا في الشراكة مع الجيش الأمريكي الذي من المقرر أن يغادر البلاد بحلول نهاية عام 2011 بموجب الاتفاقية الأمنية الثنائية.وقال خلف انه اعتبارا من أول يناير كانون الثاني بدأ الجيش العراقي في إعادة ترتيب انتشار القوات. وأضاف أن التغييرات في المنطقة الخضراء هي علامة على تحسن أداء قوات الأمن العراقية.ووجهت الدعوة إلى الصحفيين لمؤتمر صحفي يوم الاثنين مع وزيري الدفاع والداخلية العراقيين إضافة إلى الجنرال راي اوديرنو أكبر قائد أمريكي في العراق.ومثل هذه المؤتمرات تعقد بطريقة روتينية في مركز الإعلام الصحفي المشترك الذي تديره الولايات المتحدة وهذا هو المكان الذي كان الجيش الأمريكي يطلب من الصحفيين في البداية الذهاب إليه.وفي وقت لاحق ووسط ارتباك كبير تحول المكان إلى مركز صحفي في مبنى مجلس الوزراء العراقي.وكانت الرسالة التي وردت في صورة مزحة أطلقها علي الدباغ المتحدث باسم الحكومة العراقية في بداية المؤتمر الصحفي واضحة.فقد قال بينما كان الصحفيون يضحكون انه يعتذر عن التأخير وانه توجد الآن إجراءات وان الجنرال كان عليه أن يحصل على إذن لدخول المبنى.