المسرحية العالمية التراجيكوميدية «مريض الوهم» للكاتب والممثل الفرنسي العظيم جان باتيست مولير، جديرة بالمشاهدة والمتابعة. وهي تعرض حالياً على خشبة مسرح السينما الشعبية بالشيخ عثمان، تحت قيادة نجمة ولؤلوة عدن المسرحية نرجس عباد التي تقوم بدورها المركب في الشخصية الجميلة للخادمة (توانيت) إضافة إلى عملها كمخرجة منفذة للعمل الذي أخرجهُ للمسرح اليمني المصري الأصل الفرنسي الجنسية عادل الحكيم. هذا العمل يعرض ابتداءً من أول أيام العيد ويستمر لمدة أسبوعين!.إن ما دفعني إلى الكتابة عنه هو كونه متميزاً وجديراً بالمشاهدة. خصوصاً أنه استفزني فنياً وأحسستُ بالمسؤولية والواجب في إيصال صوتي عبر هذه الأسطر إلى الفئة المثقفة وطلبة الجامعات وعامة الناس في عدن والمتذوقين لفن المسرح الراقي والواعي الذي يحمل رسالة فكر إنساني تربوي توعوي ينير الطريق لأجيال وأجيال منذ عصر مولير وحتى عصرنا الحالي...الصراع يظل والطمع يظل والتطفل يظل والمكر يظل والخداع يظل والألم يظل والأمانة تظل والخيانة تظل والمؤامرة تظل والصدق يظل والأمانة تظل والخيانة تظل والمؤامرة تظل والصدق يظل والكذب يظل والكراهية تظل والحب يظل والنزاهة والشرف و.... الخ.هكذا هي النفس البشرية مهما اختلفت الأيام والأزمان والعصور والدهور والحكام والأمراء، إلاّ أن البشر يبقون بشراً والحضارات مهما اختلف علوها وبنيانها تبقى وحدة واحدة وروحاً واحدة داخل جسد الإنسان والإنسانية باختلاف الثقافات والأعراف والتقاليد...إن مسرحية «مريض الوهم» بالفعل تشكل حراكاً ثقافياً مسرحياً فنياً، لانتشال هكذا مسرح من حافة الهاوية!!. إلاّ أن نرجس عباد وفريقها أعادوني إلى الزمن الجميل للمسرح في عدن وعادت بي الذاكرة إلى تلك الأعمال الخالدة العالمية التي قدمت في زمن العصر الذهبي للمسرح في عدن. كمسرحيات: (برتولدبريخت بونتيلا وتابعه ماتي) للفنان علي يافعي و (القاعدة والاستثناء) للأخ أحمد الشميري وأعمال مولير (طرطوف) من إخراج أحمد عبدالله حسين ومن الشكسبيريات: (ماكبث) للمخرج منصور أغبري و(عطيل) من إخراج الخبير السوفيتي إفلاطون نعمة زادة وكثير من تلك الأعمال التي كانت سبباً في نجاح فناني عدن وتطورهم في فن المسرح الحقيقي، ما جعل ذاكرتي تصول وتجول وتزهو في ليلة عيدية أسعدتنا بها كوكبة فنانين يمنيين من الجيل الجديد في المسرح اليمني، أجبروني أن أصفق لهم!..إن التجربة الجديدة القديمة أستطيع القول إنها ناجحة وإن كانت لدينا بعض المآخذ النقدية الفنية والموضوعية. وبالتأكيد لا يخلو أي عمل فني من الهفوات وهي قليلة وسنتناولها بدراسة نقدية خاصة في عدد لاحق بإذن الله.بقي لنا أن نشير إلى هؤلاء الأبطال الذين قدموا لنا (عرساً) فرنسياً يمنياً عدنياً عالمياً في أحلى الأيام وأهدونا هدية العيد وهم: النجم عبدالله العمري بطل المسرحية والموهبتان المتميزتان القادمتان إلى المسرح اليمني بقوة إبداعاً وجمالاً: أماني وسبأ العواضي.كذلك الفنان الجميل عبدالله يحيى إبراهيم ونجم الكوميديا القادم بقوة إلى المسرح سلطان أبو زيد والفنان المتميز محمد الذيباني والفنان عبده منصور وعبدالسلام زلعاط وهزاع التعزي..كما أشير أيضاً إلى الطفلة الجميلة والصاعدة بلقيس التي كانت (حمامة) المسرحية وإضافة نوعية للمسرح اليمني.أخيراً... شكر خاص للفرقة التي أبت أن تحتفل بعيد الفطر إلاّ معنا في عدن بعيداً عن الأهل في صنعاء.. قبلة حب وتقدير لها.
|
رياضة
مريض الوهم.. مسرحية من الزمن الجميل
أخبار متعلقة