مقديشو/وكالات:لشنت القوات الحكومية الصومالية والجيش الإثيوبي أمس الاثنين عملية تمشيط في السوق الكبير لمقديشو بحثا عن أسلحة بعد معارك دامية مع المتمردين الأسبوع الماضي.وتجري عمليات التفتيش من منزل إلى منزل فيما أغلق سوق بكارا الأحد على ما أعلن رئيس بلدية العاصمة الصومالية محمد عمر حبيب أمس الاثنين. وأضاف حبيب ان "أي شخص غائب عن المكان سيعتبر مختبئا (...) والعملية ستستمر أسبوعا".ولم يسمع إطلاق نار صباح أمس الاثنين في مقديشو حيث قصف المتمردون الذين يضمون في صفوفهم مقاتلين إسلاميين الأحد مواقع قريبة من القصر الرئاسي.وكان آلاف المدنيين المقيمين في حي بكارا بجنوب العاصمة غادروا منازلهم للجوء إلى أماكن أكثر أمانا بعد المعارك الأخيرة التي تعتبر الأشرس منذ العملية الواسعة التي قام بها الجيش الإثيوبي في ابريل.وأدت هذه المعارك بين القوات الإثيوبية والمتمردين الخميس والجمعة إلى سقوط 59 قتيلا معظمهم من المدنيين.وصباح أمس الاثنين أكد تجار مجددا انه لا توجد أسلحة مخبأة في محلات بكارا العديدة.وكانت بكارا تضم قبل بضعة أشهر سوق الأسلحة في مقديشو حيث كانت تباع بكل حرية بنادق هجومية ورشاشات أو قطع مدفعية منذ ان غرقت البلاد في الفوضى مع اندلاع الحرب الأهلية في العام 1991.وقال رئيس تجار الحي علي محمد سياد "لا اعتقد انه يوجد أسلحة في السوق لكن فلنترك التحقيقات تأخذ مجراها". وأضاف "نحن بحاجة لان توفر الحكومة لنا الأمن لمزاولة أنشطتنا".وأفاد مسؤولون من عشيرة الهوية التي تسيطر على مقديشو والتي ينتمي إليها القسم الأكبر من المتمردين ان قوات الأمن أوقفت أيضا شخصيات من العشيرة في إطار عملية قمع التمرد.وقال رئيس تجمع وجهاء الهوية محمد حسن هاد انه تم الأحد توقيف المتحدث باسم العشيرة احمد ديريه مع اثنين من أبنائه وزعيم أخر. وأضاف "نطالب بالإفراج عنهم فورا (...) فهم لم يفعلوا أي شيء سيء"ويفترض ان يزيد وقف أنشطة السوق تفاقم الأزمة الإنسانية التي يعاني منها الشعب الذي يعتبر الضحية الأولى للمواجهات لان هذا الأمر سيعقد وصول الإمدادات إلى المدينة.وتؤكد المفوضية العليا للاجئين التابعة للأمم المتحدة ان قرابة تسعين ألف شخص هربوا من مقديشو أو نزحوا إلى مكان أخر في المدينة أثناء معارك الأسبوعين الأخيرين فيما تواجه المناطق القريبة من العاصمة صعوبات في مواجهة تدفق النازحين.وعلاوة على نتائج الحرب يواجه الصوماليون أزمة زراعية.فمنطقة شابيل التي تعد أغنى منطقة زراعية في البلاد تواجه أسوأ محصول حصدته منذ ثلاث عشرة سنة. وقد حذرت المنظمات الإنسانية من ان نقص المواد الغذائية يهدد حياة آلاف الأطفال.وفي أواخر 2006 تدخل الجيش الإثيوبي لمساندة قوات الحكومة الصومالية مما الحق الهزيمة بقوات المحاكم الإسلامية وخروجها من البلاد بعد ان سيطرت خلال بضعة أشهر على القسم الأكبر من وسط وجنوب البلاد.ومنذ ذلك الحين دخلت البلاد في أزمة سياسية فيما تستبعد المعارضة التي يهيمن عليها الإسلاميون أي حوار مع الحكومة التي يترأسها عبدالله يوسف احمد.