تعمل لكي لا يشعر الأمريكيون بأنها غريبة على النخبة في واشنطن
واشنطن- دالاس (تكساس) /14اكتوبر/ ستيف هولاند و اد ستودارد:قالت سارة بالين مرشحة الحزب الجمهوري لمنصب نائب الرئيس في الانتخابات الأمريكية يوم الجمعة إنها تعتقد أنها لكونها غريبة على مجموعة النخبة في واشنطن فإن بعض الأمريكيين يشعرون بالتردد بشأنها لكنها تعتقد أنهم في نهاية الأمر سيصبحون أكثر راحة في التعامل معها.وقالت بالين حاكمة ولاية الاسكا في مكالمة هاتفية مع رويترز انها اذا انتخبت يوم الثلاثاء لتكون الشخصية الثانية بعد جون مكين فانها ستركز على قضايا لديها خبرة فيها مثل اصلاح الحكومة وتطوير سياسات الطاقة ولانها ام لطفل يعاني من مرض البله المغولي فانها تعكف على اعداد سياسات لمساعدة الاطفال ذوي الاحتياجات الخاصة.ومنذ ان اختارها مكين وهي شخصية غامضة نسبيا لتصبح شريكته في التذكرة الانتخابية واجهت بالين (44 عاما) مصاعب في ظهورها للمرة الاولى امام الشعب الامريكي ووجهت اليها اتهامات بأنها تفتقر للخبرة.وفي استطلاع للرأي نشرت نتيجته في صحيفة نيويورك تايمز قال 59 في المئة من الامريكيين الذين شملهم الاستطلاع انهم لا يشعرون انها مؤهلة لتولي منصب نائب الرئيس. ووجه العديد من المعلقين وبعضهم من حزبها انتقادات اليها.وقالت بالين «ربما يستغرق الامر وقتا» للامريكيين ليصبحوا أكثر راحة في التعامل معها. واضافت «واولئك الذين لديهم بعض التردد فانهم بدون شك يفكرون في انني غريبة على (النخبة في) واشنطن.»لكنها قالت إن حكام ولايات آخرين حققوا النجاح «من خارج مجموعة النخبة في واشنطن». مشيرة الى رؤساء سابقين مثل الديمقراطي بيل كلينتون والجمهوري رونالد ريجان.وقالت «لذلك فإن هذا الأمر قد يستغرق بعض الوقت لكي يعتادوا عليه. لكنني أعتقد انه عندما يستمع مزيد من الأمريكيين في الايام الثلاثة القادمة الى تعهد باجراء اصلاح فانهم سيشعرون براحة أكثر فأكثر».وتلقي بالين كلمات تتعلق بمسائل جوهرية في الايام الاخيرة بشأن الطاقة والاطفال ذوي الاحتياجات الخاصة وقضايا اخرى مما دفع وسائل الاعلام الى التكهن بأنها تضع امام عينها خوض انتخابات الرئاسة في عام 2012 نظرا لان مكين يبلغ الان 72 عاما وهو متخلف في استطلاعات الرأي الان ونفت بالين هذه المسألة.وقالت بالين انها ومكين يشعران بأن اتهامهما للمرشح الديمقراطي باراك اوباما بأنه سيزيد الضرائب من اجل خطط انفاق طموحة تصل الى مزيد من الناخبين.وقالت انها تشعر انها ومكين يقلصان الفارق وخاصة في بنسلفانيا وهي ولاية ديمقراطية يتراجع تأييد مكين فيها.وقالت بالين ان اوباما ربما يفكر في الفوز على انه شيء مسلم به.وقالت انها تعلمت من دروس سابقة وانها في مناسبتين اعتقدت كذلك لكن الامر انتهى بالهزيمة.وقد أصبحت سارة بالين الشخصية المفضلة لدى أصحاب التوجهات الاجتماعية المحافظة في الولايات المتحدة وقد يؤهلها هذا الرصيد السياسي لأن تصبح نائبة للرئيس تتمتع بنفوذ في حالة فوز المرشح الجمهوري جون مكين في انتخابات الرئاسة يوم الثلاثاء أو يدفعها لأن تكون مرشحة للرئاسة في انتخابات عام 2012 اذا خسر مكين الانتخابات لصالح منافسه الديمقراطي باراك أوباما.لكن حاكمة ألاسكا التي تهوى صيد حيوان الالكة شخصية تحدث عمليات استقطاب حتى في دوائر الجمهوريين وأبرزت انقسامات داخل الحزب بين مؤيدي السياسات المالية المحافظة والمسيحيين المحافظين الذين وحدتهم معارضتهم الشديدة للاجهاض وحقوق المثليين.ويقول ماثيو ويلسون عالم السياسة في الجامعة الميثودية الجنوبية في دالاس «حتى لو خسروا (الجمهوريون) يوم الثلاثاء بالفعل فقد أصبحت (بالين) من الشخصيات الرئيسية في انتخابات عام 2012 .«من الواضح أن بالين نجمة بالنسبة للمحافظين اجتماعيا ولكن كثيرين من صفوة الحزب الجمهوري يرونها شخصية غير مستساغة بالمرة.»وأصبحت بالين (44 عاما) وهي أم لخمسة أبناء الضوء القادم من الشمال الذي أثار حماس القاعدة الانجيلية المحافظة للحزب الجمهوري التي تعد أكثر كتلة تصويتية يمكن الاعتماد عليها.استحوذت بالين على قلوب وعقول المحافظين من عدة أوجه.. فهي انجيلية مخلصة واختارت أن تنجب طفلا حتى بعد أن عرفت من خلال الاختبارات التي أجريت قبل الولادة أنه سيكون مصابا بتخلف عقلي وهي شعبوية وتعرف كيف تستعمل السلاح.وتشير استطلاعات الرأي الى أن بطاقة مكين/بالين الانتخابية تخسر في الوقت الحالي أرضا لدى كثير من الفئات السكانية لكنها لا تزال تحتفظ تقريبا بتأييد ثلثي البروتستانت الانجيليين البيض.ويقول محللون ان مكين لم يكن ليستطيع كسب هذا المستوى من تأييد الانجيليين بدون بالين نظرا لاختلافه مع هذا الجناح في الحزب الجمهوري حول كثير من القضايا الاساسية من بينها تأييده لابحاث الخلايا الجذعية وتقاعسه عن تأييد تعديل اتحادي يحظر زواج المثليين.وأظهر استطلاع للرأي أجراه مركز بيو للأبحاث في الفترة من 23 وحتى 26 أكتوبر تشرين الاول أن 93 في المئة من الناخبين المسجلين الذين يصنفون أنفسهم كجمهوريين محافظين يؤيدون مكين.وصنف عدد من المسيحيين المحافظين ذوي النفوذ ومن بينهم ريتشارد لاند من الكنيسة المعمدانية الجنوبية بالين على أنها نجمة صاعدة للجناح المحافظ اجتماعيا في الحزب الجمهوري.واذا خسر مكين انتخابات يوم الثلاثاء فان هذه الخسارة ستضع بالين في موقع قريب من الصدارة في مجموعة المرشحين للرئاسة في انتخابات عام 2012.وقال توني بيركينز رئيس مجلس أبحاث الأسرة وهي جماعة ضغط محافظة تتمتع بنفوذ ولها صلات قوية بالانجيليين «أظن أنها ستصبح منافسا رئيسيا...ومن المؤكد أنها ستكون من المتسابقين.»ولكن الصفات التي تجعلها محببة لدى هذا الجناح في الحزب الجمهوري هي ذات الصفات التي تنفر منها بعض المعتدلين في صفوفه.وأشار جمهوريون بارزون انتقلوا لتأييد أوباما الديمقراطي من أمثال كينيث ادلمان وهو مساعد متشدد للرئيس الاسبق رونالد ريجان والجنرال المتقاعد كولن باول وهو وزير خارجية سابق في ادارة الرئيس جورج بوش الى المخاوف التي أثارها اختيار بالين كنائبة للرئيس على بطاقة مكين.وهناك أيضا من أصيبوا بالهلع لافتقار بالين للخبرة الاقتصادية في غمار أزمة مالية ومصرفية.وقال تود جيتلين وهو استاذ للصحافة وعلم الاجتماع في جامعة كولومبيا «فجوة الادراك بين اليمين الاجتماعي واليمين الاقتصادي حادة...حدث زلزال ولم يستطع الحزب رأب الصدوع.»ولكن اذا فاز مكين فانه سيصبح مدينا بدين كبير لبالين وهذا الجناح من الحزب، الامر الذي قد يعطي بالين قدرا كبيرا من النفوذ. وسيعتبرها هذا الجناح بوضوح رصيدهم في البيت الابيض.وقال بيركينز «أتوقع بالقطع أن يكون لسارة بالين نفوذ كبير في ادارة مكين. ولا أعرف حتى ان كان من الممكن أن تكون له أي قدرة على البقاء بدون وجودها على بطاقته».واذا خسر مكين سيحدث سيل في استطلاعات آراء من أدلوا بأصواتهم ولكن من المرجح على ما يبدو أن يلقي الكثير من المنتقدين باللائمة على مخاوف المنتمين للوسط من بالين أثناء أزمة مالية.وقالت تشارمين يوست رئيسة جماعة (أمريكيون متحدون من أجل قانون الحياة) والتي تعارض حق الاجهاض «من الواضح فعلا أن هناك بعض الناس الذين سيرغبون في جعلها كبش فداء اذا لم تمض الأمور بشكل جيد يوم الثلاثاء».وأضافت «لكنها مرتبطة بشكل واضح تماما بقاعدة الحزب وبالناخبين المؤيدين لحق الحياة والأسرة واعتقد أن ذلك سيعطيها قاعدة قوية حقا للمضي قدما بغض النظر عما سيحدث.»