- نهاية الأسبوع الماضي قالت اللجنة الأمنية العليا إن على الحوثي وأتباعه أن يلتزموا بستة شروط لإيقاف نزف الدم في صعدة .. الانسحاب من جميع المديريات ورفع نقاط التفتيش وقطع الطرق والنزول من الجبال وتسليم المعدات المدنية والعسكرية التي استولوا عليها وتسليم المختطفين من مواطني صعدة والكشف عن مصير المخطوفين الأجانب وعدم التدخل في شؤون السلطة المحلية .. وما أيسر هذه الشروط على الحوثي وأتباعه لو كانوا يعقلون، فقد سهلت لهم الدولة بهذه الشروط للخروج من المحنة، لدرجة أن هذه الشروط يعدها كثير من المتابعين والمواطنين العاديين تهاوناً من الدولة مع جماعة متمردة .. العجيب في الأمر أن / عبدالملك الحوثي ويحيى الحوثي وهبرة وآخرين يقولون نقبل بإيقاف الحرب في إطار التزام الطرفين باتفاق الدوحة.- حسناً .. ماذا يقول اتفاق الدوحة؟ كأنهم قد نسوه ولم يذكروا منه إلا اسمه .. فالاتفاق الذي وقع في العاصمة القطرية الدوحة من قبل ممثلي الحكومة وممثلي المتمردين برعاية أمير قطر يقول إن العمليات العسكرية تتوقف ويلتزم / عبدالملك الحوثي وأتباعه بالنظام الجمهوري والدستور وينهون حالة التمرد وينزلون من الجبال ويسلمون الأسلحة المتوسطة مع ذخائرها للدولة ويتم وقف حملات التحريض ويذهب / يحيى الحوثي وعبدالملك الحوثي وعبدالكريم الحوثي والرزامي إلى قطر ويمتنعون عن ممارسة أي نشاط معادٍ، وعلى الدولة أن تعيد الإعمار وتضمن حق الرأي والتعبير بما في ذلك حقهم في إنشاء حزب على أسس وطنية وتطبيق العفو العام والإفراج عن المعتقلين غير المتهمين بارتكاب أعمال جنائية.إنهم يطالبون بتنفيذ اتفاق الدوحة الذي عطلوه هم والمتواطئون معهم، ويرفضون الشروط الستة الأخيرة التي هي الأيسر لهم والتي أعفتهم من التزامات عسيرة عليهم في اتفاق الدوحة.- وبالمناسبة الحوثي وأتباعه لم يخرجوا إلى الدوحة بل مدوا نفوذهم في الداخل إلى مديريات جديدة في صعدة وإلى الجوف وحرف سفيان والملاحيظ ووصلوا إلى بني حشيش عند مشارف العاصمة صنعاء .. كل ذلك بعد الاتفاق الذي يطالبون اليوم بتنفيذه والذي ينص على إنهاء التمرد وعلى حق الدولة في بسط نفوذها في مناطق صعدة كسائر مناطق البلاد .. وبينما نص اتفاق الدوحة على النزول من الجبال تمددوا إلى الصحارى وإلى جهة البحر الأحمر .. وبينما يقول الاتفاق إن عليهم تسليم أسلحتهم المتوسطة مع ذخائرها استولوا على معدات عسكرية ومدنية ثقيلة .. وبينما يقول الاتفاق إن على الدولة إعادة الإعمار في صعدة أعاقوا مشروعات صندوق الإعمار وزادوا خربوا ما كان قائماً.
عجائب المتمردين بين بنود (الدوحة) وشروط (العليا)
أخبار متعلقة