أقواس
لعب الإعلام اليمني.. قبل وبعد الاستقلال دوراً كبيراً سواءً مقروءاً أو مسموعاً أو مرئياً باجتهاد أبناء اليمن الجنوبية أو المحافظات الجنوبية وبحكم سني عايشت بعض تلك الصحف والمجلات المتواجدة إلى اليوم ، وكان للفن والإبداع نصيب في المجلات بالذات ومنها: « الغد.. أنغام .. النجوم.. ومجلة الفنون» التي أتشرف باعتزاز أني كنت سكرتير تحريرها بل والمخرج الفني لها.، وكانت المجلة متنفساً للمبدع في كافة الإبداعات الإنسانية وأبرزت كثيراً من الأسماء الفنية والشعراء ، ووصلت نسخ طباعتها إلى عشرين ألف نسخة شهرياً وبدون مرتجع، وحققت أهداف تواجدها بشكل إيجابي وملفت ... وكنت أنا وأخي فيصل حسين الصوفي نطمح في تطويرها إلا أن ظروف الزمان والمكان حينذاك وقفت عائقاً بل سعي الحاقدون إلى «تطفيشي» من الوطن واستمرت المجلة تتراوح بين الصدور والانقطاع حتى دفنتها مقبرة الظروف والإمكانيات ، كنت أنا وأخي فيصل نعشق المجلة وواصلنا إصدارها رغم جفاف كلمة شكر... بعدها تابعت الإعلام اليمني وللأسف وجدته طامحاً إلى نشر أخبار (السلطة) عفواً السلطة وكان لنظام الرفاق هم إقلاق الإبداع الإعلامي وأصبحت الصحف والمجلات تروج للرفيق والرفيقة حتى جاءت لحظات وأضافت ترويجها للرفيق والشيخ وإن اجتهدت بعض الصحف والمجلات بمتابعة الحركة الفنية فهي تنشر مقابلة لفنان لم يبدأ أو فنانة تسيء للأغنية وللقارئ ، تجرأ العاطلون عن العمل بإمتهان مهنة الصحافة ليحضر مبرزاً أو عزومة لتلميع فناني المخادر وتناسوا العظماء ورواد الفن اليمني الأصيل على صعيد الأغنية، كشاعر وملحن ومؤدي وكان المسرح الغائب الحاضر المسرح الحقيقي الصادق مع نفسه وظهرت لنا خفافيش وجراد مدعين إنهم رجال مسرح اليوم مهزلة عاشها الإبداع في بلادنا الغالية نتأسف عليها كثيراً وفي وضعنا الراهن توسعت الاجتهادات ولكنها مشطرة ومقزمة (فالفضائية اليمنية) تبث لنا أسماء غريبة عجيبة ، ليس لها ناقة أو جمل في الأغنية اليمنية وتتناسى هامات شامخة عظيمة وإن تجرأت ببث أغنية لأولئك العمالقة تكون قبل موعد نشرة الأخبار بدقيقتين حتى تبتر والهدف بتر وطمس حقائق تتجاوزهم أقولها كمغترب لأني أتابع الفضائية اليمنية للأسف، أما أنتم فلا أظنكم تتابعون تلك الفضائية، وطبعاً انعكس ذلك على المسرح والرقص الشعبي والرسم وبقية الإبداعات ، هكذا الإعلام من وجهة نظري كمتابع ومهتم وكواحد من المنسوبين لهذا الكار وصعب أن أحمل المسؤولية أي طرف ولكني أحمل الدولة بشكل عام وليست وزارة الثقافة بوزيرها الخلوق ولا مديري الثقافة في كل من لحج وعدن لأنهم أكفاء ويستحقون ما آلت لهم من مهام ولكنهم بدون إمكانيات ولا أدري كيف سنتخلص من هذا الكابوس الذي أسمه إمكانيات مع أن الدولة حفظها الله تصرف إمكانية الإمكانيات في خزعبلات.الفن اليمني من أعظم فنون الجزيرة العربية والخليج وهامات من تلك المناطق شدوا في الأغنية وكانت وراء انتشارهم وتواجدهم في الساحة الفنية بل وأغلبهم من أصول يمنية وطهش من طهش الأغنية اليمنية ودافعنا عنها خلال الفرص التي أتيحت لنا في الإعلام الخليجي الشقيق وكانت الجهات المختصة في وطننا الغالي لا تهتم بحقوق الفنان أو الشاعر أو الملحن وحتى اليوم ونحمد الله أنها لا تهتم بالمواطن بشكل عام، و الإذاعتان المرئية والمسموعة لا تشيران إلى أسم الشاعر الملحن كحق شرعي وأدبي أما الحق المادي فقيمته ما تجيب قات(مناديل أو نقفة) .الأغنيتان اللحجية والعدنية تكمل بعضهما بعضاً لأن قرب المحافظتين وجودة اللحن اللحجي شد المستمع والفنان فكان هذا التكامل الإيجابي الرائع وإن كان لكل محافظة فرسانها لا أشير إلى الأسماء حتى لا تخونني الذاكرة فكفاهم إهمال أدبي ومادي وتهميش وإلغاء رغم أن الكثير يقتات من إبداعاتهم .هناك الكثير من كان ثراؤه من حنجرة ذلك الفنان أو وجع حرف ذاك الشاعر أو آهات ذلك الموسيقي انتهى عدد كبير من مبدعينا للأسف الشديد وهم في عوز وحاجة وفقر مدقع ومن لازال بيننا أطال الله بعمره لا يجد ما يسد رمقه ونتناساهم متعمدين فلا اتحاد الأدباء ساهم في مواساتهم ولا نقابة الفنانين شاركت في الرأفة بهم ولا التلفزيون أو الإذاعة نظرت إليهم بعطف وشفقة وكنت أتمنى من الجميع التكاتف لخلق حالة اهتمام تعنى بمن قدم من عطاءات للنظر في أوضاعهم يا قادة الأدب والفن والثقافة ... ستكونون في مكان هؤلاء بعد مرور السنوات فمن «لا يرحم لا يرحم» وهنا تأتي قضية الإبداع الذي يحصرها بعضهم في جزء من تلك العطاءات وإن تركزت بالصوت الغنائي أو الشاعر أو الملحن وتختفي وراء تلك الأسماء أسماء تتفوق إبداعاً ممن يشار إليهم على سبيل الموسيقي بكافة الآلات ومهندس الصوت والمصور والمخرج والديكور والإضاءه وفني صف الحروف وعامل المطبعة بل وحمال الصحف والمجلات والموزع كل أولئك لهم أثر في نجاح ذلك الإبداع ولكننا نتجاهلهم ونتجنب الإشارة إليهم مع حقهم في ذلك .الحقيقة الحديث حول هكذا قضايا يثير الشجون والوجع ولا أظن بهذه الوجوه الكريمة تستحق أن نضيف لها هماً (فاللي فيهم وفينا مكفيهم ومكفينا).شكراً لهذه الدعوة الكريمة من بلد الإبداع بلد القمندان وعبد الله هادي سبيت وفضل محمد اللحجي والفل والكادي والقرمش والمضروب وكل مبدعي لحج الجميلة لحج الإبداع وطيبة الإنسان.